أقلام عربية

ماذا لو عاد بي الزمان

بقلم :د .خالد بن محمد السرحان

” ماذا لو عاد بي الزمان..هل كنت سأعيش حياتي بنفس الطريقة؟، وسوف أختار نفس الاختيارات؟”.
أنا لست نادماً على الكثير مما فعلت لكن: “لو عادت بي الحياة مرة أخرى لن أقضي أغلب وقتي في القيام بأعمال لإقناع من حولي بأنني إنسان لي حقوق ومشاعر، سأنتبه إلى أنه من الأفضل القيام بأعمال أحبها وتميزني عن غيري حتى لولم يقتنع بها من حولي والأخرون، وسأستمتع بأني جزء من هذه الحياة الجميلة ومن حقي أن أعيش كيفما شئت.
لن أقلص علاقاتي بالأخرين خوفاً من نظراتهم وأحكامهم على تصرفاتي وافعالي أو حتى على شكلي وسوف أكون أكثر جرأة في اقتحام عالم من أعجبت بهم وأحببتهم، وسوف استمتع بعلاقاتي مع أصدقائي وسأدعو  أصدقائي إلى الأماكن التي أحبها (الكوفي والفندق وبيتي) أكثر مما سبق وأستمتع بصحبتهم وأوجد الوقت لذلك على الرغم من انشغالي.
سأسمح لنفسي بتذوق وتلذذ جميع الأطعمة سواءً كانت أكلات بحرية أو مشويات أو وجبات سريعة أو شعبية أو لحوم أو سلطات وغيرها، ولن أحرم نفسي من أي نوع من الأطعمة بدواعي الدايت، وسأنصت أكثر لحكايا وتجارب كبار السن عن طفولتهم وشبابهم ومغامراتهم كما سوف أنصت لحكايا الأطفال وأشاركهم ألعابهم وضحكاته ،وسأستخدم تلك الساعات والعطورات والملابس الباهظة الثمن التي أهديت لي وفسدت من التخزين ،وسأختار زوجتي نفسها وأن أمضي الحياة معها وسأمرح مع أولادي في السفر وفي كل مكان ،وعلى الحشائش وعلى شاطئ البحر بلا اكتراث بالبقع التي قد تلطخ ملابسي،
ولو عاد بي الزمن لصححت كل أخطائي ولما سمحت لنفسي أن أقوم بشيء يغضب الله والغير وأقوم بكل واجباتي الدينية،  سأقلل من اهتمامي بالأشخاص والحكايات التي لا تخصني، وسأحيا واقعي أنا، وسأووي إلى فراشي إذا شعرت بالإرهاق ،ولن أتوهم أو أدعي أن العمل سيتضرر لو تغيبت يوماً واحداً،
وإذا أرتمى ابني في أحضاني لن أبعده لأني مشغول الأن، وسأقضي وقتاً أطول مع أطفالي بدلاً من التحجج بالعمل وبالمشاغل ،ولن أشتري أي شيء لمجرد أنه عملي ،أويعمر طويلاً، وسوف استثمر أموالي في أشياء مفيدة أكثر ،وسأعبر أكثر عن مشاعري لمن أحبهم دون خوف من آراء مسبقة أو أحكام أو ردود أفعال غير مستحبة، وسأعتذر أكثر لمن أسأت إليهم،
وسأنصت أكثر لمن يحدثني ،ولو أعطيت فرصة ثانية للحياة سأراها .. سأحياها .. سأجربها .. سألمس كل لحظة فيها .. وسوف أكون شخصية أخرى.
الحياة هي الحضور الواعي، وفهم الأولويات، والقدرة على التفرقة بين “المهم “و”العاجل”، وحسن  الاختيار بينهما، وتنقيتها من الإزعاجات والتخلص مما يضيع الوقت ويستهلك الطاقة؛ فلا تنفق عمرك هباءً !
وعلى دروب الخير نلتقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى