مركز الملك عبدالله العالمي للحوار يختار لشبونة مقرًا جديدًا له
الرياض .د. فارس الهاجري
أعلن مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات “كايسيد”، نقل مقره الرئيس من العاصمة النمساوية فيينا إلى العاصمة البرتغالية لشبونة واتخاذها مقرًّا له.
وكان مجلس أطراف الدول المؤسسة، للمركز، والمكون من المملكة العربية السعودية وجمهورية النمسا ومملكة إسبانيا والفاتيكان العضو المؤسس المراقب ومسؤولون من الحكومة البرتغالية؛ قد أجرى مباحثات دبلوماسية؛ أسفرت عن الاتفاق على نقل المركز الرئيس “كايسيد” إلى العاصمة البرتغالية لشبونة، واتخاذها مقرًا له.
ووقعت اتفاقية المقر في لشبونة اليوم بين المركز والحكومة البرتغالية، وقعَّها عن المركز الأمين العام للمركز فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، وعن الحكومة البرتغالية وزير الدولة والخارجية البرتغالي أوغستو سانتوس سيلفا؛ لينضم إلى تسع منظمات دولية تحضنها لشبونة على أراضيها؛ مَّا يعزز من مكانتها الدولية في مجال الحوار بين أتباع الأديان والثقافات.
وعبَّر الأمين العام لمركز الحوار العالمي بعد توقيع الاتفاقية عن شكره للحكومة البرتغالية لاحتضانها مقر المركز في مسيرته الجديدة. و تعاونها الذي ترجم تيسير إجراءات نقله؛ لاستكمال رؤيته النبيلة على أرضها لتشجيع الحوار العالمي والإنساني الهادف والمسؤول، استنادًا إلى تعزيز القواسم المشتركة بين أتباع الأديان والثقافات.
وأكد استمرار المركز في تفعيل دور القيادات والمؤسسات الدينية والثقافية لمساندة صانعي السياسات وتعزيز دور القيم الدينية والانسانية وتحقيق العيش السلمي والمواطنة المشتركة ومكافحة أشكال الكراهية والتطرف، مشددًا على الدور التاريخي الذي قام به المركز في العمل منذ تدشينه في فيينا عام 2012م، في احتضان الشباب وتعزيز أدوارهم.
واستشهد بما حقَّقه المركز من أثر في المشهد الحواري العالمي، بوصفه منظمة فريدة في مجال الحوار بين أتباع الأديان والثقافات وعلاقة المؤسسات الدينية بصناعة السياسات؛ مما شكّل قيمة مضافة ونهجًا إنسانيًا للتواصل بين الشعوب؛ وترسيخ قيم التعايش والتعاون والتضامن الإنساني والعيش المشترك وتحقيق الأمن والسلام، ومناهضة خطاب الكراهية والتطرف.
واستعرض “ابن معمر”، بمناسبة توقيع اتفاقية المقر، وقطْعِ المركز مسافة جديدة من مسيرته الفاعلة في الحوار العالمي، جهود المركز في النهوض بأدوار مهمة وواعدة في مجال نشـر الحوار العالمي من خلال تفعيل جهود القيادات والمؤسسات الدينية لمساندة صانعي السياسات، وبناء العلاقات الإيجابية بين أتباع الأديان والثقافات في العالم، فضلًا عن تأسيس شبكة واسعة من القيادات الدينية العاملة في أكثر من (60) دولة وتدريب قيادات وتربويين من خلفيات دينية وثقافية متنوعة على تيسير الحوار والاتصال وتعزيز التماسك الاجتماعي؛ وإطلاقه برنامج كايسيد للزمالة الدولية؛ مساهمةً منه في بناء مجتمع متماسك وشبكة تضم (364) خريجًا من (67) بلدًا يمثلون تسعة أديان رئيسة في العالم، والذين أطلقوا (375) مبادرة في هذا الشأن.
وأشار إلى تعاونه مع المنظمة العالمية للحركة الكشفية، في إقامة علاقات بين الشباب بوساطة برنامج الحوار من أجل السلام، الذي وصل منسوبوه إلى أكثر من (9000) شاب.
ولفت إلى إطلاق برنامج (وسائل التواصل الاجتماعي مساحة للحوار) الخاص بالمنطقة العربية، ونجاحه في تدريب أكثر من (700) مشارك من القيادات الشابة، ينتمون لـ (12) دولة على مكافحة خطاب الكراهية والتطرف على الإنترنت وتعزيز عملية الاندماج.
وبشأن جهود المركز دوليًا؛ أشار “بن معمَّر” إلى أبرز الفعاليات التي أطلقها أو أسهم في إطلاقها المركز مع شركاء النجاح من المنظمات الأممية والدولية ذات العلاقة، منها: خطة عمل القيادات والجهات الفاعلة الدينية لمنع التحريض على العنف والجرائم الوحشية، بمشاورات بين مكتب الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية وشبكة صانعي السلام ومجلس الكنائس العالمي، ومنظمة الدين من أجل السلام، ومنظمة أريجاتو، وجامعة الأمم المتحدة للسلام، استغرقت عامين ونصف العام، وأُطلقتها الأمم المتحدة عام 2017م بمشاركة أكثر من (100) ممثل من منظمات القيم الدينية وممثلين من أكثر من (35) من الدول الأعضاء.
ونوّه بمشاورات المركز في دوائر صناعة السياسات العالمية وخاصة مع وكالات الأمم المتحدة التي تعمل على تأمين الحرية الدينية وحماية دور العبادة ومناهضة خطاب الكراهية، حيث اسهم المركز في عام 2019؛ في خُطة العمل لحماية دُور العبادة التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة، وأوكل مهمةَ تنفيذها لتحالف الأمم للحضارات.
وأشار إلى مساهمة المركز بتوجيه أنشطته وبرامجه لاستنفار جهود المنظمات والقيادات الدينية وأطلق (210) مبادرات في (50) دولة لمعالجة تداعياتها اجتماعيًا واقتصاديًا ومكافحة خطاب الكراهية وتعزيز التماسك والتضامن الاجتماعي ومساعدة المحتاجين، وتنظيم منتدى القيم الدينية السابع لمجموعة العشرين الذي استضافته المملكة في أكتوبر 2020 والذي شكل فرصة لتوحيد الدافعين الرئيسين الكامنين وراء المهمة التي يقوم المركز على أساسها وهما: فتح آفاق الحوار وتعزيزه بين القيادات الدينية وصانعي السياسات، كذلك تقريب وجهات نظر وممارسات القيادات والمؤسسات الدينية والإنسانية والثقافية العالمية المختلفة، معتزًا باستضافة -المملكة هذه الاجتماعات امتدادًا لجهودها لتعزيز الحوار بين أتباع الأديان.