مقالات

هل يراجع بنك التنمية الاجتماعية شروطه؟!

 

الكاتب / محمد البلادي

▪️ ما يقوم به بنك التنمية الاجتماعية من أدوار تنموية هو محطّ تقدير وفخر الجميع ولاشك.. فالتسهيلات والقروض وحزم المنتجات التي تُقدم للمواطنين ذوي الدخل المحدود؛ سواء ما يتعلق منها بالزواج أو التدريب والتعليم أو التمكين ودعم العمل الحر؛ كثيرة وسهلة ومباركة بإذن الله.

▪️ لكن هذا الاعتراف المستحق لا يمنعنا من القول: إن بعض شروط هذه الخدمات بحاجة لإعادة النظر بين فترة وأخرى، خصوصًا والعالم كله يشهد ارتفاعات متلاحقة وسريعة جدًا في تكاليف المعيشة، غيّرت من مواصفات الشرائح المجتمعية، حتى لا أقول قلبتها، الأمر الذي يستوجب تغيير مسطرة معظم شروط الاستحقاق لهذه الخدمات، من أجل تحقيق الهدف الأساسي الذي أُنشئ من أجله البنك، وهو خدمة ذوي الدخل المحدود، وإلحاقهم بقطار التنمية، وتقليل آثار التقلبات الاقتصادية عليهم.

▪️ قبل أيام، وفي إحدى المناسبات الخاصة، أخبرني أحد المواطنين بأن «بنك التسليف»، (هكذا يُسمّونه العامة)، رفض ولأكثر من مرة طلبه قرضًا بسيطًا لا يتجاوز ٣٠ ألف ريال!، وسبب الرفض – بحسب البنك- هو ارتفاع حصة كل فرد من الأسرة فوق ٣ آلاف ريال، ويضيف المواطن بتعجب: المشكلة أن طريقتهم في الحساب غير صحيحة.. فهم لا يحسبون من هم فوق ١٨ عاماً من الأبناء، حتى وإن كانوا لا يعملون وغير مستقلين، وقد تم رفض طلبي لأن لديّ ثلاثة من الأبناء فوق ١٨ سنة، لا يعملون، ولا دخل لهم، مع أن هذا أوجب أن يتم منحي القرض؛ لا حرماني منه!.

▪️ التزامات الناس ومعاناتهم لا تُقاس بالحسابات النظرية المجردة، فهناك الكثير من التشابكات الحياتية والالتزامات الجانبية المتشعبة التي تثقل كاهل أرباب معظم الأسر السعودية متوسطة الحال، وهي التزامات معروفة للجميع، ولست بحاجة لإعادة سردها، مما يستوجب إعادة النظر في العديد من اشتراطات البنك، وأولها – في رأيي- شرط حد الراتب، الذي أعتقد أن الغلاء قد قفز عليه وتجاوزه بكثير، خصوصًا بالنسبة للأسر الكبيرة ذات الالتزامات المتعددة.

▪️شريحة ذوي الدخل المحدود شريحة هشة وسريعة التغيُّر، تتأثر وتتوسع بعوامل الغلاء، وتتغير حدودها المالية باستمرار، حيث يدخل الآلاف ضمن هذه الشريحة كل يوم، وإن لم تتسع لهم شروط بنك التنمية وتحميهم، فستجلد ظهورهم سياط شركات التمويل التجارية بفوائدها المرتفعة، مما سيزيد من معاناتهم، ويطيل أمدها!.

▪️ بقي شرط أخير، أتمنى أن يتم إعادة النظر فيه، وهو شرط العمر، فمن هو أكبر من ٧٠ عاماً لا يحق له الحصول على معظم القروض.. وهو شرط صادم كما ترى بحق كبار السن، ويتعارض مع ما كنا نطالب به من تقدير هذه الفئة العزيزة ودعمها.. فما الذي يمنع إقراضهم ولو مبالغ صغيرة تساعدهم على مواجهة مطالب آخر العمر، وتمنع عنهم العوز والحاجة ولو لأبنائهم؟!.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى