الأخبار المحلية

لماذا ملتقى قراءة النص؟

 

د. ياسر أحمد مرزوق

المتأمل والمتتبع لرحلة “ملتقى
قراءة النص” منذ انطلاقته قبل تسعة عشر عامًا، كان لزامًا عليه أن يدرك حقيقة ما يقدمه وما يضطلع به نحو العمل الأدبي، وتأصيل الفعل الثقافي بما يحمله من قيم كبرى, وأطروحات متنوعة متجددة؛ لتظل فكرة الحوارية المباشرة التي يتبناها النادي من خلال هذا الملتقى أملاً لا بد من تحقيقه كهدف سعى الجميع إلى الوصول إليه تمثل في الحرص على تقديم الذات وفهم الآخر. ولا أدلّ على ذلك من تنوّع المحاور التي وضعت لكل ملتقى, فتنوعت معها القراءات والبحوث والدراسات المقدّمة, فجاءت ذات اهتمامات مختلفة بين النص القديم والحديث, وبين النص الشعري والنص النثري, وبين النص النقدي والنص الإبداعي, كما أن التناولات البحثية جاءت من منطلقات متفاوتة بين تراثية متأصلة, وحداثية متطلعة وفق النص وإشكالياته وتأويلاته بوصفه شكلاً من أشكال الحوار الإنساني، حيث جاءت الانطلاقة الأولى نحو تحقيق هذا الهدف, بالدعوة إلى ملتقى أدبي بعنوان: (قراءة النص), إذ النص هو الذي تقوم عليه البحوث والدراسات, وحوله تُطرح الرؤى والأفكار، وذلك خلال شهر رجب من عام 1421هـ / أكتوبر 2000م, فاستضاف النادي أكثر من ثلاثين باحثًا في حقول مختلفة؛ ليتحول ذلك الحلم إلى حقيقة, وذلك الأمل إلى واقع ملموس تميّز به نادي جدة الأدبي الثقافي, وكم كان من الجميل أن يُحتفى أحياناً على هامش عدد من الملتقيات بشخصية أدبية ثقافية, أثرت الساحة الأدبية أو الثقافية عطاء وفكراً ونقداً؛ فاستحقت الحفاوة والتكريم.
ويأتي ملتقى قراءة النص في دورته هذا العام ليؤكد على حقيقة ما يقوم به نحو الفعل الثقافي، والحراك المجتمعي في ملتقى تفاعلي شارك فيه نخبة من الأكاديميين والمثقفين وأصحاب الفكر والرأي حول مائدة “الحراك الأدبي والنقدي للصالونات الثقافية في المملكة العربية السعودية”، في أجواء من الحوار الهادئ، والطرح المتزن والرصين. وإننا ليحدونا أمل بأن يستمر مثل هذا العطاء، وهذا الحراك التفاعلي خدمة لمنشطنا الأدبي والثقافي والمجتمعي، وتحقيقًا لرؤية 2030الطموحة الرائدة.
وأخيرًا وليس آخرًا فهذه تحية شكر وتقدير وعرفان لهذا النادي العريق نادي جدة الأدبي الثقافي، فمهما كثر المنافسون، وازداد المتسابقون والطامحون فسيبقى للريادة عنوانًا، وللسبق منارًا، وللتميز والتفرد نبراسًا، وأجدها فرصة لأكرر التهنئة، وأبارك له، ولسعادة رئيسه، وكل العاملين فيه، ولنا، ولحراكنا الثقافي نجاح هذا الملتقى في دورته (19) لهذا العام، ومزيدًا مزيدًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى