الأخبار المحلية

مع احتدام نقص العمال .. شركات الأمن تلجأ إلى الروبوتات

في عالم الخدمات الأمنية حيث تعاني الشركات نقص العمالة، تلجأ بعضها إلى الروبوتات.
إد باكو، الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا الذي انضم إلى الذراع التجارية لشركة أيه دي تي منذ يزيد قليلا على أربعة أعوام، يرى أن روبوتات أندرويد (روبوتات شبيهة بالبشر) هي وسيلة لتفادي معركة المواهب المحتدمة ومعدلات تبدل الموظفين المرتفعة التي طالما مثلت مشكلة لهذه الصناعة.
قال باكو، وهو خبير متمرس في الصناعة عمل سابقا لدى أمازون ووزارة الأمن الداخلي الأمريكية: “لقد أردنا أن يكون لدينا اتساق أكثر في حراستنا، ولذلك عندما جئت إلى أيه دي تي رأيت فرصة لتقديم شيء ما إلى السوق”.
من جهتها، قالت رابطة صناعة الأمن، وهي الهيئة التجارية الدولية: إن نقص العمال هو عامل راسخ منذ مدة طويلة يحد من النمو في هذا القطاع. في المملكة المتحدة، سيكون هناك عجز بأكثر من 60 ألف حارس أمن هذا العام، حسبما ذكرت رابطة التجارة في البلاد.
استثمرت “أيه دي تي كوميرشال” في شركة إكس1 للروبوتات، وتقوم بتجربة عشرة روبوتات شبيهة بالبشر في مركز المراقبة الخاص بها وبعض مواقع العملاء. يتمركز أحد روبوتات الأندرويد في مركز المراقبة التابع لـ”أيه دي تي” في دالاس، حيث يفحص المبنى بحثا عن علامات شغب أو اقتحام. وعند اكتشاف أي خلل، ينبه حارسا بشريا مزودا بسماعة رأس تعمل على نظام الواقع الافتراضي.
قال بيرنت أويفيند بورنيش، الرئيس التنفيذي لشركة إكس1: “إن واحدة من القوى الكبرى حقا في نظامنا (…) أنه عندما يحدث شيء ما، فإننا قادرون بالفعل على الدخول في الروبوت من مكان بعيد”.
“من الممكن أن تكون في لندن (…) وتتحكم بالروبوت في كاليفورنيا”، كما قال باكو.
في أحدث جولة تمويل لها في وقت سابق من هذا العام، جمعت إكس1، 23.5 مليون دولار، بدعم من المستثمرين من ضمنهم صندوق رأس المال المغامر في نيويورك تايجر جلوبال وصندوق ستارت أب التابع لشركة أوبن أيه آي، ما قيم الشركة بما يزيد قليلا على 200 مليون دولار، وفقا لمجموعة بيتشبوك لتزويد البيانات.
في جامعة نيفادا في رينو، سيتم قريبا استخدام الروبوت للقيام بدوريات في مرآب للسيارات يقع بالقرب من مركز طلاب الجامعة. قال إريك جيمس، رئيس القيادة الشمالية لقسم شرطة الجامعة: إن ذلك سيضيف “إلى قيمة البشر”.
وقعت الجامعة عقدا مع شركة نايت سكوب المدرجة في بورصة ناسداك في مايو. تعمل شركة الروبوتات الناشئة مع مجموعة من المؤسسات من ضمنها مركز سانتا روزا التجاري في بايامون في بورتوريكو، وكوبرتري فيليدج، وهو مجمع سكني في هيوستن، إضافة إلى عدة مواقع أمريكية لمجموعتي آلايد يونيفيرسال وسيكيوريتاس للأمن.
تأسست الشركة التي يقع مقرها في وادي السيليكون على يد ويليام سانتانا لي، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي، وستايسي دين ستيفنز، كبير مسؤولي العملاء، في 2013، استجابة لحادثة إطلاق النار في ساندي هوك وتفجيرات بوسطن.
قالت “نايت سكوب”: إنه تم تدريب بعض روبوتاتها على اكتشاف الأسلحة والطلقات النارية تلقائيا، وبعضها يسجل الحركة على مستوى العين ويستخدم التعرف على الوجه، بينما يظل البعض الآخر ثابتا ويؤدي دورا في الردع الجسدي.
“إن الروبوتات قادمة. إن هذا يحدث، وهو ليس خيالا علميا”، كما قال لي.
تعتقد إكس1 أن روبوتها من نوع إي في إي، يقدم حلا هو الآخر. قال بورنيش: “إن روبوتاتنا تدخل الآن في مجال الأمن”.
قالت إكس1: إن العملاء الذين يبحثون عن روبوت إي في إي لأغراض أمنية هم أساسا من قطاعي الفضاء والطيران. يتمتع الروبوت بالقدرة على فتح الأبواب -بما فيها أبواب الطوارئ الثقيلة ذات النابض- ويمكنه إجراء الدوريات ذاتيا.
دخلت شركة آفا روبوتكس، التي انفصلت عن آي روبوت، الشركة التي تقف وراء المكنسة الكهربائية ذاتية التحكم رومبا، في شراكة مع شركة جونسون كونترولز لتكنولوجيا البناء لجلب روبوتها الأمني إلى الأسواق.
قال يوسف صالح، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة آفا روبوتكس: “يتم تصميم الروبوتات لدينا لتعزيز المهام المتكررة وأتمتتها، بينما تعالج مشكلة نقص العمالة”. وأضاف أن الروبوتات ستساعد الخبراء أيضا في الوصول إلى المساحات عن بعد.
من جهته، قال ستيف جونز، رئيس مجلس إدارة أكبر مجموعة أمنية خاصة في العالم، ألايد يونيفرسال، ورئيسها التنفيذي: إن التكنولوجيا “ستستمر في التطور خلال الأعوام المقبلة”.
مع ذلك، حذر من أنه رغم كثرة استخدام التكنولوجيا مثل الكاميرات ومعدات المراقبة الأخرى بشكل متكرر بوصفها جزءا من الاستراتيجية الأمنية للمؤسسة، فإن “استخدام الروبوتات ليس شائعا وأنواع الخدمات التي تقدمها محدودة للغاية في الوقت الراهن”.
أما منافستها “جاردا ويرلد” فهي أقل اقتناعا. قال ستيفان كريتييه رئيسها التنفيذي: “إنني لا أرى أن الروبوتات ستحل محل العمال” في المستقبل القريب.
رغم عدم اليقين هذا، فإن التكنولوجيا مستمرة في التطور. في العام الماضي، بلغ إجمالي استثمار رأس المال المغامر العالمي في شركات الروبوتات والطائرات المسيرة التي تركز على الأمن 814 مليون دولار، ارتفاعا من 434 مليون دولار في 2018، وفقا لمجموعة بيتشبوك.
قال أليساندرو مورا، الرئيس التنفيذي لشركة أسينتو الناشئة: إنه يمكن برمجة الروبوتات الأمنية للقيام ببعض أعمال حراس مواقف السيارات، ومراقبة استخدام موقف السيارات وأمنه، مع إصدار تقرير تلقائيا عن ذلك.
تمتلك روبوتات” أسينتو” عجلتين كبيرتين وكاميرا يمكن أن يستخدمها الحراس البشريون في مركز القيادة “لرؤية ما تراه الروبوتات” كما قال مورا.
تتعلم الروبوتات مجموعة من المهام خلال “فترة التعليم”، كالتحقق روتينيا من أن بابا ما مغلق، ويمكنها التحرك ذاتيا إلى الموقع المطلوب وإبلاغ حارس بشري بالنتائج، وفقا لمورا.
أضاف أنه في عصر نقص العمالة، فإن تعيين موظفين “للسير على طول سياج طوال اليوم” ليس له معنى.
لكن مورا قال: إن التكنولوجيا ستعزز العمل البشري ولن تحل محله ببساطة. ووصف الروبوتات التي تعمل إلى جانب البشر بأنها مزيج “يمكن أن يحدث تحولا هائلا في هذه الصناعة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى