الأخبار المحلية

انطلاق جلسات ملتقى أدبي مكة بمناقشة “العصر الرقمي وفلسفة التحوُّل”

 

مكة المكرمة -محمدالعمري

انطلقت -اليوم- الجلسة الأولى من فعاليات الملتقى السادس لنادي مكة الثقافي الأدبي، بمناقشة محور “العصر الرقمي وفلسفة التحوُّل”، بتقديم (5) أوراق بحثية، تحت إدارة الأستاذة الدكتورة أشجان هندي، حيث شاركت الباحثة زهور كرام ببحث تساءل عن ماهية الإنسانيات والرقميات، ما إذا كانت صراعًا أم تكاملًا، مقترحة في ثناياها التفكير في الهوية الجديدة للعلوم الإنسانية، وهي تدخل عصرًا جديدًا يتحكم فيه منطق التكنولوجيا، ومرتئية أنَّ الحاجة أصبحت ملحَّة اليوم لفهم العالم والتحوُّلات التي يعرفها، وهو فهم ينطلق من المكوِّن الرقمي؛ باعتباره مُحدِّدًا جوهريًّا في عملية الإدراك الفلسفي للعالم.
كذلك شارك الأستاذ الدكتور عبدالحق بلعابد بورقة عن “الشعرية الرقمية.. أفقًا بينيًّا من شعرية المناص الرقمي إلى الشعرية الرقمية الخضراء”، نوَّه فيها إلى ضرورة الاستعداد للمنعطف المعرفي الجديد الذي تتحوَّل فيه العملية التواصلية والتداولية من كاتب تقليدي إلى كاتب رقمي متمثلًا لكل الممكنات التكنولوجية التي يستخدمها في نصه الرقمي التفاعلي؛ ليحقق شعريته المتجددة؛ ليتمكن القارئ الجديد -وهو القارئ الرقمي- من تلقي هذه النصوص المنسجمة مع سياقه التفاعلي، الذي يتواصل به ويواجهه يوميًّا، سواء من النصوص العادية أو النصوص العالمة (السردية).
أمَّا الدكتورة زينب الخفاجي، فقد جاءت ورقتها موسومة بـ” التحوُّل المفاهيمي لمصطلح المتلقِّي في ظل النظرية التفاعلية”، رصدت فيها هذا التحوُّل من خلال مسارين رئيسين، هما مسار تغيير المفهوم لمصطلح (المتلقِّي) وما يجاوره من مصطلحات مصاحبة نابعة من النظرية العامة التي تؤطِّره، ومسار إضافة مصطلحات رديفة أو بديلة عن مصطلح (المتلقِّي) من قبيل المشارِك، الـمُتصفِّح، الـمُبحِر، المتلقِّي الإيجابي، المتلقِّي غير المحايد، وما إلى ذلك من اجتراحات حاول إقرارها الباحثون في كتاباتهم.
ومن جانبها اتَّخذت الباحثة كلثوم زنينة من ” النص الرقمي ” منطلقًا لرؤية في المرجعيات، مستهدفة تفسير ظاهرة النص الجديد وفق المرجعيات التي أنتجته، بداية بالعولمة، وتكنولوجيا المعلومات، مرورًا بفلسفة النهايات، نهاية الانسان المؤنسن، وبداية عصر السيبورج، وصولًا إلى عصر الصورة بديلًا عن اللغة؛ بما ينسجم والمحور الأول للملتقى؛ العصر الرقمي وفلسفة التحوُّل، المتغيرات الفكرية المحيطة بالنص الرقمي.
ويرى الباحث نايف كريري، الذي شارك بورقة عنوانها “تأثيرات التحوُّلات التواصلية بين الأدبية والإعلامية شعرية النص”، أنَّ النص الأدبي تطوَّرت وسائل حمله وتلقيه من جيل لآخر، حتى وصل اليوم إلى ما هو عليه، وغدا الباب مواربًا بين الأدب والتقنية في انتظار أن يدلف أحدهما إلى الآخر، ولا شك في أنَّ التقنية استطاعت أن تدلف إلى جزء من هذا الأدب العربي، ولا زلنا في انتظار أجزاء أخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى