أقلام عربية

 المقدس

 

تهاني المشيخي (صحيفة صدى العرب) 

الحب يستحقُّ أن نحارب من أجله، أن نذوب تحت ثلوج جمره،  لأنه سيكون الوطن الجميل الذي سنعيش تحت خيمته، فالقلوب الذي لا تعرف الحُبُّ مجرد صندوقٌ  أجوف.

نحن معشر النساء  تحكمنا عواطفنا فيتسرب الحب إلى شراييننا فيملائها شوق ولهفة للقاء حميمي جميل تنصهر فيها كل الفوارق الاجتماعية والعمرية ويصبخ الرجل هو الفارسي الأول الذي قدم على خيل ابيض فينتزنا ليحلق بنا في فضاء بعيد.

إن عباءة الحب التي نرتديها خلسة حين نحب بصدق ننطلق بها وندوس بأحذيتنا  كل القوانين ونحطم  أسوار القبيلة والتقاليد  لتحيا مع الحب مع من  نحب.

إنه الحب كلما تقدمنا في العمر اكتشفنا أكثر أسراره، وعرفنا أنه يكبر فينا، فالحب هو المودة والمسؤولية والعطاء بلا حدود أو مقابل.

الحب ليس مجرد كلمات، الحب هو أفعال، الحب هو أنني أحتاجك بجانبي وأجدك بسرعة، الحب هو أنك لا تجعلني أنتظرك، الحب هو تلك المشاعر التي تقودك نحوي حتى عندما تكون كذلك ليس بجانبي.

الحب هو الولاء، هو الإخلاص، إنه الدفء، والشعور و الهمس الذي يخرج من شفاه العاشق للوصول إلى قلب الحبيب الآخر، وتلك الابتسامة التي ترسم على شفاه الحبيب عندما يسمع صوت الطرف الآخر.

قال المصريون قديما عن الحب إنه هبة السماء تسكبه الطبيعة في كأس الحياة لتلطف مذاقها المرير، وتبارى ملوك الفراعنة في تخليد قصص حبهم مستعينين بناصية الفن والعمارة، فكتبوا الخلود لملكاتهم بعمائر كُرست لهن، ونقوش لا حصر لها أبرزت تألقهن في شتى أرجاء مصر.

ولذا فإن الكثير من المجتمعات العربية والغربية يرون أن الحب مقدس لا يقبل التأويل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى