الأخبار المحلية

دراما سارية .. الذكاء الاصطناعي يعيث في هوليوود إبدالا

بدأت أكبر نقابة في هوليوود مناقشات عن الأجور في عصر الذكاء الاصطناعي في جزء من مفاوضات العقود مع شركات الإنتاج السينمائي الأسبوع الماضي، حيث تناولت كيفية مكافأة المؤدين البشر مقابل عمل “بديلهم الرقمي”.

المخاوف إزاء الإمكانات الثورية والإبدالية للذكاء الاصطناعي تثير قلق مواهب هوليوود، الذين يشعرون بالقلق من أنه قد ينجم عن التكنولوجيا وظائف أقل لكتاب السيناريو ومؤدي الصوت وغيرهم. تنتاب الممثلون مخاوف أيضا من فقدانهم السيطرة على صورتهم، حيث تم استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لإنشاء مقاطع فيديو “التزييف العميق” تعرض أشباه ممثلين مثل كيانو ريفز وتوم كروز.

قال دنكان كرابتري-أيرلاند، كبير المفاوضين في نقابة الممثلين ساج أفترا: “إن التقدم السريع في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي على مدى الشهور الـ18 الماضية كان شيئا نلاحظه وقت حدوثه، وهو يؤثر بالفعل في أعضائنا”.

التقت “ساج أفترا” نظيراتها في شركات إنتاج هوليوود الأسبوع الماضي لمناقشة إبرام عقد جديد مدته ثلاثة أعوام. تسري المحادثات في لحظة متوترة في هوليوود، حيث كانت نقابة الكتاب الأمريكيين على خط الاعتصام لما يزيد عن الشهر، وطلبت “ساج أفترا” من أعضائها الموافقة على الإضراب إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول 30 حزيران (يونيو).

إذا أضرب الممثلون، فسيكون هذا هو الإضراب الأول من نقابتهم منذ عام 2000. سيؤدي الإضراب إلى توقف هوليوود في الوقت الذي بدأت فيه شركات الأفلام في التعافي من الجائحة. تم التوصل إلى اتفاق عقد جديد يوم الأحد الماضي بين الشركات ونقابة المخرجين الأمريكيين، التي يأمل بعض أن تشكل أساسا لصفقة مع الممثلين والكتاب.

قال كرابتري-أيرلاند “إن الأولوية القصوى لنقابة الممثلين هي ضمان وجود موافقة مستنيرة على استخدام الشبيه المنشأ بالذكاء الاصطناعي، وأن يتقاضوا أجورا عادلة مقابل عمل البديل الرقمي”.

“لا أعتقد أننا نريد أن نرى أعضاءنا في سباق نحو الهاوية مع بديلهم الرقمي. عمل جميع أعضائنا يقبل التفاوض فوق حد أدنى معين، ونقطة البداية هي من مدفوعات بمستوى مدفوعات النقابة لأشباه الممثلين المنشأة بالذكاء الاصطناعي”.

يقول محامون ومنتجون ومسؤولون تنفيذيون في وكالات المواهب “إن هذا النوع من الإجراءات قد يتبين أنه مكسب مالي غير متوقع لكبار النجوم”. سيكون بإمكان الممثل تصوير فيلم في الموقع، في حين تكسب نسخة الممثل الرقمية المال من تصوير إعلان في الآن ذاته، كما يقولون.

قالت هيلاري كرين، كبيرة المسؤولين القانونيين في وكالة كرييتف آرتيستس: “قد يصبح الممثلون في أماكن متعددة في وقت واحد، لأن هذه الأدوات قد تساعدهم على تنفيذ مشاريع مختلفة في مراحل مختلفة”.

وأضاف مفاوض مخضرم في هوليوود: “ربما لا يمكن لجورج كلوني سوى أن ينتج فعليا فيلمين أو ثلاثة فقط في العام، لكن مع بديل رقمي يمكنك ضم الممثل إلى ستة أفلام. طالما يمكنك تقاضي أجر عادل مقابل ذلك، فهي بالتأكيد فرصة”.

يوجد تفاؤل أقل تجاه الذكاء الاصطناعي من كتاب هوليوود، الذين يخشون أن التكنولوجيا قد تجعلهم بلا عمل. نمت هذه المخاوف منذ أظهر إطلاق “تشات جي بي تي” في تشرين الثاني (نوفمبر) إمكانات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

تعارض نقابة الكتاب توظيف الذكاء الاصطناعي في عملية كتابة السيناريو إلا باستعمالها أداة بحث، كما قال تشارلز سلوكوم، مساعد المدير التنفيذي في النقابة. “تجاوز هذا فعل طائش”، واصفا برامج الذكاء الاصطناعي التوليدية بأنها “آلات سرقة أدبية”.

أدى موقف الكتاب من الذكاء الاصطناعي -إلى جانب مخاوفهم تجاه ممارسات الأجور التي تفرضها منصات البث- إلى استنتاج كثيرين أن الإضراب قد يستمر حتى الصيف.

قال مفاوض هوليوود المخضرم: “الشاغل الرئيس للكتاب هو أن شركات الإنتاج ستستبدلهم بالذكاء الاصطناعي. إنهم ينظرون إلى قضية الذكاء الاصطناعي في الوقت الراهن على أنها قضية وجودية”.

كانت المجموعة التي تمثل شركات الإنتاج ومنصات البث، تحالف منتجي الأفلام والتلفزيون، قد عرضت عقد اجتماعات سنوية عن الذكاء الاصطناعي، قائلة “إن التكنولوجيا تتقدم بسرعة كبيرة بحيث لا يمكن انتظار الأعوام الثلاثة بين محادثات العقد”، وهو اقتراح قوبل بسخرية من نقابة الكتاب.

قالت آيفي كاجان بيرمان، محامية عمالية في مجال الترفيه في شركة لوب آند لوب، “إن موضوع الذكاء الاصطناعي قد باعد بين شركات الإنتاج والنقابات أكثر.

لأسباب مفهومة، شركات الإنتاج لا تريد التفاوض على أمر سيضع أمامها عقبات في طريقة استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. على الجانب الآخر من الطاولة، يوجد الكتاب والمخرجون والممثلون الذين تنتابهم مخاوف من احتمالية استخدام هذه التكنولوجيا بطرائق لا تصب في مصلحتهم”.

طالبت كاجان بيرمان بتشكيل فريق عمل على مستوى الصناعة لدراسة تأثير الذكاء الاصطناعي، لكن الفكرة لم تلق قبولا حتى الآن. قالت: “الذكاء الاصطناعي ليس شيئا يجب أن نعالجه بدافع الخوف، كما أن طاولة المفاوضات ليست المكان الأفضل لمحاولة حل المخاوف في البداية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى