أقلام عربية

 الإفراط في الأدوية والعقاقير مشكلة صحية عالمية

د.شاكر بن عبدالعزيز العُمري*

إن الحياة العصرية التي نعيشها والتغير في نمط الحياة زادت من نسبة الأمراض وخصوصاً الأمراض المزمنة،ومع تزايد أمراض العصر والتطور الطبي وسهولة الوصول إلى الأدوية والعقاقير الطبية أصبح الافراط في تناولها شائعاً ومشكلة صحية حول العالم حيث تقع المسوولية على المريض
والطبيب والصيدلي والنظام الصحي.
ويعرف الإفراط الدوائي بأنه استخدام عدة أدوية أكثر مما يحتاجه المريض فعلياً ما يمثل استخداماً عشوائياً للدواء وقد ينعكس على المريض بمشاكل صحية مختلفة نتيجة للآثار الجانبية للدواء بذاته أو لتفاعلات جانبية مع غيره من الأدوية لأن الأدوية التي هي آمنة بحد ذاتها قد تكون غير آمنة اذا أخذت معاً، فعندما يتم أخذ مجموعة من الأدوية يمكن أن تسبب آثاراً جانبية نتيجة تفاعلاتها مع بعضها البعض،كما يمكن أن يتسبب التهاون بالافراط في استخدام الأدوية في الإصابة بفشل الكبد،أو الفشل الكلوي وغيرها من الأثار الجانبية خصوصاً عند تناولها بجرعات عالية أو لفترة طويلة.
هناك عدة أسباب للإفراط الدوائي ومنها: أسباب تتعلق بالمريض كقلة الوعي، واستخدام الأدوية بدون استشارة الطبيب،أوتعدد الأمراض،أوتعدد الأطباء الذين يتم مراجعتهم أوأخذ الأدوية بناء على توصيات شخصية.
وهناك أسباب تتعلق بالممارس الصحي كعدم مراجعة أدوية المريض بصفة دورية ومنتظمة، أوالسعي لمعالجة الآثار الجانبية لبعض الأدوية بأدوية أخرى بدلاً من إيقاف الدواء المسبب واستبداله أوالتردد في إيقاف الأدوية غير الضرورية أوغير المفيدة للمريض.
كما أن هناك أسباب تتعلق بالنظام الصحي كعدم وجود طبيب خاص للمريض كطبيب الأسرة والسماح للمريض بتعدد الأطباء والملفات الطبية في عدة مستشفيات في الوقت نفسه في ظل عدم وجود نظام ربط أوملف طبي موحد للمريض أوصرف الأدوية بدون وصفة طبية أوعدم تفعيل دور الصيدلي في تثقيف المريض أثناء صرف وإعطاء الدواء.
ومن أهم الأمثلة في الإفراط الدوائي كثرة استخدام المضادات الحيوية لمعالجة الالتهابات الفيروسية مثل: نزلات البرد وغيرها لاعتقاد البعض بفعاليتها حيث تكمن خطورة الاستعمال غير الصحيح لمثل هذه الأدوية في مقاومة الجسم لتلك المضادات،وبالتالي عدم الاستجابة لأي مضاد حيوي في المستقبل مما يضاعف العبء على المريض إذا ما تعرض لأي مرض التهاب بكتيري.
مهم جداً قبل تناول أي دواء أن يعرف المريض من خلال استشارة الطبيب والصيدلي الخطة العلاجية وكيف يعمل هذا الداوء وماهي الآثار الجانبية،وهل يتعارض الدواء مع الطعام أو أية أدوية أخرى؟ وماهي الجرعة المناسبة والمدة الزمنية لأخذ الدواء وما هو الحل إذا نسيت تناول الدواء في الوقت المحدد،كما ينصح عند كل زيارة للطبيب المعالج أن يُحضر المريض أوالمرافق معه جميع الأدوية المستخدمة أوعلى الأقل إحضار قائمة تشمل:اسم الدواء الطبي والتجاري والجرعة المستخدمة. وجميع الأدوية التي صرفت بوصفة طبية أودونها بما في ذلك الفيتامينات والأدوية العامة مثل المسكنات وأي منتج عشبي أوطبيعي يتم استخدامه.
________
*استشاري طب الأسرة
مدير عام البرامج الصحية والأمراض المزمنة بوزارة الصحة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى