أقلام عربية

مجرد رقم

هل يمكن للمرأة الزواج برجل أصغر منها سناً؟ هل الزواج له عمرًا محددًا أم العمر هو مجرد رقم ..!

 

 

 

بقلم الأستاذة: أحلام البليهشي

 

الزواج علاقة مقدسة ولابد أن تبنى هذه العلاقة على أساس قوي ومتين ؛ لتكون هذه الحياة سعيدة وبعيدة عن المشاكل ، وهو من أسمى وأرقى العقود الإنسانية بين طرفين “زوج و زوجة” وقد أطلق الله عزَّ وجل عليه في القرآن الكريم لفظ الميثاق الغليظ ؛نظرًا لمكانة وأهمية هذا العقد قال تعالى : (وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا).

 

فرغم انتشار فكرة الزواج برجال أصغر سنًا، إلا أنه مازال مرفوضًا بين العديد من الأسر، ويرجع هذا إلى بعض “العادات والتقاليد” لا الدين “طبعًا”.

وما هو متعارف بين المجتمعات العربية بمختلف ثقافاتها يعتبر أن زواج المرأة برجل أكبر منها سنًا أو مقارب لـ سنها أمرًا مرغوبًا وطبيعيًا، بينما يعد ارتباط المرأة برجل أصغر منها سنًا أمرًا غير مألوف،

لكن .! .. ماذا لو عكسنا الصورة

في حال تم عقد زواج امرأة في العشرين على رجل في الأربعين أو الخمسين من عمره.. !

 

من هنا كان الأمر مثيرًا لفضولي، فعندما تتزوج المرأة بمن يصغرها سنًا..، تُرى هل تتوافر عناصر النجاح لهذا الزواج لتصل سفينة هذا الزواج لبر الأمان؟.. فكان علينا معرفة مدى القبول أو الرفض لمثل هذا الزواج>>

 

“تجربة ناجحة “

– تقول غ .ح :في البداية كنت مترددة في قبول الزواج من ابن عمي الأصغر مني سنًا بأربعة أعوام ، لكن بعد التفكير والاستخارة وجدته شخصًا مناسبًا إلى جانب التقارب النفسي والفكري بيننا ،فالتكافؤ أساس أي زواج.

– ويقول م .ع : زوجتي أكبر مني بسنتين ولله الحمد كنا على قدر من المسؤولية واجتمعنا على التفاهم الفكري والروحي.

 

” زواج فاشل “

تشعر إحداهن بالندم الشديد لأنها اتخذت قرار ارتباطها بشخص أصغر منها سنًا وانتهت هذه العلاقة بالطلاق .، وتضيف : كثيرًا ما كان يذكرها بأنها أكبر منه .

 

ولأن التعميم لغة الجهلاء يصعب علينا تعميم قاعدة الفشل أو النجاح في العلاقة الزوجية التي يكون فيها الرجل أصغر سنًا ،فلكل علاقة ظروف خاصة ،وطالما أن الطرفين راضيان وتسود علاقتهما الحب والمودة ومتفاهمان ستتلاشى أمامهما هذه التفاهات .

 

ولعل ما يؤكد هذا إجابة الدكتور والمستشار : (فهد الأحمدي) عن “مدى نجاح زواج المرأة برجل أصغر منها سنًا”، قال : إن مدى نجاح هذا الزواج مرهون بالحب والمودة بين الطرفين..

 

وأيضًا تحدث أ .د. (طارق الحبيب) في برنامج بيوت النور في إحدى الحلقات عن فارق السن في الحياة الزوجية وأشار “هناك فوارق مختلفة في الحياة الزوجية تختلف من مجتمع إلى مجتمع في تعريفاتها ، لكن المتوسط العام أن فارق بين ثلاث إلى خمس سنوات لصالح الرجل هو الفرق الطبيعي ، كما أشارت بعض الدراسات ، وأشارت الدراسات الأخرى أن حتى عشر سنوات الفرق لصالح الرجل فإنه مقبول ، لكن عند تجاوز العشر سنوات فإن هناك اختلافًا في مسألة الأجيال بين جيل الزوج والزوجة، لربما أثرت على تناغم الحياة الزوجية .. وأضاف عند الزواج نقيم فارق السن كأحد العوامل وليس العامل الأكبر ، فنجحت علاقات زوجية بفارق السن ، إذًا في لحظات الخطبة كان لزامًا علينا أن نعرف ما احتياجات الطرف الآخر ونبحث إن كانت احتياجاتنا تكمل نقص بعضنا انطلقنا في الحياة الزوجية وكانت ناجحة مهما كان الاختلاف مادامت الاحتياجات كاملة .

 

إذًا كل ما يقال من أسباب للرفض، يمكن أن تنطبق على أي رجل سواء كان أكبر أو أصغر. فالأمر ليس متعلقًا بالسن أبدًا، والفارق العمري بين الزوجين بشكل عام لا يمكننا ترجيحه بنجاح الزواج أو فشله ، فالأمر يعتمد على جوانب عديدة أخرى، منها رجاحة وحكمة عقل الرجل والمرأة , والاحترام المتبادل والمودة والألفة والتوافق الفكري … والكثير من الجوانب التي يقوم عليها أساس هذا الزواج.

 

زواجات ناجحة

والتاريخُ يزخر بزواجاتٍ ناجحةٍ، فالرَّسول – صلى الله عليه وسلم – تَزَوَّج السيدة عائشة – رضي الله عنهما – وهي تصغره بسنواتٍ كثيرةٍ، ولاعبها، وراعى عمرها، وساعَدَها لتَسْتَمْتِعَ به، وتسعده بنفس الوقت فكان زواجًا ناجحًا مُمَيَّزًا.

وتَزَوَّج السيدة خديجة – رضي الله عنهما – وهي أكبر منه بـ 15 سنة ، وأعانَتْه بِحِكْمَتِها، ورَجَاحَة عقلها بمرحلة كان يحتاجُ فيها إليها، فعلى حداثة سنه آنذاك، إلا أنه لم ينظر إلى كبر سنها، لكنه نظر إلى فضلها و شرفها فكان أيضًا زواجًا ناجحًا مُمَيَّزًا.

 

فلا يوجد معيار مطلق في نجاح العلاقة الزوجية حسب فارق العمر بين الطرفين ، إذ إن حالات الطلاق تشمل من كافة الأعمار، ولا حاجة بنا للخوض في أفضلية أن يفوق الرجل امرأته عُمرًا، فقد مضى زمنُ ذلك وانتهى الداعي له.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى