أخبار المجتمع

مثقفون: حمد القاضي مواهب متعددة جسّرت المسافة بين جيلين

مشيدين بتكريم أدبي جدة له في ملتقى "قراءة النص 18"..

 

جدة -محمدالعمري

اختار النادي الأدبي الثقافي بجدة، الأديب حمد القاضي، ليكون الشخصية المكرمة، في انطلاقة الدورة الـ(18) من “ملتقى قراءة النص” يوم غد الثلاثاء بمقر جامعة الأعمال والتكنولوجيا بجدة، وقد قبول اختيار الدكتور القاضي للتكريم بالحفوة والتقريظ من قبل جموع المثقفين والأدباء، نظرًا لعطائه الأدبي الثر، ومساهماته الفاعلة في الساحة الثقافية، على مستوى المملكة والمحيط العربي، وتجربته في مجلس الشورى، وهو ما أشار إليه المشاركون في هذا الاستطلاع حول لفتة أدبي جدة بتكريم القاضي..

رحلة الكلمة

حيث يقول الأستاذ الدكتور ظافر بن عبدالله الشهري، رئيس نادي الأحساء الأدبي :الحديث عن شخصية بحجم الأديب المفكر والإعلامي المثقف والمؤلف القدير الأستاذ حمد القاضي حديث ذو شجون، فهو رجل متعدد الحقول المعرفية، وهو شخصية مؤثرة إيجابًا بكل المقاييس، إن بحثنا عنه في خدمة الوطن والدولة، فيكفي أن نقف على إسهاماته في مجلس الشورى من خلال آرائه الهادفة وما قدمه لوطنه في مواقع المسؤولية التي وجد فيها، وإن يممنا شطر حقول الأدب والنقد والثقافة والفكر والتأليف فسنجده رمزا من رموزها وعلما من أعلامها ، وإن بحثنا عن حمد القاضي في الإعلام، فهو فارس لا يجارى في هذا المضمار.
ويضيف الشهري: لقد عرفت الأستاذ حمد القاضي أول ما عرفته منذ فترة ليست بالقصيرة من خلال برنامجه التلفزيوني الشهير “رحلة الكلمة” وأشهد أنني كنت أنا وغيري من الزملاء ونحن في مرحلة الماجستير في جامعة أم القرى ننتظر هذا البرنامج بشوق ونتابعه بإعجاب شديد، فقد عرَّفَنَا برواد الحركة الأدبية والتاريخية والثقافية والفكرية في المملكة من خلال استضافاته المتميزة وحسن اختياره لضيوفه.
ويختم الشهري بقوله: قرأنا كتاباته منذ وقت مبكر في الصحف والمجلات السعودية، فوجدناه من أشهر رؤساء التحرير وكتاب الرأي والفكر والثقافة، ولهذا كله أجد بأن الحديث عن هذه الشخصية في عجالة كهذه لا تعطينا المساحة الكافية للإلمام بجوانب متعددة في شخصيته وقد نقصر في استيفاء ما هو جدير به من الإشادة والتعريف. فالشكر والتقدير للزملاء في نادي جدة الأدبي الثقافي لاختيارهم الموفق للأستاذ حمد القاضي ليكون الشخصية الثقافية في “ملتقى قراءة النص”.

قلب نقي.. وحرف زاهٍ

وعلى ذات السياق المشيد بالشخصية المكرمة، يقول الشاعر حسن بن محمد الزهراني، رئيس النادي الأدبي الثقافي بمنطقة الباحة :جسد أديبنا الكبير والمثقف الراقي الأستاذ حمد القاضي الأدب في اسمى معانيه. فتحنا أعيننا على ابتسامته المشرقة، ومحياه البشوش، وقلبه النقي، وحرفه الزاهي، وكلمته السامية.
وتابع الزهراني: حمد القاضي عندما يقابلك يشعرك بأنك أهم إنسان في الوجود بترحابه، وعذوبة حديثه، وتواضعه، وكرمه هذا الإنسان النبيل مثل رفيع في الأدب، حمل رسالته السامية بكل أمانة وصدق ورقي وتجرد. عامل جميع الأطياف الأدبية بوعيه، وسعة ثقافته، ورحابه صدره، وجمال أخلاقه فأحبه الجميع دون استثناء.
ويذيل الزهراني حديثه بقوله: كانت ومازالت بصماته راسخة في مشهدنا الثقافي المحلي والعربي من خلال عطاءاته الصحفية، والإذاعية، والتلفزيونية، وما رفد به المكتبة العربية من أسفار ثمينة، ولن ينسى الأدباء والمثقفون العرب أن حمد القاضي جمع شمل العرب في روضة “المجلة العربية”، وجعل الوَطَنِ من خلالها قبلة للمثقفين والمفكرين والأدباء من كافة أنحاء الوَطَنِ العربي وكان كل مثقف ينتظر هلالها الإبداعي في بداية كل شهر.

ذكاء وإلماحة

ويقول القاص محمد علي قدس: الأستاذ حمد القاضي اسم تعددت صفاته، واختلفت وجوه إبداعه ومواهبه، فهو الأديب والمثقف الذي له فكره مؤلفاته، وهو الإعلامي الذي تسلم رئاسة تحرير مجلة من أكثر المجلات العربية عراقة وأصالة بعد الأستاذ الكبير منير العجلان وصاحب أشهر برنامج حواري ثقافي عرفته الشاشة التلفزيونية السعودية حاور فيه أشهر الأدباء والشعراء والمفكرين في “رحلة الكلمة” كما تسلم مناصب ومهام ثقافية مهمة استطاع من خلالها المشاركة في إثراء الحركة الثقافية والأدبية والبحث العلمي، كما اشتغل طوال حياته وجهاده في ساحات العمل أروقة الثقافة وميادين العمل وكان دائمًا مهمومًا بالشأن الثقافي والاجتماعي والإعلامي، واستفاد كثيرا من علاقاته وقربه من كبار الأدباء والأعلام، وبشكل خاص الشيخ حسن آل الشيخ وحمد الجاسر، وعبدالله بن خميس، وغازي القصيبي.
ويستطرد قدس مضيفًا: عرفت الأستاذ القاضي وتواصلت معه خلال عملي أمينا لسر النادي الأدبي بجدة وكنت ممن تعاون معه بالكتابة في المجلة العربية وتواصلنا والتقينا في أمسيات ولقاءات مهرجان الجنادرية على مدى عقدين، فوجدته على قدر كبير من الذكاء والألمحية، عذب الحديث، حاضر البديهة، استطاع خلال سنوات عمله ومشاركات كسب القيادة وتوسعت علاقاته بالمسؤولين والأدباء والمثقفين في أنحاء العالم العربي.

كتلة من المشاعر النبيلة
ويشارك الكاتب الصحفي خالد السليمان بقوله: رغم سهولة مد جسور العلاقة الاجتماعية بحمد القاضي الإنسان، إلا أن من الصعب الكتابة عن حمد القاضي المثقف، فليس سهلاً أن تكتب عن شخص جمع كل فنون الأدب ومهارات الكتابة بين أصابعه .
ويضيف السليمان: ما ميز حمد القاضي أنه شكّل همزة الوصل بين جيلين والجسر بين زمنين ممثلا خطًّا فاصلاً لتحولات أدوات النقد الأدبي وأشكال كتابة المقال، ولأنه نجح في استيعاب هذا التحول والجمع بين مساحاته فإنه من القلة الذين أدركوا جيل الأمس وعايشوا جيل اليوم وامتلكوا القدرة اللازمة على الوصول إليه .
ويمضي السليمان قائلاً: حمد الإنسان لمن عرفوه عن قرب أو تقاطعت حياتهم مع حياته رجل ينتمي لعصر آخر وربما بعد أخر، عصر النقاء وحسن الظن وفيض الحب، فالابتسامة عنوانه والمحبة زاده والمروءة منهجه والحفاوة بضاعته، فهو باختصار كتلة من المشاعر النبيلة والأفعال الجليلة تمشي على الأرض في زمن قد يبدو أحيانا لا ينتمي له لكنه زمن بأمس الحاجة لأمثاله حتى يبقى الأمل بالإنسانية. أما حمد المثقف فهو معين لا ينضب من المعرفة في الشعر والأدب، وزاد على ذلك اسهامه في تناول القضايا الاجتماعية ككتاب امتازت كتاباته بالسلاسة والقدرة على الوصول إلى القراء بمختلف أعمارهم ومشاربهم، وربما ساهم ذلك في أن يتصل بالأجيال تلو الأجيال فيقيم الجسر ويكون همزة الوصل، ونادرا ما تجد كاتبا مثله يملك حضورا لدى الشباب في زمن تبدلت فيه أدوات التواصل وطغت التقنية على وسائل التعبير والتأثير .
ويختم السليمان بقوله: باختصار.. الكتابة عن الأستاذ الكبير حمد القاضي، أصعب من أن تعبر عن حقيقة رجل مختلف في عصر لا يتفرد فيه سوى المتفردون .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى