أقلام عربية

سرقة بأسم الإنسانية

 

بقلم الكاتب: عبدالله العطيش

توجد الجمعيات الخيرية بالعالم أجمع, وقد كان الهدف الأساسي من إنشاء تلك الجمعيات هو العمل الخيري بمختلف اتجاهاته, ومن أهم مساعي الجمعيات الخيرية مساعدة المحتاجين ونشر الخير بينهم, ولكي يتمكن القائمون على هذه الجمعيات من تقديم أكبر قدر ممكن من المساعدة عليهم معرفة الأهداف الحقيقية لها، فللإسف الشديد فبعض المسؤولين عنها يعتقدون بأن الغرض من إنشاء الجمعية الخيرية هو جمع المبالغ المالية فقط بدون مساعدة الآخرين, وكأن تلك المبالغ المالية الضخمة أتت لتقسم بين أعضاء تلك الجمعية, لا لتصرف على كل أسرة قصيرة اليد.
إننا الآن أمام سؤال يلح علي شخصياً, هل اصبحت الجمعيات الخيرية والعمل بها رجساً من عمل الشيطان؟ فالمتاجرة باسم الفقراء والمساعدات الانسانية، والخداع من أجل تحقيق ثروات تحت مسمى العمل الخيري هذا هو ما قام به البعض من خلال إنشاء جمعيات خيرية تأسست بالأساس للمنفعة الخاصة لا العامة، فمن شأنها خداع محبي الخير، وادعاء مساعدة المحتاجين.
سمعنا بالآونة الآخيرة كثرة الحديث عن فساد داخل بعض الجمعيات الخيرية لذا فلا بد من تكثيف الرقابة على الجمعيات الخيرية، والانتباه كذلك عند اختيار المسئولين عنها، وعلى الجهة المنوطة بالجمعيات الخيرية التفتيش الدوري لتلك الجمعيات وحصر المبالغ التي تلقتها الجمعيات وفيما أنفقت, كما لابد من أن يكون هناك لك شخص يعمل بالجمعيات الخيرية بيان بحساباته البنكية حتى لا يكون موضع شك وإن أراد ترك الجمعية عليه تقديم كشف لهيئة مكافحة الفساد لإبقراء الذمة المالية.
إن الفساد عدو للتنمية والتقدم والديمقراطية وحقوق الإنسان، وفي كل طرح عن الفساد لابد ان تكون هناك إشارة واضحة الى هيئة الرقابة المختصة وهذا ملف يستحق ان يفتح على اوسع نطاق بجرأة ومن غير تردد، فكم هو صادم ما نسمعه او نتابعه او نلمسه من أحوال وأوضاع لبعض هذه الجمعيات التي أصابها ما أصابها من عوج نفذت منه أشكال شتى من الانحرافات التي تعنى أولاً وأخيراً ان هذه الجمعيات أصيبت بنقص المناعة ضد فيروسات الفساد, لذا لا بد من فتح تلك الصندوق الاسود الذي يدور حوله الغموض. حفظ الله المملكة وشعبها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى