الأخبار المحلية

استشاري : كبسولة للاستطالة كذبة يروجها المضللون وليس كل طفل قصير يُصنّف مريضاً

 

الاحساء
زهير بن جمعه الغزال

كشف أستاذ واستشاري غدد الصماء والسكري لدى الأطفال بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا ، أن ما يشاع في مواقع التواصل الاجتماعي عن وجود علاج لقصر القامة عند الأطفال بالكبسولة يتم تناولها بالفم غير صحيح جملة وتفصيلاً وهدفها تضليل أهالي الأطفال والتربح المادي ، مبينًا أن هناك رسائل منتشرة بالواتس “مصدرها خارجي ” تتناول وجود كبسولة عبارة عن مجموعة فيتامينات ضرورية للجسم يستفيد منها الطفل في تعويض نقص بعض الفيتامينات في جسده وبالتالي يستمر طوله بالشكل الطبيعي ، وهذا الأمر غير صحيح نهائياً .
وقال لـ”البلاد”، إن قصر القامة عند الأطفال تعتبر ظاهرة شائعة عالمياً، ويُقدّر حدوثها بنسبة 5% بين الأطفال، ولكن ليس كل طفل قصير يُصنّف مريضاً، إذ لابد من التأكد بالفحوصات التشخيصية لمعرفة السبب المؤدي إلى ذلك، هل هو فسيولوجي (وراثي)، أم مرضي (أسباب متعددة) ، والكثير من الأهالي يلاحظون قصر قامة أطفالهم في وقت مبكّر، ولكن يؤخرون مراجعة طبيب الغدد الصمّاء إلى وقت البلوغ ظناً منهم أن أطوالهم ستتحسن مع فزة البلوغ، ولكن إذا كان سبب قصر القامة مرضياً وحدث البلوغ فتصعب وقتها الاستفادة من العلاج.
وأضاف ، إن العوامل الوراثيّة هي الأكثر شيوعاً بين جميع المسببات، وتتميز بوجود تاريخ عائلي لقصر القامة، سواء كان لأحد الأبوين أو كلايهما، أو أحد أفراد العائلة، أو الأقارب، من قريب أو بعيد ، ومن صفاتها قصر القامة منذ نشأة الطفل وحتى بلوغه، ولا يوجد هناك أي انحدار على المنحنى البياني لطوله، ويكون الطفل سليماً معافى من أي أمراض مزمنة، كما تتميز بسلامة جميع التحاليل الهرمونية وغير الهرمونية، بما في ذلك أشعة العمر العظمي.
وتابع ، أن قصر القامة قد يُصنّف سبباً فسيولوجياً، ويختلف عن العامل السابق؛ كون قصر القامة مصاحباً لتأخّر موعد البلوغ، ويكون نمو الطفل طبيعياً إلى عمر البلوغ ، وعندما يتأخّر موعد البلوغ يبدأ أهل الطفل بملاحظة أن نمو طفلهم ليس بالمستوى الطبيعي، مقارنة بنظرائه البالغين، وعند حدوث البلوغ المتأخّر لديه تحدث (فزّة النمو) ويتحسن بعدها طوله ويصبح في النِسَب الطبيعيّة ، ومن سماته وجود تاريخ عائلي مشابه (أحد أفراد العائلة تأخر في البلوغ وكان قصيراً، وبعد البلوغ تعدل الطول وأصبح طبيعياً) ، ويجب التأكّد من سلامة جميع التحاليل، حيث إنّ هذا النوع فسيولوجي، ومن صفاته تأخّر البلوغ عن المعتاد مصاحبا لقصر القامة ، وأن أشعة العمر العظمي تشير إلى تأخر النمو مقارنة بالعمر الزمني ، والطول النهائي يكون طبيعياً.
وعن الأعراض والعلامـات لنقص هرمون النمو قال: عادة يكون نمو الطفل وحجمه طبيعيين عند الولادة، ويستمر نموه طبيعياً خلال السنة الأولى من العمر، ثم يستمر نموه بعد ذلك ولكن بمعدل بطيء جداً، يكون تناسب عظام الجسم طبيعياً وتكون ملامح الوجه طفولية وغير ناضجة والتكوين العضلي ضعيفاً والصوت رفيعاً والجسم يميل إلى السمنة، كذلك غالباً يكون هناك تأخر في ظهور الأسنان، وكذلك تأخر في نضوج العظام، ويقل العمر العظمي عن العمر الحقيقي، ويشار إلى أن هؤلاء الأطفال يكونون أذكياء وتكون وظيفة ونضوج أعضائهم الجسمية طبيعية.
وخلص البروفيسور الآغا إلى القول: إن العلاج الهرموني يعمل مثل الهرمون الطبيعي الذي يُفرز من جسم الإنسان، ويعمل هذا الهرمون على بناء الغضاريف الموجودة في نهاية العظام، وبالتالي يزداد طول الطفل بمعدل مثلما لم يكن لديه أو لديها نقص في هرمون النمو، وأطمئن الجميع في حال كان الهرمون ناقصا، فإنّ استخدام هرمون النمو ضروري جداً، وليس له بإذن الله مضاعفات خطيرة، ولكنه ضروري لتكملة نمو الطفل، ودون علاج هرمون النمو يعجز الطفل أو الطفلة عن بلوغ الهدف المتوقع من الطول لديهم، لذلك يجب عدم التردد في استخدام علاج هرمون النمو في حالات نقص الهرمون المفرز من الغدة النخامية، وكلما كان علاج الهرمون في وقت مبكر كلما كانت النتائج أفضل بكثير من استخدامه في فترة ما بعد البلوغ أو بعد حدوث الدورة الشهرية للفتيات، لذلك ننصح جميع الأهالي عندما يلاحظون ضعفاً في نمو طفلهم أو طفلتهم فعليهم أن يبادروا سريعاً إلى الطبيب المتخصص لفحص هرمون النمو لديهم وعمل التحاليل اللازمة، وذلك لتفادي التأخر في أخذ العلاج، مع التأكيد على أن علاج هرمون النمو لا يوجد منه حبوب أو شراب في جميع أنحاء العالم، ولكنه متوفر عن طريق إبر تُعطى تحت الجلد وتكون بشكل يومي خلال الأسبوع وأحياناً يعطى يوم واحد راحة كيوم الجمعة مثلاً، إذ أثبتت جميع الدراسات أنّ استخدام علاج هرمون النمو يومياً قبل النوم يعطى نتائج أفضل كثيراً من أن يستخدم يوماً بعد يوم أو أن يستخدم في فترات متقطعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى