نقاش حول قضايا وإشكاليات الموسيقى والترجمة بالأعلى للثقافة
القاهرة: خالد رفقي
تحت رعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، والدكتور هشام عزمى الأمين العام للمجلس الأعلى الثقافة، نظمت لجنة الموسيقى والأوبرا والباليه بالمجلس مساء أمس، ندوة بعنوان: (الموسيقى والترجمة.. قضايا وإشكاليات)، بحضور مقررتها الدكتورة رشا طموم، وذلك بالتعاون مع لجنة الترجمة بحضور مقررها الدكتور أنور مغيث، وقد جاءت هذه الفاعلية كثمرة للتعاون بين المجلس الأعلى للثقافة مع المعهد العالى للنقد الفنى بأكاديمية الفنون؛ واُديرت الندوة بواسطة الدكتورة رشا طموم بمشاركة الدكتور أنور مغيث، وشارك فيها كل من: الدكتورة حنان أبو المجد؛ أستاذة علوم الموسيقى وعميدة معهد الكونسرفتوار سابقًا، والدكتورة رانيا يحيى؛ الأستاذة المساعدة بالمعهد العالى للنقد الفنى بأكاديمية الفنون، والدكتور كريم الصياد؛ الأستاذ المساعد بقسم الفلسفة كلية الآداب جامعة القاهرة، والدكتور وليد شوشة؛ أستاذ النقد الموسيقى وعميد المعهد العالى للنقد الفنى فرع الإسكندرية، وشهدت الفاعلية استمرار تطبيق المجلس الأعلى للثقافة الإجراءات الاحترازية كافة؛ بهدف الوقاية والحد من انتشار فيروس (كوفيد-19)، كما بثت الندوة مباشرة بواسطة صفحات المجلس عبر موقع التواصل الإجتماعى (فيسبوك).
أكدت الدكتورة حنان أبو المجد أهمية موضوع الندوة، وتحدثت قائلة: “أحب أن أشكر الدكتورة رشا طموم والدكتور أنور مغيث مقررى لجنتى الموسيقى والترجمة، لطرحهما هذا الموضوع المهم، وأتنمى أن نوفق لإيجاد حلول لإشكالياته المتعددة؛ فبطبيعة الحال من المؤكد أن الترجمة فى المجال الموسيقى تعد عملية ترجمة تخص الثقافة فى المقام الأول، وتبتعد كل البعد عن الترجمة العلمية التى تعتمد فى الأساس على ترجمة الاصلاحات والدلالات المجردة بواسطة القواميس، بالتأكيد الأمر يحتاج تحديث ثقافى متواصل.”، واستطردت قائلة: “كانت أول تجربة عملية لى تتمثل فى ترجمتى لكتاب بالإنجليزية يتناول أعمال مؤسس قسم التأليف الموسيقى الفنان الموسيقى جمال عبد الرحيم، ضم مجموعة من المقالات النقدية التحليلية، كتبها مجموعة من النقاد من الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا، وخلال تلك التجربة وجدت أننى بالرغم من استيعابى لهذه الأعمال الفنية بدرجة كبيرة إلا إن الموضوع يحمل الكثير من الصعوبة؛ فالمشكلة أبعد بكثير من إيجاد مصطلحات تترجم المعنى، حقيقة المسألة تحتاج عمل مؤسسى.”.
ثم تحدث الدكتور كريم الصياد قائلًا: “هناك من يتصور أن ترجمة المصطلحات الموسيقية مشكلة تخص الترجمة إلى اللغة العربية أو المترجمين العرب، إلا إنها تُعد مشكلة عامة، نجد أنها تطال جميع اللغات مثل الإنجليزية والفرنسية والألمانية واللاتينية.”، وتابع قائلًا: “الكثير من الغير متخصصين لا يعرفون أن لفظ الموسيقى، الذى أصبح معربًا بواسطة أبو يوسف يعقوب بن إسحق الجندى الذى توفى عام 256 هـ، وكان يشير عند العرب فى الأصل إلى مدلول مختلف عن المعنى المعاصر لذات اللفظ؛ فكان حينها يقصد به علم الموسيقى ونظريتها وليس الفن؛ فكان الفن آنذاك هو الغناء.”.
فيما تحدث الدكتور وليد شوشة قائلًا: “فيما يخص قضايا وإشكاليات الموسيقى، علينا أن نعترف أننا بلا شك لدينا أزمة ناتجة من المتخصصين، وتحتويها أزمة فى المصطلح بشكل عام، لذلك فى البداية علينا أن نفرق بين لغة التخصص الموسيقى، ولغة الرجل البسيط الذى لا تعنيه تلك المفاهيم الموسيقية التخصصية البحتة، والإشكالية أننا حتى الآن لم نترجم أو نحقق الكثير من أهم المخطوطات، التى ألفها أوائل أعلام العرب، الذين قدموا مؤلفات فى مختلف العلوم ليس فقط الموسيقى مثل الطب والهندسة وغيرها، وبالتالى صار لدينا جيل مهتم جدًا بترجمة الموسيقى الغربية سواء الكلاسيكية أو الرومانتيقية وغيرها، ما أريده هو أن تغطى الترجمة كذلك ما يمكن أن يستوعبه القارئ العادى البسيط، مثلًا موضوع مثل الموسيقى العربية ماهية أصلها هل تعود لبلاد فارس أم غيرها؟ نريد طرح بسيط يستطيع أن يرسى ويثرى الوعى الموسيقى الخاص بالرجل البسيط.”.
ختامًا تحدثت الدكتورة رانيا يحيى قائلة: “أشكر لجنة الترجمة على دعوتى، فإننى حقيقة سعيدة بالمشاركة فى هذه الفاعلية التى تضم منصتها قامات وقمم ومن بينهم أستاذتى الدكتورة حنان أبو المجد؛ التى تتلمذت على يديها فى معهد الكونسرفتوار، إن حديثنا اليوم يتمحور حول إشكالية حقيقية، أكثر من يستطيع أن يستشعر حجمها هم طلبة معهد الكونسرفتوار؛ وذلك لأننا نلتحق بالمعهد منذ نعومة أظافرنا لنتعلم وندرس علوم الموسيقى من أمهات الكتب التى ترجمها أساتذتنا وأساتذتهم مثل الدكتورة سحر فولى والدكتور جمال عبد الرحيم وآخرون، ولكن الآن أصبحنا فى حاجة إلى تطوير ترجمة الموسيقى وعلومها، ويجب تكون هذه الترجمة ذات إتجاهين بشكل تبادلى، أى من لغة الآخر للغتنا الأم حتى نستطيع فهم ما يقدمه الآخر وننفتح عليه بشكل حقيقى، وكذلك ترجمة ما لدينا إلى اللغات الأخرى، شريطة أن تتم تلك الترجمة بشكل دقيق ليس فقط لُغويًا ولكن وفقًا لعلوم الموسيقى بطبيعة الحال.”، وفى مختتم كلمتها أوصت قائلة: “على أرض الواقع يمكننا تطبيق هذا التطوير مثلًا بواسطة أن يُطلب من الباحثين قبل تخرجهم ترجمة أحد الكتب المهمة أو حتى قسم من ذلك كتاب ما، وبذلك يكون الباحث بتخرجه قد ترك منتجًا موسيقيًا مترجمًا بشكل علمى صحيح ينتفع به الكثيرون.”.