الأخبار المحلية

شركات البيع بالتجزئة البريطانية تواجه عقبات تفتيش الواردات الأوروبية وفواتير الأعمال المرتفعة

أظهرت بيانات حديثة أن تضخم أسعار السلع في المتاجر بالمملكة المتحدة ظل ثابتا في ديسمبر الماضي، وذلك عند أدنى مستوياته منذ يونيو 2022.
وقالت وكالة الأنباء البريطانية “بي أيه ميديا” أمس، إنه وفقا لمؤشر أسعار السلع في المتاجر الخاص باتحاد تجارة التجزئة في بريطانيا، ظلت الأسعار في المتاجر أعلى بنسبة 4.3 في المائة عن العام الماضي، أي أقل من متوسط معدل الثلاثة أشهر البالغ 4.6 في المائة.
من جهتها، حذرت هيلين ديكنسون، الرئيسة التنفيذية لاتحاد تجارة التجزئة، من أن عمليات التفتيش الحدودية الجديدة للواردات القادمة من الاتحاد الأوروبي وفواتير أسعار الأعمال التجارية المرتفعة بدءا من أبريل كانت تشكل “عقبات على الطريق إلى الأمام”، بحسب ما نقلته “الألمانية”.
وقالت “على الحكومة أن تفكر مرتين قبل فرض تكاليف جديدة على شركات البيع بالتجزئة التي لن تعوق الاستثمار الحيوي في المجتمعات المحلية فحسب، بل ستؤدي أيضا إلى ارتفاع الأسعار للأسر المتعثرة”.
وكان لدى الأسر سبب للاحتفال، حيث انخفض معدل التضخم في أسعار الغذاء للشهر الثامن على التوالي إلى 6.7 في المائة من 7.7 في المائة في نوفمبر الماضي وتباطأ أيضا إلى أدنى معدل له منذ يونيو 2022.
كما تراجعت معدلات تضخم أسعار المواد الغذائية الطازجة بشكل أكبر من 6.7 في المائة إلى 5.4 في المائة في نوفمبر، ليصل إلى أدنى مستوى له منذ مايو 2022.
وشهدت المنتجات غير الغذائية تحديا أكبر في ديسمبر، حيث ارتفع معدل التضخم مرة أخرى إلى 3.1 في المائة من 2.5 في المائة في الشهر السابق عليه، بعد استثمار تجار التجزئة في خصومات الجمعة السوداء وقبل مبيعات يناير.
في حين أعلنت الشركتان الألمانيتان للأغذية المنخفضة الأسعار “ألدي” و”ليدل” أمس مبيعات قياسية ليوم الميلاد في بريطانيا بسبب التضخم، الذي أدى إلى ارتفاع الأسعار وابتعاد مزيد من البريطانيين الذين باتوا يتقشفون، عن السوبرماركت التقليدية.
سجلت “ألدي” في بريطانيا “أفضل يوم ميلاد في تاريخها مع مبيعات تجاوزت 1.5 مليار جنيه استرليني (أكثر من 1.7 مليار يورو) للمرة الأولى خلال الأسابيع الأربعة التي سبقت يوم الميلاد” مع ارتفاع المبيعات بنسبة 8 في المائة على عام، كما أعلنت في بيان.
“ألدي”، التي تعد السوبرماركت الأرخص في بريطانيا بحسب تصنيف جمعية المستهلك “ويتش؟” أصبحت قبل أكثر من عام السلسلة الرابعة في البلاد من حيث حصة السوق، بحسب شركة الدراسات “كانتار”، متجاوزة “موريسونز”، لكنها لا تزال خلف “تيسكو” و”سينسبري” و”أسدا”.
وبعدما كانت معدلات التضخم مرتفعة طوال أشهر، تباطأت بشكل ملحوظ في بريطانيا في نهاية 2023 لتصل إلى 3.9 في المائة على عام في نوفمبر، لكن ارتفاع الأسعار الذي سجلته المنتجات الغذائية بشكل خاص لا يزال كبيرا.
تتعرض ميزانيات الأسر أيضا لضغوط ناجمة عن ارتفاع أسعار الفائدة، بسبب جهود بنك إنجلترا لكبح التضخم، ما أدى إلى زيادة تكاليف الرهن العقاري بشكل خاص.
وقالت المجموعة أيضا إن مبيعات يوم الميلاد القياسية “توجت عاما رائعا لشركة ألدي، حيث اجتذبت الشركة أكثر من نصف مليون زبون إضافي” ابتعدوا عن محال السوبرماركت البريطانية الكبرى.
أما شركة ليدل، سادس سلسلة متاجر في البلاد، والتي تكتسب أيضا بانتظام حصة من السوق في بريطانيا، فأعلنت أمس أنها حققت مبيعات قياسية في يوم الميلاد في بريطانيا.
وشهدت العلامة التجارية زيادة في مبيعاتها 12 في المائة على أساس سنوي في الأسابيع الأربعة التي سبقت 24 ديسمبر.
تشير فيكتوريا سكولار، المحللة في Interactive Investor، إلى أن الشركتين الألمانيتين “كثفتا المنافسة بالأسعار في بريطانيا، ما دفع محال السوبرماركت الأخرى إلى تقديم حسوم وعروض ترويجية والتفكير في طرق مبتكرة لتحفيز طلب الزبائن بما يشمل التركيز على برامج الولاء الخاصة بهم”.
من جهة أخرى، وصل نحو 30 ألف مهاجر غير شرعي إلى السواحل البريطانية في 2023 عن طريق المانش على متن قوارب صغيرة في تراجع كبير، مقارنة بـ2022 الذي كان عاما قياسيا.
ويتم متابعة هذه الأرقام عن كثب في المملكة المتحدة بعد أن وعدت الحكومات المحافظة المتعاقبة “باستعادة السيطرة على الحدود” بعد اتفاقية بريكست.
والهجرة ستكون قضية رئيسة في حملة الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في 2024.
كما وعد ريشي سوناك، رئيس الوزراء، بإيقاف عبور المهاجرين غير الشرعيين للمانش.
وفي 2023، عبر 29437 مهاجرا مقارنة بـ45774 في 2022، وفقا لأرقام وزارة الداخلية البريطانية. ومع ذلك، لا تزال أرقام عام 2023 ثاني أعلى أرقام مسجلة على الإطلاق، أعلى من تلك المسجلة في 2021 (28526).
و20 في المائة من المهاجرين، الذين وصلوا إلى السواحل البريطانية في 2023 من أفغانستان، وفقا لبيانات وزارة الداخلية البريطانية حتى 29 نوفمبر. ويأتي بعدهم الإيرانيون الذين يشكلون 12 في المائة من المهاجرين ثم الأتراك (11 في المائة) والإريتريون (9 في المائة) والعراقيون (9 في المائة).
وانخفض بأكثر من 90 في المائة عدد الألبان الذين كانوا أكثر الأشخاص الذين عبروا الحدود في 2022 (12658).
توصلت لندن وتيرانا إلى اتفاق لمنع الألبان من المغادرة بشكل غير شرعي إلى المملكة المتحدة.
وأشادت الحكومة البريطانية مرارا بهذه الاتفاقية، وكذلك تلك المبرمة مع فرنسا.
في مارس توصلت لندن وباريس إلى اتفاق ينص على مساهمة المملكة المتحدة بأكثر من 500 مليون يورو على ثلاثة أعوام لتعزيز مراقبة السواحل الفرنسية ومكافحة عصابات التهريب.
ولا تزال الحكومة البريطانية المحافظة التي اعتمدت قوانين لجوء مقيدة للغاية، تخطط لترحيل المهاجرين الذين وصلوا بشكل غير شرعي إلى رواندا.
وعرقلت المحكمة العليا هذا المشروع، لكن لندن توصلت إلى اتفاق جديد مع كيغالي، وقال ريشي سوناك للنواب في ديسمبر إن مشروع القانون الجديد “هو التشريع الأكثر صرامة الذي عرض على البرلمان بشأن الهجرة”.
كما أعلنت الحكومة نهاية 2023 تشديد القيود للحد من الهجرة القانونية.
في عام 2022، وصلت الهجرة إلى مستوى قياسي مع زيادة عدد الأشخاص في البلاد بمقدار 745 ألف شخص. ووعدت الحكومة بخفض الهجرة بـ300 ألف شخص في الأعوام المقبلة، وإنهاء لم شمل الأسر للطلاب الأجانب، مع استثناءات.
وقال وزير الداخلية جيمس كليفرلي في بيان إن هذا الإجراء الذي دخل حيز التنفيذ الإثنين “سيسمح بخفض سريع للهجرة مع تراجع عدد الأشخاص بالآلاف”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى