أقلام عربية

خواطر طفل (١٠)

د. عثمان عبدالعزيز آل عثمان

في حوارٍ تربويٍّ بين الزوجين، في إطار الاتفاق على أسلوب موحَّدٍ للتربية؛ حتى لا يقع الأطفالُ فريسةً للتناقض بين سلوكات الأب والأم.
بدأ الأب حديثهُ بضرورة أن يتفقا على طريقةٍ واحدةٍ في العقاب، وأسلوب موحَّدٍ للتربية، وأشارت الزوجةُ أن يستمعا إلى ما يريدُهُ الأبناء وإلى خواطرهم حول هذا الموضوع، فأُعجِبَ الزوجُ بالفكرة واستدعى ابنيهما عمر وفاطمة، وطلب منهما الحديث عما يرغبانه من أساليب في التربية.
فقال عمر:
لا يفوتك يا أبي:
أن أشد الناس ندمًا وحزنًا في الدنيا والآخرة هم المقصرون في حقوق أطفالهم.
‌‏ وليكن شعارك:
نعم الأم!
نعم الأب!
الذي يتقن النسيان، ولا يحتفظ إلا بالذكريات السعيدة والجميلة عن أولاده وأسرته، ليكون أطفاله أسعد الناس.

وضع أمام عينيك
‏قوله تعالى في سورة الشعراء: “وتوكل على العزيز الرحيم” .
كلما أصابك قلقٌ، أو ضيق على أطفالك فوّض أمرهم إلى الله تعالى؛ فهو أقدر وأرحم منك وهو خير الحافظين.

‏تأكد أن أعمالكم: الخيرية والإنسانية أثرها كبير على الحالة النفسية لك، ولأطفالك، فهي أجر عظيم وعلاج.
وتأكَّد
‏أنَّ الأسرة التي تجتهد في الدُّعاء لأطفالها سيدبِّرُ الله تعالى أمرهم، ويبعد عنهم الشرَّ وأهله.
‏ ليكن دائماً حديثك موجهًا لأطفال، بقولك:
طفلي العزيز: كن مُقْبِلاً على الله تعالى وعلى عبادته دائمًا، مستريحًا منشرح الصدر، لا تتعب نفسك بالتفصيل فيما مضى، حتى لا يفوتك خير كثير.
ضع أمام عينيك:
عندما يكون الطفل نَقِيًّا من الداخل صاحب نية طيبة، يحب الخير للجميع، يمنحه الله تعالى نورًا في وجهه من حيث لا يعلم، ويحبه الأطفال من حيث لا يعلم، وتأتي مطالبه من حيث لا يعلم.
وأكمل عمر حديثه قائلاً: الطفل الحق لا يدخل اليأس إلى قلبه مهما ساءت الظروف؛ لأنه يعرف العمل المطلوب منه، بحسب القدرة الإمكانية، وليس تحصيل النتائج، وكل هذا من غرس الوالدين وتربيتهم.
وبدأت فاطمةحديثَها أن كل طفل:
يجب أن ينظر لحياته واثقًا بنعم الله تعالى عليه، ففي كل إنسان جانبٌ مشرقٌ وسعيد، فمن تفاءَلَ بالخيرات والمسرات وجدها، ومن سعى للتميز في أعماله بلغ التميز وأصبح أفضل الأطفال.
وأردفت حديثها
لكل أم.
وكل أب.
ازرع الأمل في قلب طفلك، وقل له بصوت عالٍ أنت متميز ورائع، وتملك أسباب السعادة والفرح والسرور، ولا تفكر في أمور تجلب لك الحزن والألم، عليك نسيان الماضي.
عندما يكون هناك تأخير في حصول طفلك على ما يريد لخير أراده الله تعالى له، ولك.
‏اصبر، واطمئن، لا تتعجل، وتفاءل بالخيرات والمسرات، فقد ينتظره من النعم أكثر مما يريد، وفضل الله تعالى عظيم والنعم التي وهبنا إياها لا تُعدُّ ولا تُحصى.
أُعجِبَ الأبُ والأمُّ بهذه الخواطر والكلمات، وتعاهدا على الالتزام بها، ووضعها نصب أعينهما طوال الوقت، بل والزيادة عليها، والاستمرار في التعلم في فنون التربية وآدابها من أجل أطفالهم.

رئيس مجلس إدارة الجمعيةالخيرية لصعوبات التعلم
رئيس مجلس إدارة جمعية الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بنعجان
عضو مجلس إدارة جمعية كبار السن
عضو مجلس إدارة جمعية تكاملية لذوي الإعاقة
مخترع
[email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى