استضافة مستحقة لتتويج مستحَق.. لماذا اختارت المملكة عام 2030 لاستضافة معرض إكسبو؟
الرياض د. فارس الهاجري :
خلال الأسبوع الماضي فقط، نظمت المملكة حدثين دوليين مهمين، الأول قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، التي حظيت بمشاركة دولية واسعة، والثاني مبادرة مستقبل الاستثمار 2021 في نسختها الخامسة، التي شارك فيها على مدار ثلاثة أيام أكثر من 2000 بعثة، و5 آلاف مشارك من صناع القرار وقادة شركات وصانعي سياسات ومستثمرين ومبتكرين من جميع أنحاء العالم، ويبرهن تنظيم المملكة للحدثين الدوليين في أسبوع واحد على قدرتها الكبيرة على تنظيم واستضافة المؤتمرات والقمم والفعاليات الدولية.
ولا شك أن قدرة المملكة على تنظيم الفعاليات الدولية، ستتجلى في أقوى صورها في استضافة معرض إكسبو 2030 في مدينة الرياض، فيما لو قُبِل الطلب الرسمي الذي تقدمت به لإقامة المعرض في الفترة من 1 أكتوبر 2030م إلى 1 أبريل 2031م، فالمملكة مؤهلة تماماً لتنظيم واستضافة أضخم الفعاليات الدولية، بما تملكه من خبرات وكوادر وإمكانات متنوعة خصوصاً في مجال التقنيات المتقدمة، فالعاصمة الرياض تحتل اليوم المرتبة الثالثة كأذكى مدينة في مجموعة العشرين والمرتبة الـ30 عالمياً، بعد أن تقدمت 23 مركزاً خلال عام واحد في مؤشر “آ إم دي”، للمدن الذكية لعام 2021، الذي يصدره المعهد الدولي للتنمية الإدارية.
ويعطي التطور التقني المتسارع، الذي تشهده مدينة الرياض لمحة دقيقة عما ستكون عليه في 2030، عام استضافة معرض إكسبو، ومدى تأهلها كمدينة عصرية متطورة لتنظيم المعرض، واستقبال زائريه من كل أنحاء العالم، أما لماذا اختارت المملكة تحديداً عام 2030 لاستضافة معرض إكسبو؟ فقد أجاب عن السؤال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في خطابه إلى الأمين العام للمكتب الدولي للمعارض ديميتري كركنتزس، قائلاً: “ستتزامن استضافتنا لمعرض إكسبو 2030 في الرياض مع عام نحتفل فيه بتتويج جهودنا الرامية إلى تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030”.
ولا يقتصر الهدف من التتويج على التعبير عن الجانب المعنوي السار، الذي سيستحقه السعوديين عن جدارة عام 2030؛ مقابل نجاحهم في إنجاز “رؤية 2030” وتحقيق أهدافها، وإنما لأن استضافة معرض إكسبو بعد نجاح “رؤية 2030” ستكون مناسبة لاطلاع دول وشعوب العالم على تجربة تحقيقها، وهو ما أوضحه ولي العهد بالقول: “إن معرض إكسبو 2030 سيُشكّل فرصة مميزة لمشاركة العالم دروسنا ونتائج جهودنا المرتبطة بهذا التحول غير المسبوق الذي أنتجته الرؤية، والتي تمثل إطارًا استراتيجيًا يهدف لتقليص اعتماد المملكة على النفط ودفع التنوع الاقتصادي وتطوير قطاعات الخدمات العامة كالصحة والتعليم والبنية التحتية والترفيه والسياحة”، وفي ضوء ذلك، لا شك أن استضافة المملكة لإكسبو 2030 ستكون استضافة مستحقة، لتتويج مستحق على نجاح “رؤية 2030”.