أقلام عربية

“الأعياد السنوية”

 

د.خـالد بن محـمد السـرحـان

حينما يقترب حلول الأعياد السنوية الإسلامية وغيرها من الديانات، والتي يحتفل بها كثير من البشر في جميع أنحاء العالم أقوم بتقليب القنوات الفضائية، والسوشيال ميديا لرؤية فعاليات احتفالات الشعوب بهذه الأعياد ومنها الأعياد الاجتماعية المسيحية على سبيل المثال عيد (الحب فالنتين) الذي يعبر فيه المحبون عن حبهم لبعضهم البعض عن طريق إرسال بطاقات عيد الحب أو إهداء الزهور أو الحلوى لأحبائهم، (وعيد الأم) الذي يقدم الأبناء لأمهاتهم الهدايا الصغيرة ويرسلون الكروت الصغيرة يقولون فيها شكر أو يحفظك الله، (وعيد رأس السنة الميلادية) الذي يتزين بالاحتفالات الدينية والصلوات الخاصة، ووضع شجرة الميلاد وتبادل الهدايا وتناول عشاء الميلاد.
وهذه الأعياد والمناسبات تعتبر من المظاهر التي أفرزتها العولمة في بعدها الثقافي والإنساني وفرضتها على جميع شعوب العالم حيث أصبحت أعيادا عالمية تحتفل بها شعوب الأرض قاطبة على اختــــــــلاف أجناســــها وأديانها وثقافاتها، وتعترف بها الأمم المتحدة وتضعها في برنامجها السنوي. بحيث نستطيع القول أن جميع المناسبات السنوية التي وضع لها يوم محدد في السنة للاحتفال والاستذكار أصبحت عالمية استذكارا لحوادث تاريخية تعرض فيها تاريخ الإنسان بشكل عام مثل حوادث مفرحة كتوحيد وطن أو إجلاء مستعمر أو تنمية وطنية شاملة, أو حوادث محزنة كانتهاك للحقوق, أو إيقاع العنف أو الظلم أو القتل والتشريد.
أعياد (الأم), و(الحب) و(رأس السنة الميلادية) وغيرها من الأعياد والمناسبات التي يحتفل بها دول العالم يضعون لها عطلة رسمية ومن ذلك بعض الدول العربية, على سبيل المثال (عيد اليوم الوطني) أصبح في بعض الدول العربية ومنها المملكة العربية السعودية (اليوم الوطني), مع حذف كلمة (عيد), لتتوافق المناسبة مع القيم الإسلامية للمملكة ويصاحب هذا اليوم عطلة رسمية لمدة يوم واحد, كما أن هذه الأعياد والمناسبات كاليوم العالمي للإيدز, وعيد الحب, واليوم العالمي لمحو الأمية, واليوم العالمي لحقوق الإنسان, وعيد الأم هي للتذكير والتفعيل لما لها من مردود إيجابي على أفرد الوطن الواحد, على سبيل المثال اليوم العالمي لمحو الأمية بأن يعمل أفراد الوطن الواحد ببذل مزيداً من الجهد في نشر التعليم والخلاص من الأمية, وفي اليوم العالمي للايدز الأخذ بالتدابير الوقائية ضد هذا المرض, وهذا ينسحب على سائر الأعياد والمناسبات.
وخلال الفترة الماضية ومع حلول بعض هذه الأعياد والمناسبات مثل:(عيد الحب, وعيد الأم) حاولت (باحثاً أو مستطلعاً)أراء بعض الأصدقاء (من الجنسين) بإرسال رسالة تهنئة بهذه الأعياد,حيث كانت ردة الفعل للكثير منهم الرفض والامتعاض للمعايدة بحجة أن هذه الأعياد ليست من أعياد الأمة الإسلامية, كما أن لديهم حساسية من ربط هذه المناسبات بكلمة (عيد) بغض النظر عن ماهي المناسبة؟
حينها تساءلت لماذا لا تكون هناك مشاركة من أفراد مجتمعنا في الأعياد والمناسبات العالمية التي حدد لها يوم عالمي في السنة والتي لها مردود إيجابي على أفرد الوطن الواحد مع تعديل مسمى العيد أو المناسبة ليتوافق مع عقيدتنا وقيمنا الإسلامية,على سبيل المثال عيد الأم بأن يصبح (يوم الأم) الذي يذكر بحقوق الأم وبر الوالدين, وعيد الحب بأن يصبح (يوم الحب) الذي يدعو لنشر الحب بين أفراد المجتمع ونزع البغضاء والإصلاح بين المتخاصمين وهذا أيضا ينسب على باقي الأعياد والمناسبات العالمية.
وعلى دروب الخير نلتقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى