الشعر والأدب

طريق مجهول يدعى ” الحب”

الكاتب : عبدالله.العطيش
الحب, كلمة ينطقها الجميع ولا يعلم معناها إلا من أذاق مرارة طريقه, وجمال تعبيراته, الحب الشيء الوحيد الذي كلما مر عليه الزمان أصبح عمقاً في النفوس, الحب يجعل من الكبير طفلاً صغيراً أمام حبيبه ترتجل الكلمات وتتسارع دقات القلب, يجعل الإنسان ضعيف مهما كان قوي أمام الناس فالحب تلك الكلمة التي تقضي وتسوقنا إلى الجنون دواء, فبمجرد البعد أو التفكير بالرحيل تجعل المحبوب يعيش في قفص لا يمكن إخراجه منه إلا بالحب أيضاً.
لم أقرأ بالآونة الأخيرة تعبيرات بمقال كتشبيهات الدكتورة ” منى بنت علي الحمود ” بمقالها الأخير بعنوان ” حتى اللي يكرهه يحبه!! تلك المقال الذي اعتبره على المستوى الشخصي أروع ما قيل عن الحب ذاته, وهنا لن اتحدث عن كيمياء الحب والتغيرات التي تطرأ على الجسم جراء الحب, بل سأتحدث عن الحب ذاته, تلك السلاح الذي من المملكن أن يذبح صاحبه وحامله أو السلاح الذي ينتهي ببداية حقيقية كرواية كتبها أثنين, كقيس وليلى, وروميو وجوليت, وعبلة وعنتر, فمن لم يعيشه فكأنما يجول كل مكان فوق زبد البحر يمشي دون أن يغوص في أعماقه فالحب الحقيقي لا يموت ابداً, الحب الحقيقي يبقى حتى النهاية, وإن تأثر بغبار فبمجرد اللقاء يعود بريقه , وعندما تنظر إلى ملامح البشر وتتأملها جيداً تجد أن كل شخص يحمل داخله حكاية مختلفة كان بطلها النصيب ولكن للقدر كلمة أخرى, فلا يوجد كأس للبطولات الوهمية, فكم من قصص الحب التي انتهت دون لقاء, برغم من وعود كثيرة ولكن تلك الوعود واهية خالية من الصدق, إن من يحب حقاً سيتمسك بحبيبته يكافح من اجلها ومن أجل الوصول اليها, أنني لا أؤمن بشماعة الاعذار التي لا قيمة لها فمن يحبك حقاً سيتمسك بك الى النهاية فالحب الصادق النابع من القلب لا يمكن أن يهزم ابداً, إن التضحيات ذات قيمة فقط عندما تحمل في طياتها التقدير، ثم التقدير ثم التقدير, فالحب أروع سيمفونية تصوغها الأقدار وتعزفها المشاعر ويتراقص على أنغمها العشاق, فالحب أجمل نغماته الأنتظار وابشعها كلمة وداع.
إننا نتحدث عن الحب العذري تلك الحب الطاهر العفيف الذي ليس كأي ٍ من الحب لا يشبهه شيء فهناك نبض مختلف بالقلوب يعبر عن ما يخفيه دولاب قلوبنا من آمال وأحلام تجاه من أحببنا فيولد لنا لسان جديد ينطق معترفاً يحاكي جدراناً منسية ونحس بفرحة الحصاد قبل ان نزرعه ربما هي ثقة تغرس في نفوسنا رغماً عنّا وأحلام تمنيناها ورسمناها من اجل من نحب. فالحب يجعلك تتوهم النوم ويهيم قلبك على وجهه حين تسير بطريق تعلم أنك لن تصل لمن تحب حينها قد نغضب من أي شيء ويزداد غضبنا حتى تذيب انفاسنا جبال الجليد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى