الشعر والأدب

الحرية في زمن الجهل جريمة

 

 

تهاني المشيخي (صحيفة صدى العرب) 

 

في مجتمعاتنا العربية والإسلامية خصوصا الدول النامية هناك من فهم الحرية بطريقة خاطئة سواء على المستوى الشخصي او الحزبي فتحولت حياتهم إلى جحيم صراعات وحروب وجرائم انتقامية.

 

إنّ إساءة استخدام الحريّة الشخصية يعدّ من أكبر الأسباب على انتشار الفوضى والفساد المجتمعي والتدهور الحضاري وتعميق التخلف والانفلات السلوكي لو تم تدوير دفّتها في غير طريقها الاصوب.

 

إن الحرية لدي عامة الناس هو الشتم  وتهدد من يختلف معهم وتدبّر له وقائع ومخالفة أنظمة الدولة والتعرض للمارة ومعاكست النساء في الشوارع والملابس العارية والتنمر  والهنجمة والزنط والتحرش النساء او العكس  وتتمادى في إظهار رجولتك وصلفك وتخدش الحياء انصياعا لرغباتك ونزواتك الحيوانية المتوحشة المتعطشة للجنس الآخر وتمارس وقاحتك دون ان تخجل وتحقيق رغبات مكبوتة وإطلاق الوازع والخروج على الحاكم وغيرها من الأخطاء التي نتشدق انها من الحرية لكنها انتهاك الحريات. .

 

إن مجتمعنا الجهال للحرية يصورها وكأنها الاستحواذ على حساب حقوق الآخرين لتتحوّل تلك النعمة الى نقمة في ظل عدم فهمهم للضوابط التي ترافق ممارسة الحرية فتتحول إلى فوضى يتهافت عليها الكثير لاشباع رغبات شخصية.

 

ان غالبية المجتمعات المتخلفة وغير المتعلمة حضاريا لا تحسن ان تمارس الحرية بمعناها الراقي السليم بل توظف الجهل باسم الحرية فتفشل وتنزلق نحو الفوضى لتصادر ما تملكه الشعوب من حريات شخصية وتبرز الدكتاتورية

 

ان الحرية نشأت لأجل تحسين حياة الإنسان وليس للإساءة الى هذه الحياة ومن اجل استقرار المجتمع وأفراده لا من اجل اضطرابه وكثرة القلاقل والمنازعات فيه، فهى تريد من يفهمها ويرعاها لتنمو ثمرتها يانعة تكون فيها القوانين   حازمة وتلقى الاحترام، اما الدولة الضعيفة الواهنة فلن تستطيع مسك زمام الحرية.

 

ان غياب الضوابط المادية والمعنوية للحريات يجعل من ممارسة الحريّة أمراً يشبه الهرج والمرج وفقدان الاتزان في الوسط المجتمعي، فيكون البقاء للأقوى وتكون الحرية في زمن الجهل جربمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى