أقلام عربية

الخلافات الأسرية سلاح فتاك

تهاني المشيخي
ليس هناك أخطر من الخلافات الأسرية على الأبناء والمجتمع المحيط، فهي التي تبدأ بالتناقر بين الزوجين والشك لتتطور إلى قضية كبيرة تنعكس على حياة الأبناء بالدرجة الأولى وبعدها المجتمع الذي يعيش في إطار البيت كوالدي الزوجين وغيرهما.
فالمنزل هي المؤسسة الأولى التي من خلالها تبنى المجتمعات والعلاقات بين الأفراد خصوصاً الزوجين الذين يمثلون جوهر المنزل وبدونهما يصبح بلا روح ولا هوية واضحة، فالزوجين المتفاهمين يتقاسمان المهمات في التربية والعمل ويحتملان لبعضهما بل ويريحان عن بعض بعكس خلافاتهما التي تؤدي إلى تشويه الصورة الذهنية لدى الأبناء عن فكرة الزواج والاستقرار ويخلق جيل وأطفال متشاحنين مضطربين.
أن الاسرة القوية والمتفاهمة تجد أبنائها في الصفوف الأولى بالنجاح والاستقرار النفسي ويظهر الاهتمام في المدرسة والتربية والأخلاق، لأن الطفل ليس كالكبير بإمكانه أن يفصل بين دراسته وهمومه المنزلية خصوصاً في مرحلة تكوينه النفسي والاجتماعي.
فالمشكلات الأسرية تعد خطراً كبير على مستقبل الأجيال بل تؤدي إلى تفكيك المجتمعات ونشر الجهل والفقر، فالطلاق من أخطر نتائج الخلافات الأسرية ويؤدي إلى مشاكل نفسية للأبناء وسوء تغذية وعدم القدرة على استيعاب الطفل للتعليم بالإضافة إلى الروح العدائية التي تظهر على الأبناء في أوساط زملائهم فتجهم أكثر خلافاً وأكثر صراعاً في الشوارع بل وبعضهم يتربى على هذه العادة ويصبح عنصر خطير في المجتمع ويتم استغلاله من عصابات وأفراد كمهربي ومروجي الممنوعات بل ينحرف أخلاقياً.
وترى دراسات دولية أن اكتمال السلامة البدنية والعقلية النفسية والاجتماعية وليست مجرد خلو الجسم من المرض والعجز وإنما بغياب الاضطرابات في البيت ولذا ينبغي الوالدين تحمل مسؤولياتهم وتجنب الخلافات ومحاولة بناء علاقات إيجابية وثقة قوية بينهما والتوقف عن أي صراعات أمام الأولاد مع أن كل البيوت تعاني من المشاكل الزوجية، لكن هناك آباء يؤثرون المسامحة والهدوء والابتعاد عن التشنج وحل الخلافات بشكل ودي وعلى أسرة النوم وفي الخلوة وبعيداً عن الأطفال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى