الأخبار المحلية

عقول ناقصة وقلوب مريضة

الكاتب : عبدالله العطيش
للإسف هناك من يتصيد الأخطاء للغير, تلك العينة من البشر الناقصة العقل, تحمل قلب ليس سوي, فتجده يعبث بالمشاعر الإنسانية دون وعي, فأنت فى حياتك تعيشها لاتسيء إلى أحد, ولاتحسد, ولا تحقد, ولا تنظر إلى ما بأيدى الآخرين, ولاتنطق العيب أو الكلمات المنفلتة, لكن الآخرين يصرون على اقتحامك, وعلى التعامل معك بمنطقهم بصرف النظر عن خطئه أو صوابه, وهناك من يعيش في الدنيا لا يهمه إلا تصيد الأخطاء لدى الغير, فلا عمل له غير هذا, حتى إنه يحس وكأنه ارتكب خطأ جسيما إذا فاته أن يعثر على خطأ لزميل أو صديق له, ناهيك عن أن الواحد من هؤلاء ليس له عمل ولا وجود فى ساحة العطاء والإنجاز.
هؤلاء يتمتعون دائماً بأريحية واسعة، تجعلهم دائماً متصالحين مع أنفسهم، بعيدين عن التوتر والصراع.تصيد الأخطاء أسلوب سلبي، يلجأ إليه البعض ليثبت لنفسه أن بقية الناس ليسوا أفضل منه، فهم أيضاً يخطئون، وربما يكون مبرره عند البعض هاجسه الخوف والشك، وأحياناً يكون المبرر بحثاً عن مثالية وهمية لكن بغض النظر عن المبررات، فالنتيجة أن تصّيد الأخطاء يباعد بين هذا الشخص والآخرين، ويزرع بذور خلافات يكون الناس في كثير من الأحيان في غنى عنها.
لست هنا للدفاع عن أحد أو مهاجمته، بل لنقاش فكرة فالبعض ممن يهاجمون ويقذفون مليء بالأخطاء والذنوب وليس فيهم المنزه المثالي، نحن بني آدم جبلنا على الخطأ والتوبة والاستغفار، ثم ان الخطأ او الزلة التي يقع بها الفرد هي درس للشخص ذاته ولغيره.
نحن مجتمع له منظومة اخلاقية يعتز بها تنبع من دينه وعاداته وتقاليده، ولسنا من المجتمعات التي تتبع عورات الناس وزلاتهم او تتصيد اخطاءهم، فكلنا خطاء وخير الخطائين التوابون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى