الأخبار المحلية

حفلات التخرج المدرسية

 

د.عبدالعزيز بن حمود المشيقح

بداية نبارك لكل طلاب وطالبات الوطن بالنجاح والسعادة عنوان لنا حينما نراهم يحملون مشاعل العلم ويرتقون لمصاف التميّز والنجاح كما كان الأسلاف عبر تعليمهم الجاد في وطن الخير والأمن والأمان.
لكننا بدأنا نشاهد مظاهر جديدة ليست ضمن برامج وأسس التعليم ومن ذلك التحضيرات المكلفة لحفلات التخرج بالمدارس والفنادق والصالات والإستراحات وهي ظواهر غريبة على مجتمعنا.
ممارسات يشوبها الإسراف والتبذير لتزيد من التكاليف المالية على كثير من الأسر في مدارسنا بقصد التعبير عن النجاح؛فالإسراف والتبذير بالمبالغة في حفلات النجاح في كثير من مستويات التعليم العام الثلاثة بل حتى في رياض الأطفال كلها ظواهر سلبية.
فإذا كانت دولتنا المباركة وفقها الله قد وحدت الزي المدرسي للبنات ومنعت لبس الحُلي منعاً للتفاخر والتباهي بين الطالبات، فيستغرب عكس هذا التوجه.
إن إقامة بعض منسوبي ومنسوبات المدارس بما يخالف ذلك من التجهيز للإحتفالات التي يعلوها الإسراف والتكلف فيُحمّلون أسر الطلاب والطالبات تكاليف الحفل فيتسابق المقتدر وينكسر قلب الضعيف منهم؛
فكم من طالب وطالبة حُمّلت أسرهم ما لايطيقونه من دفع ضريبة المهرجانات والأطباق وزخرفة الفصول وردهات المدارس والمستنفع من ذلك فئة قليلة من المدرسة وأصحاب المطاعم والحلويات والإستراحات.
إن عدم وضع ضوابط للحفلات سيؤول لاحقاً لنقلها خارج المدارس بتكاليف أعلى إن في ردهات الصالات أوقاعات الفنادق والإستراحات ولا يخفى عليكم ما وراء ذلك من تكاليف مالية،ولاشك أن كل عمل يخلق أعباﺀ مالية على الأسر في تعليم الأبناء والبنات سيخلق صوراً من التباين بين الطلاب والطالبات وحتماً سيخلق بيئة طاردة ومجتمع متباين يفرز الفوارق بينهم،
وربما بعض الأسر ليس لديهم الا طالب واحد أو طالبة واحدة فيبذلون في العطاﺀ والتدليل،وقد ينعكس ذلك سلباً عليهم ويؤثر على علاقاتهم مع أقرانهم وتحصيلهم العلمي.
إن المسلم الحق يعي الحديث الشريف(لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه)،
وحديث (وعن ماله فيما أنفقه)؛فالمجتمع لبنة واحدة ومراعاة ظروف أبناﺀ الآخرين من ذوي الدخل المحدود والعاطلين مطلب منشود يدل على استشعار ظروف الغير والإحساس بهم.
وأخيراً إحتفل بإبنك وأبنتك بوسطية وشاركهم الفرحة والتواجد دون الضرر بالآخرين فكم من طلاب وطالبات تتبناهم الجمعيات الخيرية فعلى القائمين على هذه الحفلات تذكر ذلك قبل زوال النعم،وعلى مدراء العموم بالمناطق تنبيه مسؤولي المدارس خاصة مدارس البنات ضبط هذا النهج الجديد
فمن مخرجات هذه الحفلات أن ذكر اسم الطالبة بالمسيرة له مقابل مالي وإلزام الطالبات بعباءة التخرج وما يتبع ذلك من تكاليف والله ولي التوفيق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى