الأخبار المحلية

ممر سوالكي الاستراتيجي.. نقطة الغرب الأضعف التي يجب الدفاع عنها

 

كتب: خالد رفقي

تدور أشباح الغزوات والمذابح والتطهير العرقي حول غابات الصنوبر وشريط من الأراضي يبلغ عرضها 60 ميلا تفصل دول البلطيق عن أوروبا. يعتبر ممر سوالكي المنطقة السفلية الناعمة في أوروبا حيث المنتجعات الصحية الفاخرة والبحيرات الساحرة والتاريخ العنيف.

قضى هتلر أكثر من نصف سنوات الحرب العالمية الثانية في قيادة العمليات من مجمع مخابئ ضخم بالقرب من مدينة كيترزين. وبعد هزيمة النازيين، قسم ستالين المنطقة إلى قسمين، وضم مدينة كالينينغراد وقطاعها من ساحل بحر البلطيق إلى الاتحاد السوفيتي.

واليوم، تجد هذه الرقعة الخضراء من أوروبا الشرقية نفسها على خط المواجهة مرة أخرى، وهذه المرة مواجهة تجمع بين حلف شمال الأطلسي “الناتو” وروسيا.

ويشكل هذا الممر الاستراتيجي مصدر قلق في الحرب الدائرة بين أوكرانيا وروسيا لأنه في حال تم الاستيلاء عليها، ستعزل دول البلطيق الثلاث عن بقية الناتو، وهي بولندا وليتونيا وبيلاروسيا.

ويفصل الممر بيلاروسيا عن كالينينغراد، المقر الرئيسي لأسطول البلطيق الروسي ومعزول عن روسيا عندما انفجر الاتحاد السوفيتي. ومن المحتمل أن يطالب بوتين بوصول مباشر من بيلاروسيا إلى كالينينغراد، كما اقترح روبرت كاجان من معهد بروكينغز في عمود بصحيفة واشنطن بوست.

وأوضح كاجان أن هذا الأمر قد يفك ارتباط دول البلطيق بحلف شمال الأطلسي مؤكدا ان “التهديد الآن أصبح لبولندا”، وأوصى بأن تضع الولايات المتحدة كتيبتين ثقيلتين على الأقل في بولندا “كبداية” والدول المجاورة.

بالإضافة إلى ذلك، تكمن أهمية ممر سوالكي في كونه الممر البري الوحيد لدول البلطيق مثل لاتفيا وأستونيا، وأنه في حال استيلاء الروس المحتمل عليه تكون تلك الدول معزولة عن باقي أوروبا، خصوصا إذا تم ضمه إلى كالينينغراد التي تشكل قاعدة روسية متقدمة وتضم مختلف صنوف الأسلحة المتطورة.

وتأتي خطورة السيطرة على ممر سوالكي من حجم القوات التي جمعها بوتين في بيلاروسيا والتي بلغت 30 ألف جندي إضافة إلى أسلحة هجومية ودفاعية وبطاريات صواريخ إس 400، في أكبر تجميع للقوات التقليدية منذ الحرب الباردة، وأنه أقرب حاليا للسيطرة الروسية نظرا للبنية التحتية الضعيفة في المنطقة، واكتفاء دول أوروبا بتحليل ردة فعل بوتين دون اتخاذ خطوات عملية لحماية الممر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى