أقلام عربية

رُب أخ لم تلده امك

الكاتب : عبدالله العطيش
صحيفة صدى العرب
الذهب لا يصدأ أبداً, والأصدقاء الحقيقيون يصعب إيجادهم بهذا الزمن، ويصعب تركهم، كما يستحيل نسيانهم ايضاً, فالصديق الحقيقي ثروة كبيرة يتمنى الجميع الحصول عليها، والصديق هذا ليس الذي يقضي معك أكثر الأوقات بل الذي يظل على العهد مهما كانت بينكم المسافات, فالصديق بالمواقف والأفعال والصديق الحق من يتطلع بوجهك ليعلم ويتأمل ملامحك ويعي من خلال تلك الملامح هل أنت بخير أم لا؟, فالصديق هو أخ لك لم تلده أمك بل ولد من مواقفه ومحبته ووقوفه بجوار صديقه يشد من أزره واقفاً ثابتاً لا تغيره الأيام , فالصديق الأصيل أصبح عملة نادرة في وقت كثرت فيه المغريات، وأصابت الهشاشة العديد من العلاقات الاجتماعية ومنها الصداقة. ولقد سطر بعض الأصدقاء أجمل المواقف عن التضحية والمحبة والمساندة والمعونة، وكانوا سنداً لأصدقائهم, وربما يختلف الأصدقاء أو حتى يتشاجرون على شيء ما, ولكنهم يبقوا على العهد فبمجرد أن يرى أويسمع أحدهم بأن أذى قد لحق بصديقه ينسى ما فات ويهرول لصديقه لا يتخلى عنه تاركاً الخلاف الذي كان بينهم بجانب بعيد, تلك هي الصداقة الحقيقية, وما لنا بالصداقة الزائفة ومدعوها فهي بالأصل علاقة مسمومة تستنفد طاقتك وتشكل عبئاً على حياتك، وجميعنا يعلم أن من ضمن المستحيلات الخليل الوفي.
وحتى لا ينجرف قلمي بعيداً عن المقصد الخيري الذي أردته من وراء هذا المقال وبما جاء به ديننا الإسلامي بقوله سبحانه وتعالى ” إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ” دعونا بكلماتنا نحيي حبال الود بين أخوة وأصدقاء حدث بينهم خلاف ولكنهم بقوا على العهد والوفاء, ولعل رسالتي لـ ” غزال مٌريح ” هنيئاً لمن كان له صديق صدوق، علاقة الصداقة بينه وبين الطرف الآخر مبنية على وتد قوي وذات جذور ممتدة في الأرض لا تتزعزع ولا تحركها الرياح والخلافات, فالطبيعي أن تمر العلاقة بين الأصدقاء بتوتر وحالة من الأضطراب وهذا لا يجعلنا أن يغلق كل شخص بابه ويقطع حبال الود وجسور المحبة التي بٌنيت في سنوات, فلم يعد بالعمر سنوات كافية لنبحث عن اصدقاء جٌدد, ورغيف الخبز الذي تم مقاسمته مع الصديق له حق وحرمة, وأي كان خلافك مع اخويك اتركه وافتح صفحة جديدة, فالصداقة نعمة والصديق سند معنوى فى الحياة وشريك يقتسم خطوات الطفولة والشباب خطوة بخطوة. حفظ الله المملكة وشعبها.
الخلاصة:
غزال ماعندكم سلفه
شي* من الحب في باقه
وكان المفاهيم مختلفه
كلا ^ معلق بمعلاقه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى