صورة الأستاذ السعودي في محاضرة د.محمد الربيّع

بقلم: د.سلطان القنيدي

في مجلس وادي القرى بمحافظة العلا، الذي أسَّسه الدكتور سالم بن عبدالرحمن البلوي، أقيمت محاضرة بعنوان: (تجارب ثقافيَّة وأدبيَّة) للدكتور محمد بن عبدالرحمن الربيِّع، وأدارها الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الحيدري.
وقد تحدَّث الدكتور محمد الربيِّع في محاضرته عن جوانب مهمَّة تخللت مسيرته العلميَّة والعمليَّة، وشكَّلَ صورة مشرقة للأستاذ السعودي من خلال مشاركاته المحليَّة والعالميَّة.
ومن المعلوم أنَّ وسائل التواصل في زمن مضى كانت شبه معدومة، وهذا ما جعل بعض المجتمعات العربيَّة وغير العربيَّة يجهلون الأستاذ السعودي وإنتاجه وقدراته. ولذا قدَّم “الربيِّع” جهودًا كبيرة؛ لإبراز الأستاذ السعودي تعريفًا وتصنيفًا وتأليفًا على جميع الأصعدة، وكان خير ممثِّل له.
ويظهر ذلك بجلاء عبر عدَّة تجارب تحدَّث عنها، أبرزها:
– حضور مؤتمر للمستشرقين في “جامعة السوربون-باريس” بداية مسيرته، ممَّا أتاح له الحديث معهم، وإظهار إمكانات الأستاذ السعودي، وما يكتنزه من معرفة وحجج.
– العمل في مجمع اللغة العربيَّة بالقاهرة منذ عام 1417هـ/1996م وحتى اليوم، وهذه العضويَّة جعلته سفيرًا للأستاذ السعودي المتبحِّر في علوم اللغة العربيَّة.
– مناقشة العديد من الرسائل العلميَّة في الجامعات العربيَّة (وهذا غير معهود آنذاك)، وتشكيل صورة مشرِّفة عن الكفاءات العلميَّة السعوديَّة.
وهناك الكثير من التجارب الغنيَّة التي تحدَّث عنها ويصعب حصرها هنا، ولكنَّني أريد أن أقول: إنَّ “الربيِّع” قام بدور مهم عبر مسيرته المشرقة للتعريف بالأستاذ السعودي وتمثيله خير تمثيل، وحملَ لواء المعرفة والعلم في كثير من المحافل الثقافيَّة والعلميَّة، ممَّا يجعل تجاربه تزخر بالنضج والوعي. وله منهج في مسيرته يتكوَّن من جملتَيْن إنشائيتَيْن ينصح بها كل أحد، هي: “لا تحتقر نفسك”، و”لا تستهن بقدراتك”.
ويظهر أنَّ صورة الأستاذ السعودي في محاضرة د.محمد الربيِّع مشرقة متوهِّجة، وذات إشعاع ممتد في أنحاء الأرض، وتحمل صفات عديدة، منها: الثقة بالنفس، والقدرة على الحوار والإقناع، وامتلاك زمام المعرفة، وتقديم الرأي السديد، والانفتاح على الثقافات الأخرى…إلخ. وترجم ذلك عمليًّا “الربيِّع” من خلال مشاركاته الغنيَّة وتجاربه المتنوِّعة.