أحــلام وراء القضبان
إذا كان لأمتنا العربية من ثروة حقيقية, فهي ثروتها البشرية الهائلة فالشباب هم الدعامة الأساسية للرقي والتقدم الحضاري فبداخلهم طاقة هائلة للمستقبل تمثل العمود الفقري للتنمية لأي دولة تريد أن يكون لها مكانة وسط الدول, وإذا كان علينا أن نبحث عن سبل للتعامل واستغلال طاقات الشباب وتحدياتها على ارض الواقع , من منطلق إننا نبحر في قارب واحد فعلينا أن نفكر قبل ذلك في الأسس التي يمكن الاستناد إليها في التعامل الجاد مع كيفية تنمية واستغلال طموحات الشباب.
أننا وأن اتفقنا جميعاً بأن الشباب هم المستقبل فلا بد من تدبير احتياجاتهم الأساسية وانتزاعهم من فضاء الإحباط النفسي المسيطر عليهم من انحراف السلوك الاجتماعي في المجتمع وتآكل القيم السوية وغياب القدوة المطلوبة كذلك توفير فرص عمل فالعدالة والتنمية لا تتحقق الا بصحة المركب العضوي واستغلال طموحات الشباب وتذليل العقبات التي تواجههم .
هناك هرم من الطموحات والأمنيات ومستقبل ظل كثير من شباب القبائل العائدة تبنيه ليعودوا بالنفع على الوطن وليساهموا في تقدمه ورفعته, ولكن بالأخير استيقظوا على كابوس قد قتل أحلامهم فقد وجدوا أن تلك الطموحات أهدرت وبعضها انتحرت وبعضها أجهضناها نحن بأيدينا.
إن التحفيز من المجتمع عامل مساعد لكن البداية من أنفسنا , ولقد سعى أبناء القبائل العائدة وقاموا بالنحت في الصخور ليحصل كل منهم على شهادة ظناً منه انها ستكون له درعاً يحميه ومستقبل يبني عليه احلامه, فهناك من ابناء القبائل العائدة من منهم قد حصل شهادات عدة كالدكتوراه والهندسة, وظل طوال عمر افناه في السعي للحصول على تلك الشهادات التي لم تجد لها شخص يقدر قيمتها بل كان مثواها الأخير على الجدران كالصور والبراويز لا قيمة لها, فكل ذلك يعود إلى عدم وجود هوية وطنية, فالطموحات أصبحت مهدرة وسنوات التعليم والبحث العلمي أصبحت في طي المجهول.
جميعنا يعلم حقيقة الظروف العصيبة التي يمر بها أبناء القبائل العائدة وفي ظل صبر وتحمل أبناء القبائل العائدة المصائب التي بات من المفروض عليه أن يتجرع مرارتها وقسوتها كل يوم من أبناء جلدته إلا انه صابر وقابض على الجمر, لعل هناك فجر جديد يسوده الأمل لتعود الأحلام التي تحتضر.
إن شباب القبائل العائدة ينتظروا مولود جديد يدعى ” طاقة الرحمة ” ليلبي طموحات الشباب ويقوم بتقويم ما تم استئصاله وتعويض القبائل العائدة من الحرمان الذي لا يزال يعانوا آثاره لذا نأمل أن تكون تلك الإنفراجه على ايدي ولي العهد الأمير “محمد بن سلمان” حفظه الله فهو طاقة الامل الذي ينتظرها آلاف الشباب من أجل تلك الوطن الغالي, ومن اجل شباب يريدون حقاً أن يساهموا بنهضة هذا الوطن, اننا ننتظر وسننتظر ولم نيأس فلابد لليل أن ينجلي ويشرق أملاً . حفظ الله المملكة وشعبها.