أقلام عربية

“إثبات نعيم وعذاب القبر”

 

الكاتبة : إلهام عوض عبدالله الشهراني

قال : ابن عمر رضي الله عنهم

” إذا أمسيت فلاتنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك”.

 

خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان من العدم فصار جنينا في بطن أمه، ثم أراد له الحياة في دار الفناء يعيش فيها لأجل مسمى ثم أراد له حياة ثالثة في دار الحق البرزخ ، ثم أراد له حياة في دار البقاء والخلود الآخرة.

 

يعرف العارفون أن البرزخ هو القبر يقضي فيه الأفراد إلى مايشاء الله حتى يبعثون ليوم القيامة.

اجمع العلماء في تفسير قوله تعالى : ( حتى زرتم المقابر) سورة التكاثر آية ٢ أي تزرون القبور بلا عودة للدنيا

 

وقوله تعالى ( كلا سوف تعلمون)

اي سترون في القبر أمور عجيبة

وقوله تعالى ( ثم كلا سوف تعلمون) أي يوم القيامة.

 

فالقبر مبدأ لنعيم أو مبدأ لعذاب في الآخرة

المؤمن بصفات المؤمنون المذكورة في سورة المؤمنون يرى مقعده في الجنة وما أعد الله إليه من نعيم ويفتح عليه باب من الجنة يأتيه من نعيمها وطيبها، ثم يرى مقعده في النار وقد اعفاه الله من ذلك.

 

و الكافر يرى مقعده في النار حتى يبعث يوم القيامة ويفتح عليه باب من النار يأتيه من حرارتها ونكالها وسمومها ويرى مقعده في الجنة قد أحيل عنه بسبب كفره.

 

فالقبر نموذج مقدم من دار البقاء فهو روضة من رياض الجنة نعيم دائم، وحفرة من حفر النار عذاب وشقاء دائم.

 

ثبوت عذاب المسلم الذي يرتكب المعاصي والذنوب

اجمع العلماء :، أن المسلم العاصي

تحت المشيئة الربانية قد يعذب أو بعذب مؤقتا أو يغفرله نظير عمل صالح بقول نبي الأمة عليه الصلاة والسلام ( بينما كلب يطيف بركية، كاد يقتله العطش إذا رأته بغى من بغايا بني أسرائيل فنزعت موقها، فسقته فغفرلها به)

 

اأما حقوق العباد مابينه وبينهم لايغفر إلا بالعفو من العباد أو ترجيع الحقوق المالية كما قال عليه الصلاة والسلام :

” نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه”

 

ثبوت عذاب أهل النميمة والغيبة وأهل الكذب والنفاق ومن يرتكب الكبائر.

 

مر النبي عليه الصلاة والسلام على قبرين فقال : إنهما ليعذبان ومايعذبان في كبير، ثم قال :

بلى أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لايستنزه من البول.”

 

كذلك حديث الإسراء والمعراج قال عليه الصلاة والسلام

“الذي رأيته يشق سدقه فكذاب يحدث بالكذبة حتى تبلغ الآفاق فيصنع به مارأيت إلى يوم القيامة”

قال : ابن العربي رحمه الله شرشرة شدق الكاذب هو إنزال العقوبة بمحل المعصية والجزاء من جنس العمل ولايظلم ربك أحد.

قال أحد العلماء : يجب لا نتحدث عن كيفية نعيم أو عذاب القبر إذا ليس للعقل وقوف على كيفيته لكونه لامثيل له في دار الدنيا.

ثبوت عرض المقاعد على أهل القبور في الآخرة :

 

قال عليه الصلاة والسلام :

إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده في بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار فيقال : هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة.

 

عرض المقاعد على أهل القبور لتذكيرهم المؤمن يفرح وتغمره السعادة، والكافر يحزن ويغمره النكد والندم، وقد يكون العرض على الروح أو الجسد أو الروج والجسد معآ.

 

فضل سورة الملك :

سورة الملك لها فضل عظيم وتشهد لصاحبها وتنجيه من عذاب القبر إذا التزم بالتالي :

 

المداومة على قراءتها والعمل بما فيها من طاعات فتكون حجة للمسلم وإذا لم يعمل بما فيها تكون حجة عليه.

 

كما قال احد العلماء :

من يقراء القرآن وهو مضيع أمر الله ويرتكب المعاصي وعليه حقوق العباد فلا يكون القرآن حجة له بل حجة عليه.

 

لقوله عليه الصلاة والسلام:

” القرآن حجة لك أو حجة عليك”

 

كلمة آخيرة :

قال المناوي رحمه الله :

أكثر مايدخل الموحدين النار ( هم المسلمين) حقوق العباد “افتراء ، غيبة ونميمة، أكل مال، شهادة زور خيانة، ظلم، قذف. حقد، حسد.

 

والله الهادي لسواء السبيل

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى