أقلام عربية

الاماكن

الكاتب : عبدالله العطيش
صحيفة صدى العرب
الإرتباط الوجداني بالأماكن
دعونا نفتح معاً نوافذ القلب الإنساني كي نطل ونتفقد ما بداخله من مشاعر تكمن بداخلنا وننظر من خلال الشرفة على المكان الذي يولد الإنسان فيه فهو أرتباط من نوع مختلف, فلربما لأنه يحمل ذكريات طفولتنا فبين كل شارع وحي ذكرى سيئة كانت أم جميلة فهي ذكريات لا تغيب عن الوجدان الإنساني طوال عمره, فمهما مرت السنوات تظل ترتبط تلك الأيام وذكرياتها بالإنسان, وربما ولهذا السبب تجدنا ندون لكل تجربة نعيشها ونحن صغاراً تجارب منفردة ومميزة بحنينها بجنونها وتفاصيلها, ، وكل مرة نعيش تجربة جديدة نغادر ونترك بصمة تعتبر خبرة في تاريخ رواية ذاكرتنا, ورحلة لم يسدل الستار عليها.
نحن حقاً لا نختار قدرنا ولا وجهتنا التالية, ولولا الظروف التي توضع أمامك لن تترك مكان عشت فيه طفولتك, مكان قد شهد أوقات تأملاتنا وصياغتنا لأحكام اليقظة، مكان رسمنا فيه صورة رأيناها فأنطبعت بعقولنا، فلا يمكن أن ننسى مكان جمعنا بأناس نحبهم أو أشياء تربطنا بها ألفة ما, فكم من الصعب ان نعيش تجربة نعجز عن التدوين لها, تجربة ترك المكان وذكرياته حينها نقف عند بركان ذواتنا نعجز عن الانفجار بما تخفيه أساريرنا فهناك بتلك المكان نبض يعبر عن ما يخفيه دولاب قلوبنا من آمال وأحلام, فالمكان عند النشئة يؤثر فينا بذكرياته وأحداثه وأناسه وجغرافيته وتكويناته, فحين تترك المكان الذي ولدت فيه حينها تتوهم النوم ويهيم قلبك على وجهه في غربة المدينة راكضاً في الشوارع يهزه أصوات لم تعتاد عليها.
لم أر عز إلا بمكان نشأتي
فيه رسمت أحلامي وبنيت مكانتي
حي النظيم لو تركتك رغم رغبتي
سامحني على هجرك وأغفر زلتي
حفظ الله المملكة وشعبها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى