مقالات

ثقافة الاستراحات عالم آخر

 

أ.د.عبدالرحيم بن محمد المغذوي*

اتتشرت الاستراحات في العالم وانتشرت معها ثقافات متعددة وأفكار متنوعة وبالتالي سلوكيات متباينة.
وفي نفس السياق انتشرت الاستراحات الإلكترونية والمنتديات الرقمية وانتشر معها العديد من الناس الذين يحملون أفكاراً وثقافات وقيما ومناهج وسلوكيات مختلفة.
بين أنواع الاستراحات العادية والإلكترونية تشابها كبيراً بل إن الاستراحات الرقمية تزيد عن ذلك بنماذج من البشر لايكتبون ولايعرفون مايدور في العالم بشكله الكامل فتجدهم خبط عشواء كيفما اتفق،وهنالك أنواع كثيرة جداً من الاستراحات الرقمية في العالم تجد فيها كائنات حية بشرية دقيقة وغليظة مختلفة في الطول والعرض والارتفاع ومتفاوتة جداً في العلوم
والعقول والأفكار والثقافات لكن مشكلتهم الكبرى اختلافهم في المناهج والمسالك والآراء والاتجاهات الفكرية والثقافية والاجتماعية والسياسية أيضاً وكل ذلك وارد لكن الأشكال يكمن في أنماط معينة من البشر التي تقطن تلك الاستراحات الرقمية لايرون إلا رأيهم ولايؤمنون إلا بمنهجية وفكر وثقافة الجماعة التي يحبونها ويعشقونها ويرونها مقياساً للصحة أو الخطأ في الآراء.
بالتالي تجد التنمر والجهوزية للانقضاض على أي رأي يخالفهم وينصبون الشباك ويتصيدون في الكلام ويتداعون في مابينهم ويركضون خلف بعضهم البعض.
كل ذلك وغيره الكثير والكثير من السلوكيات السيئة من أجل عيون الجماعات والفرق والتيارات والأحزاب والتنظيمات المؤدلجة والرايات المختلفة التي يؤمنون بها ظاهراً أو باطناً وبشكل علني أو خفي .
لذا تجد في هذه النوعيات من الاستراحات الرقمية في العالم تجد التشفي،والتشهي، والتخفي،والتمني،وكل ذلك مرده إلى الجهل بحقيقة الإنسان في الحياة وموقفه من الحق أو الباطل والصح والخطأ والاستقامة والانحراف.
ستجد المزيد من الأشكال المؤدلجة والنماذج المتهافتة تلبس أثواب النصائح والتوجيهات لكن قلما تجد العاقل الرشيد فيما بين تلك الرقميات واللوغارتمات.
الأسباب الحقيقية وراء كل ذلك ربما لو عرفته لوجدته مخجلاً ولذا لاتسل عنه فالكائنات الحية الدقيقة التي تنفث سمومها وشرورها في الهواء الطلق كثيرة جداً ربما لتقتات على رحيق الآخرين وربما لتبرز جلودهم الجديدة بعد أن انسلخوا من القديمة وربما لأسباب أخرى كثيرة جداً.
عموماً الاستراحات الإلكترونية والمنتديات الرقمية فاقت في شؤنها وشجونها الاستراحات العادية التي أعقبت ميراثاً سيئاً للغاية في القيم والتفكير والثقافة المجتمعية.
هل نعدم الخير وسط حطام الرقميات،وهل ستعيق يوماً عيون القطط العمياء الذين يسيرون في الطرقات؟
لا أبداً لن نعدم الخير فالخير موجود بحمد الله تعالى.
تحياتي لكل إنسان جميل عاقل محترم في الحياة الواقعية والافتراضية.
_______________
*أستاذ الدراسات العليا في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة سابقاً.
____________
د.عبدالرحيم المغذوي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى