الأخبار المحلية

بمشاركة السعودية.. تحالف جديد للقطاع السياحي يجمع قادة العالم في مؤتمر COP26

 

الرياض. د. فارس الهاجري

ناقش مؤتمر الأمم المتحدة للتغيّر المناخي (COP26) التحالف الجديد الذي من شأنه أن يسرع عملية انتقال قطاع السياحة نحو صافي الانبعاثات الصفري، حيث أعلن وزراء السياحة حول العالم وقادة المنظمات الدولية دعمهم الجهود المبذولة لخلق قطاع سفر وسياحة مستدام من خلال المركز العالمي للسياحة المستدامة (STGC).

وتفصيلاً، يعد المركز العالمي للسياحة المستدامة، تحالفاً دولياً متعدد الأطراف، تأسس لقيادة وتسريع وتنظيم تحول قطاع السياحة إلى صافي الانبعاثات الصفري، إلى جانب قيادة الجهود الدولية لحماية الطبيعة ودعم المجتمعات، ويهدف المركز إلى دعم كوكب الأرض والبشرية من خلال تحسين وتفعيل دور السياحة في التغيير المناخي، سعياً نحو حماية البيئة والحفاظ عليها.

ويمتاز قطاع السياحة بحيويته، حيث تعتمد بعض البلدان النامية والدول الجزرية الصغيرة اعتماداً كلياً على السياحة في اقتصاداتها، كما أن أكثر من 40 مليوناً من المشاريع السياحية هي مشاريع صغيرة أو متوسطة الحجم، الذي يعادل 80% من قطاع السياحة ككل.

وتتم صياغة إستراتيجية المركز العالمي للسياحة المستدامة من قبل ائتلاف من الحكومات والمنظمات الدولية والأوساط الأكاديمية والمؤسسات والاتحادات التمويلية متعددة الأطراف.

ووُجهت الدعوات للمشاركة في المرحلة الأولى من هذا التحالف المهم إلى كل من المملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، واليابان، وألمانيا، وكينيا، وجامايكا، والمغرب، وإسبانيا، والمملكة العربية السعودية، حيث تعطي هذه البلدان الأولوية لقضايا المناخ والسياحة والشركات الصغيرة والمتوسطة، فإن ذلك من شأنه أن يحقق التناغم المنشود لدعم إستراتيجية المركز الساعية إلى تسريع التحول المنشود.

أما فيما يخص المنظمات، فإن أهم المنظمات التي ستسهم في تشكيل المركز وخدماته في المرحلة الأولى هي كل من معهد الموارد العالمي (WRI)، واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (UNFCCC)، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، وغرفة التجارة الدولية (ICC)، والمجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC)، والبنك الدولي، و SYSTEMIQ. هذا بالإضافة إلى جامعة هارفارد التي ستقدم دعمها للمركز عبر البحوث وتطوير القدرات، أما الدعم المقدم من اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC) فيتمثل في تسريع تحويل أنشطة قطاع السياحة إلى الحياد المناخي.

وتتمحور خدمات المركز حول ثلاثة محاور رئيسية تتضمن التبادل المعرفي، والقياس والمراقبة، والتمكين، حيث سيركز المركز على تسعة مجالات على الأقل في دعمه القطاع متمثلة في مراكز الأبحاث، التطوير المعرفي، المنصات، تطوير المعايير والتراخيص، تسهيل التبادل الثنائي، وبناء القدرات، وإحصاءات أو استقطاب الطلب، والاستثمار.

ويقع المقر الرئيسي للمركز في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية، وستُفتَتَح مكاتب إقليمية لاحقاً، كما أن للمركز حضوراً على شبكة “الإنترنت” عبر موقع إلكتروني متعدد اللغات.

وستُوجَّه الدعوات للمشاركة في دعم المرحلة الثانية من المركز العالمي للسياحة المستدامة إلى دول ومنظمات أخرى، كما يجري العمل حالياً على ضم مجموعة من الخبراء العالميين في السياحة والمناخ لدعم هذه الجهود.

وفي جلسة خاصة حول مستقبل المركز العالمي للسياحة المستدامة في مؤتمر COP26، اجتمع وزير السياحة السعودي احمد الخطيب مع الرئيس السابق للمكسيك ،رئيس مشروع الاقتصاد المناخي الجديد ومعهد الموارد العالمية، فيليبي كالديرون المستشار الأول للمبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص للمناخ وعدد من القادة.

وقال : ” أوضحت لنا جائحة كوفيد-19 حجم الترابط بين الإنسان والطبيعة وسرعة تأثر المجتمعات التي تعتمد على السياحة بالتغيّرات الخارجية، والسياحة من أكثر القطاعات حيوية، حيث يوفر الوظائف لأكثر من 330 مليون شخص حول العالم، ولكن القطاع مسؤول أيضاً عن 8% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ولذلك ينبغي علينا العمل الآن لتعزيز قدرة المجتمعات والقطاع على التصدي لتحديات تغيّر المناخ، وعلينا العمل بالتعاون مع الشركات والجهات الحكومية والمنظمات الدولية لتسريع وتيرة هذا التحول، ومن خلال المركز العالمي للسياحة المستدامة تؤكد المملكة العربية السعودية التزامها بهذه الجهود الضرورية.”

ومن جانبه قال الرئيس فيليبي كالديرون: “نرحب بهذا النقاش مع القادة من أنحاء العالم كافة ممن يشاركوننا مهمتنا في جعل السياحة ركيزة يمكن من خلالها تحقيق تطلعات اتفاقية باريس وأهداف التنمية المستدامة، وهنالك فرصة سانحة أمام الشركات والجهات الحكومية للعمل معاً بهدف ترجمة هذه الأهداف إلى حقيقة،إذْ سيكون المركز العالمي للسياحة المستدامة كمعيار النجاح لقيادة هذه المهمة.”

بدوره، أكد وزير السياحة في جامايكا إدموند بارتليت أن حكومة جامايكا ملتزمة بالجهود الهادفة إلى تعزيز الثبات والقدرة على الصمود لتحقيق التنمية المستدامة، التي تشمل السياحة المستدامة، مرحباً بفرصة الشراكة مع المركز العالمي للسياحة المستدامة، وذلك للإسهام في هذا الجهد التعاوني والعمل على جني ثمراته للحفاظ على البيئة للأجيال القادمة .

من جهتها، قالت سفيرة المملكة المتحدة لمؤتمر تغيّر المناخ للشرق الأوسط وأفريقيا جانيت روجان: “نحن فخورون باستضافتنا مؤتمر COP26. لقد نفدَ الوقت منا فيما يتعلق بقضية تغيّر المناخ، حان الوقت الآن لاتخاذ الإجراءات اللازمة، فالسياحة قطاع رئيسي يدعم الوظائف والنمو، وستساعد هذه المبادرة الجديدة المهمة في تسريع انتقال القطاع إلى صافي الصفر”.

وأوضحت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي في المغرب فاطمة الزهراء عمور أن المملكة المغربية جعلت الاستدامة إحدى الركائز الأساسية لإستراتيجياتها القطاعية السابقة ونموذجها التنموي الجديد، مبينة أنه خلال العامين الماضيين، تضرر العالم كثيراً بسبب جائحة كوفيد-19، والسياحة هي أحد أكثر القطاعات تضرراً، لذلك من الضروري انضمام الجميع لوضع خطة انتعاش مستدامة تركز على أنشطة السفر والسياحة، والمركز العالمي للسياحة المستدامة يعد خطوة مهمة نحو هذا الهدف”.

وأشارت وزيرة السياحة والحياة البرية في كينيا نجيب بلالا، إلى أن بلادها أحد أكثر الوجهات في أفريقيا التي تجذب السياح العالميين، ولذلك تأثرت كثيراً بتراجع السياحة العالمية نتيجة للجائحة، ومن هذا المنطلق، نتفق على أن هناك حاجة ملحة لوضع نهج جديد ومستدام للسياحة العالمية، منوهة بإستراتيجية الحياة البرية 2030 التي أطلقتها كينيا مؤخراً التي ستضمن نظاماً بيئياً طبيعياً مزدهراً، مؤكدةً دعمها المركز العالمي للسياحة المستدامة بقوة وعزيمة”.

ومن جانبها، بيّنت وزيرة الصناعة والتجارة والسياحة في إسبانيا ماريا رييس موروتو، أن مؤتمر COP26 يقدم منصة مثالية لتأكيد الالتزام بدعم القطاع السياحي للإسهام في معالجة تحدي التغيّر المناخي على مستوى عالمي، وإسبانيا – بصفتها بلداً قيادياً في قطاع السياحة على مستوى العالم – تدعم مبادرات لاستدامة السياحة التي تهدف إلى الحفاظ على البيئة، ورفع كفاءة الطاقة في القطاع، وتبني مبادئ الاقتصاد الدائري، مشيرة إلى أن كل هذا سيعجل في إسهام القطاع السياحي في التحول الأخضر تبعاً “للصفقة الأوروبية الخضراء”، وإسبانيا عضو فاعل في المبادرات الدولية مثل مبادرة “كوكب واحد للسياحة المستدامة”، وستبقى شريكاً فاعلاً يعمل بالشراكة مع دول أخرى على مستوى عالمي وبالأخص الدول المتقدمة، بالإضافة إلى المؤسسات الدولية والشركات”.

وقالت الرئيس والمدير التنفيذي للمجلس العالمي للسفر والسياحة جوليا سيمبسون: “في الوقت الذي تشتد فيه الحاجة إلى القيادة لمواجهة حالة الطوارئ المناخية، نشيد بمبادرة المملكة العربية السعودية التي ستدعم القطاع لتحقيق الأهداف العالمية وضمان مستقبل مستدام، ويسر مركز التجارة العالمي للاتصالات السلكية واللاسلكية أن يسهم في دعم المركز من خلال بياناته وأبحاثه وخبراته الفريدة عبر الشركات في جميع أنحاء العالم”.

بدوره، أثنى الأمين العام لغرفة التجارة الدولية جون دنتون على قرار إنشاء المركز العالمي للسياحة المستدامة الذي سيعزز الاستدامة في قطاع السياحة العالمي، مؤكداً أن الشراكات ستكون أمراً ضرورياً لضمان قدرة شركات تشغيل السياحة الصغيرة على العودة من جديد بقوة أكبر نظراً للآثار التي خلفتها الجائحة على القطاع، لتصبح مصدر فائدة للمجتمعات المحلية والبيئة معاً”.

وقال دنتون: “تتطلع غرفة التجارة الدولية، بصفتها الممثل المؤسسي لأكثر من 45 مليون شركة في أكثر من 100 دولة ونقطة الاتصال الرسمية للشركات والصناعات لدى الأمم المتحدة، إلى دعم تطوير المركز العالمي للسياحة المستدامة في الأشهر المقبلة، وربط أعماله مع شبكتنا العالمية، وخصوصا مع ملايين من الشركات الصغيرة والمتوسطة في قطاع السياحة”.

وأوضحت كبيرة المستشارين في وزارة السياحة جلوريا جيوفارا أن قطاع السياحة مر بالكثير من التحديات خلال الجائحة، وهو الآن بحاجة إلى حل عالمي، لا سيما عند الأخذ بعين الاعتبار التحديات الملحة التي يفرضها تغيّر المناخ.

وقالت: “قد لا تعرف الشركات الصغيرة والمتوسطة في قطاعنا، مثل وكالات السفر أو منظمي الرحلات، حجم بصمتها الكربونية وكيفية الإسهام للوصول لصافي الانبعاثات الصفري، لذلك يجب علينا أن نخلق فرصاً للعمل ونحد من الفقر ونقدم الفائدة لكوكبنا كلما ذهبنا في عطلة، والمركز العالمي للتنمية المستدامة، الذي يمثل تحالفاً متعدد البلدان والأطراف، يهدف إلى جمع أصحاب المصلحة والجهات المعنية في قطاع السياحة وضمان العمل الجماعي المشترك من أجل مستقبل أكثر استدامة قادر على الصمود”.

وأكد المحقق الرئيسي الباحث المشارك بقسم الصحة البيئية في جامعة هارفارد الدكتور رامون سانشيز حاجة المجتمعات كافة، والشركات، والجهات الحكومية، وأصحاب المصلحة للحصول على الأدوات اللازمة وأطر العمل، واتباع أفضل الممارسات للإسهام في بناء قطاع سياحي عالمي مستدام، والجميع في جامعة هارفارد مستعدون لبدء التعاون مع المركز العالمي للسياحة المستدامة في بحث من شأنه الإسهام بشكل رئيسي في بناء الأسس والمضي بالقطاع نحو صافي انبعاثات الصفري”.

وأفاد مؤسس شركة “سيستمك”، وهي شركة استشارية واستثمارية عالمية متخصصة في التحولات القطاعية المتوافقة مع اتفاقية باريس وتدعم المركز العالمي للسياحة المستدامة جيريمي أوبنهايم أن المركز العالمي للسياحة المستدامة يجمع العديد من القطاعات المتعلقة بالسياحة، منها الطيران والضيافة والنقل وخدمات تقديم الطعام، في تحالف عالمي المستوى متعدد الأطراف يساعد في تحويل الصناعة وخاصة الشركات الصغيرة والمتوسطة من قطاع يولد 8% من انبعاثات غازات الدفيئة إلى أحد المحركات لعالم متجدد خالٍ من الانبعاثات الضارة للبيئة”.

وفي ختام الجلسة أكد مدير العمل العالمي للمناخ لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ نيكلاس سفينينغسن أن السياحة تعد أحد أكثر القطاعات المهددة بسبب التغيّر المناخي، وهي أيضاً أحد القطاعات التي ستسهم كثيراً في إحراز التقدم في أجندة التنمية المستدامة لعام 2030، لافتاً النظر إلى أن العمل على مواجهة التغيّر المناخي يوفر فرصة للجميع لتعافي الاقتصادات والمجتمعات والدول بطريقة مستدامة وصديقة للبيئة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى