مسؤول ملف استضافة مونديال 2034: الضيافة حمض نووي لدى السعوديين… وتنوعنا رائع
أكد حماد البلوي، مسؤول ملف السعودية لاستضافة كأس العالم 2034، أن الضيافة لدى السعوديين هي بمثابة حمض نووي، مشيراً إلى التنوع الرائع الذي تملكه السعودية في مُدنها، موضحاً أن 60 في المائة من سكان العالم يبعدون عن المملكة مسافة ثماني ساعات بالطائرة؛ ما يجعلها فرصة لا مثيل لها لحضور المحفل المرتقب، كاشفاً عشقه لنادي نيوكاسل الإنجليزي الذي بدأ في التسعينات الميلادية.
وتحدث البلوي في حوار خاص لصحيفة «كرونيكل لايف»، وهي صحيفة متخصصة في أخبار نادي نيوكاسل؛ إذ تم اللقاء خلال تواجد البلوي وحضوره لمواجهة الفريق أمام ساوثهامبتون في أغسطس (آب) الماضي، وهي المواجهة التي دشنت مشوار «الماكبايز» في الدوري الإنجليزي.
عند سؤال البلوي عن الترحيب بالناس في السعودية، أوضح: هذه هي هويتنا، نرحب بالناس هذا في حمضنا النووي، في نيوكاسل أيضاً الضيافة لا مثيل لها أشعر بها عندما آتي أنا وعائلتي إلى هنا.
وأضاف: علَّقت زوجتي على ذلك عندما كنا هنا لحضور مباراة ساوثهامبتون، الجميع يسيرون في الشارع ويقولون مرحباً، الأمر مختلف عن الأماكن الأخرى، وفي المملكة العربية السعودية، الحمض النووي مشابه لنيوكاسل، وأكمل: الدفء والضيافة وحب الناس للترحيب بالآخرين، ترى الناس يدعونك لتناول العشاء، وهناك دائماً سباق حول من يريد دفع الفاتورة أولاً من البلد المضيف.
وختم حديثه عن الضيافة والترحيب بالآخرين في السعودية، وقال: هذا لأن الناس في السعودية يحبون استضافة الآخرين، هذا ما يريدون أن يكونوا جزءاً منه، نريد الترحيب بالعالم. نحن نتطلع بشدة إلى عام 2034.
وعن زيارة الناس إلى السعودية، كشف: لا تنتظروا حتى عام 2034 لزيارة المملكة ورؤية ما تقدمه، يمكن للمشجعين القدوم لمشاهدة الرياضة في أي وقت، من المفيد التعرف على بلدنا أولاً.
وأكمل: في عام 2019، فتحت المملكة قلوبها للعالم، وكان ذلك في يوم السياحة العالمي، لطالما كانت المملكة موطناً للكثير من المسافرين، خصوصاً المسلمين الذين يزورون مكة المكرمة والمدينة المنورة لأسباب دينية، موضحاً: لكن تم توسيعه بحيث أصبح بإمكان أشخاص آخرين الذهاب إلى السعودية الآن، نريد استضافة المزيد من المشجعين الرياضيين، نحن فخورون جداً بما مرت به البلاد، انضم إلينا في تحولنا المذهل؛ لأنه ليس أقل من ذلك، كانت السنوات الثماني الماضية لا تصدق مع «رؤية 2030».
وفيما يخص الملف السعودي لاستضافة المونديال، كشف البلوي: «ما سترون في تفاصيل عرضنا هو كيف نحتفل بالتنوع، يتمتع ساحل البحر الأحمر في الغرب بشواطئ نقية وحياة بحرية نحميها، ولدينا موانئ رائعة، وجدة هي بوتقة ثقافية منذ مئات السنين».
وأضاف في الجانب ذاته: «الدرعية، في العاصمة الرياض، هي مسقط رأس الدولة وعاصمتها الأولى ولديها تراث غني، الأحساء لديها واحة من مليون شجرة نخيل، سوف تنبض السعودية بالحياة مع الطعام والترفيه والفنون والموسيقى، ونحن نتطلع إلى مشاركتها مع كل من يزورها».
واستعرض البلوي تاريخ السعودية في كرة القدم عند سؤاله، وقال: «في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، كان هناك استثمار ضخم في اللعبة في السعودية، لقد بدأنا في بناء ملاعب تنافسية لكل من الرياضات المشاركة والمتفرجين، لقد رأينا النتائج، فزنا بكأس آسيا في عام 1986 ووصلنا إلى النهائي في التسعينات، كان أفضل أداء لنا في كأس العالم في عام 1994 عندما تجاوزنا مرحلة المجموعات وسجلنا أحد أكثر الأهداف التي لا تُنسى عندما سجل سعيد العويران هدفاً فردياً رائعاً يعدّ أحد أجمل الأهداف في تاريخ كأس العالم».
وأكمل: «تباطأت الاستثمارات مع بداية الألفية الجديدة، وكذلك أداؤنا على أرض الملعب، فقد غاب المنتخب الوطني عن بطولتي كأس العالم في عامي 2010 و2014. وقد عدنا في عام 2018 وأطلقنا رؤيتنا لعام 2030 التي تدور حول تطوير كل شيء في البلاد، اقتصادياً واجتماعياً، وغير ذلك. ولكن بالنسبة للرياضة، فإن الأمر مهم لأنه من المأمول أن يكون هناك عائد على الاستثمار الذي تم في الثمانينات والتسعينات».
وأضاف: «رأينا بالفعل أن الدوري السعودي للمحترفين يجذب نجوماً كباراً، ونرى دورياً تنافسياً ونجومنا قدموا أداءً جيداً في بطولة أوروبا وكأس العالم مثل رونالدو، وأوضح: لدينا واحد من أفضل اللاعبين في العالم وهو رونالدو الذي استمتع بحياته في المملكة، وكذلك الحال مع جميع النجوم الآخرين، نحن نواصل هذا الاستثمار والخطوة الطبيعية التالية هي استضافة أكبر مهرجان لكرة القدم على الإطلاق في كأس العالم لكرة القدم، نحن شركاء متساوون في مجتمع كرة القدم ولدينا الحق في التمتع وتقديم عرض نعتقد أنه مقنع».
وختم حديثه في الجانب نفسه: «هذا يضع الجماهير في قلب العرض ونحن متحمسون للغاية لمشاركة التفاصيل مع العالم، نحن متحمسون للغاية لمواصلة المحادثة حتى ديسمبر (كانون الأول)، حيث نشعر بالتفاؤل الشديد بأن العالم يرى أن المملكة العربية السعودية شيء رائع لكأس العالم».
وفيما يتعلق بالجماهير، قال مسؤول الملف السعودية لاستضافة مونديال 2034: «كما تعلمون، فإن 60 في المائة من سكان العالم يبعدون عن السعودية مسافة ثماني ساعات بالطائرة، وهذه فرصة لا تصدق. نحن نستضيف كأس العالم في خمس مدن، وهذا يعني أن المشجعين لن يحتاجوا حقاً إلى السفر كثيراً لمتابعة فرقهم».
وأضاف: «سيكون المشجعون قادرين على التجمع ومقابلة مشجعين آخرين هناك… كانت ذكرياتي الأولى في كأس العالم في عام 2006 ومقابلة الإكوادوريين والألمان، وهو أمر سيتمكن المشجعون من الاستمتاع به، خصوصاً أن الاتجاه في استضافة الأحداث الكبرى هو تقسيم الأشياء. ستقام كأس العالم 2030 عبر ثلاث قارات. ستكون هذه عودة إلى كأس عالم أكثر تماسكاً وسلاسة».
وبعيداً عن المونديال، يرتبط حماد البلوي بنادي نيوكاسل الإنجليزي منذ سنوات عدة، وكشف سر ذلك بقوله: «كان والدي يعمل في مجال الطيران؛ ونتيجة لذلك سافرنا أنا وعائلتي حول العالم. لقد قضينا وقتاً طويلاً في آسيا، ووقتاً طويلاً هنا في المملكة المتحدة، وفي الولايات المتحدة. خلال فترة إقامتنا في المملكة المتحدة في أوائل التسعينات، كنا نعيش في لندن، وخلال تلك الفترة أتذكر أن أخي الأكبر كان يأتي للحديث عن ثقافة كرة القدم، كنا صغاراً في ذلك الوقت، لكننا حرصنا على الانغماس في هذه الثقافة. حب كرة القدم والشغف الموجود في هذا الجزء من العالم».
وفي الجانب عينه، أضاف: «هذا سبب ارتباطي بنادي نيوكاسل على وجه التحديد. نحن جميعاً نحب كرة القدم في العائلة، ويمتد هذا إلى ما هو أبعد من ذلك، أبناء العم والأصدقاء وكل شخص في السعودية».
وأوضح: «الجميع في السعودية على اتصال جيد باللعبة ويفهمونها جيداً، وعادة ما يكون لديهم لاعبون وأندية مفضلة في أجزاء مختلفة من العالم. لذا كنت محظوظاً جداً لقضاء بعض الوقت في المملكة المتحدة ومتابعة الفريق الذي أحبه نيوكاسل».
وأكمل عن قصة ارتباطه بنادي نيوكاسل: «ساعدني لاعبون مثل روب لي ودافيد جينولا على الوقوع في حب نيوكاسل، وكان معنا بيتر بيردسلي وتينو أسبريلا، ثم آلن شيرر. كان من الرائع أن أرى هؤلاء الفنانين الرائعين وحتى أولئك الذين لم يشجعوا هذا النادي الرائع، كان هناك الكثير من الآخرين الذين أحبوا نيوكاسل وقدّروا ذلك كمشجع محب لكرة القدم. كان هذا دائماً مصدر فخر كبير بالنسبة لي، أن أربط نفسي بنادٍ يروّج حقاً لنقاء كرة القدم».
وختم قصته مع عشق نيوكاسل: «هذا ما اعتاد النادي على فعله دائماً. ومن الجيد أن نرى في التاريخ الحديث أن هذا النقاء يعود. لقد كان الموسمان الماضيان رائعَين، وأعتقد أن المستقبل يبدو مشرقاً للغاية بالنسبة لنيوكاسل. وهذا بالتأكيد شيء يرمز إليه إعادة القميص الثالث بالشعار القديم والقميص المخصص للاعبين خارج أرضهم من فريق إنترتينرز، إنه يعيد الذكريات إلى الجماهير في جميع أنحاء العالم».
وعن شعوره عندما قرر صندوق الاستثمارات العامة شراء نادي نيوكاسل، قال: «بدأت أسمع كل هذه الشائعات، وكنت أتلقى مكالمات من الإخوة والأصدقاء والعائلة. كنت أرفض تصديقها تقريباً؛ لأنها بدت جيدة جداً لدرجة يصعب تصديقها».
وأكمل: «كان السؤال الذي يُطرح عليّ دائماً منذ الصغر: لماذا يشجع السعوديون نيوكاسل؟ كان هذا سؤالاً جغرافياً صغيراً يعني أنه أصبح منطقياً الآن! لكنني رفضت تصديقه في البداية. لكنني أتذكر اليوم الذي حدث فيه ذلك، وأين كنت، ومع من، وتلقيت مكالمات من أصدقاء وأشخاص التقيتهم ولم أتحدث إليهم منذ 15 عاماً».
واستمر في الحديث: «قال الناس إنهم يتذكرونني مشجعاً لنيوكاسل قبل الاستحواذ وأرادوا تهنئتي لأنهم كانوا يعرفون أن هذا مهم بالنسبة لي. إن رؤية البلد الذي أنتمي إليه جزءاً من النادي الذي أحبه هو حقاً رومانسية كرة القدم».
وعما يريد مشاهدته في نيوكاسل، أوضح: «من وجهة نظري كوني مشجع كرة قدم، أود أن أرى الفريق يفوز باللقب. لقد رأينا في الموسمين الماضيين أن التقدم كان رائعاً للغاية. كنت هناك في نهائي كأس كاراباو وشعرت بالحزن عندما خسرنا كأس الاتحاد الإنجليزي في عامي 1998 و1999. كان لدي الشعور نفسه في عام 2004 عندما خسرنا أمام مرسيليا في نصف نهائي كأس الاتحاد الأوروبي».
وأضاف: «كان ذلك محزناً للغاية، أتذكر أيضاً تكريم آلن شيرر، لقد كان مهماً. لقد مررنا بهذه اللحظات ومن المهم أن نبني عليها ونخلق المزيد. من المهم أن نفوز بالكأس. هذا ما نتطلع إليه كثيراً كجماهير».
وعن مواصلة نمو جماهير نيوكاسل في السعودية، قال: «أعتقد ذلك، لقد كان لدى نيوكاسل قاعدة جماهيرية دولية منذ عقود عدة، موضحاً: أتذكر أنني نشأت وأنا أنظر إلى قائمة أغنى أندية العالم، وكان نيوكاسل دائماً ضمن أفضل 20 نادياً لعقود كثيرة. إنه ليس بالأمر الجديد. لقد كان له دائماً قاعدة جماهيرية دولية لأنه فريد من نوعه. إنه في قلب مدينة تحمل اسم النادي والنادي يحمل اسم المدينة».
وأضاف في حديثه: «إن المشجعين السعوديين يولون ذلك قدراً كبيراً من الاحترام. إنهم يحترمون ما يكنّه مشجعو نيوكاسل تجاه ناديهم. إنهم يحترمون حقيقة أن الملعب يقع في وسط المدينة. إنهم يحترمون الارتباط الروحي العميق بين المشجعين والنادي، وهو الاحترام الذي يتحول الآن إلى المزيد من المتابعين».
ومضى البلوي في السياق ذاته: «هناك المزيد من المشجعين وقواعد المشجعين التي تدعم نيوكاسل. من الرائع أن نرى ذلك في السعودية، لكن أيضاً كوني مشجعاً لنيوكاسل أن نرى نموه في جميع أنحاء العالم. كنا في اليابان وكان من الرائع أن نرى مقاطع الفيديو القادمة من هناك، والتي تتابع النادي وتحبه، مضيفاً: لكن الهدف النهائي هو أن يتمكن نيوكاسل المدعوم من السعودية من اللحاق بليفربول ومانشستر سيتي ومانشستر يونايتد، وهو أمر سيستغرق بعض الوقت. ومن الآن وحتى ذلك الحين، من المهم أن يستمر الفريق في مساره الصاعد، وهو أمر لم يغِب عن حماد وغيره من المشجعين السعوديين».
وفيما يتعلق بطموحات نيوكاسل، قال: «رأينا لسنوات كثيرة لافتة تقول، نحن لا نطالب بفريق يفوز، نحن نطالب بنادٍ يحاول، هذه هي الروح التي سنتمتع بها دائماً. إنها روح هذا الجزء من البلاد، وأكمل: إنها الطبقة العاملة. وهذه هي الثقافة هنا، والحمض النووي للمدينة، وهي شيء سيظل مطلوباً دائماً. يجب أن يكون على المسار الصحيح، فالتقدم والانتصارات سيأتيان، والكؤوس ستأتي، وهذه هي الدورة الطبيعية للتقدم».
وأضاف: «ما نتطلع إليه ونطالب به دائماً هو بذل جهد كبير واهتمام بالنادي. وقد أظهر المُلّاك ذلك في العامين الماضيين. ويبدو الآن أن المستقبل مشرق. أعتقد أن الجميع ينتبهون إلى نيوكاسل الآن، وكل الأندية الكبرى، كما ترى، كونك مشجعاً، أصبح من الصعب أكثر فأكثر شراء لاعبين جدد الآن».
وأوضح: «لا أحد يريد البيع لنيوكاسل، لا أحد من المنافسين يريد أن يرى نيوكاسل يصعد إلى المستوى التالي. لأننا جادون للغاية بشأن هذا الأمر ونحن متحمسون للغاية لذلك. في هذا الموسم، ومع تقييد نيوكاسل من حيث التعاقدات بسبب قواعد PSR، فإن الوصول إلى المركز الأول سيكون صعباً للغاية. ولكن مع وجود كأسين آخرين للعب من أجلهما في شكل كأس الاتحاد الإنجليزي وكأس كاراباو، هناك أمل في إنهاء الجفاف الذي يعود إلى عام 1969».
وختم حديثه المطول مع الصحيفة عن توقعاته للموسم الحالي لنادي نيوكاسل، وقال: «لا بد أن أقول إن الموسم الماضي كان موسماً رائعاً، لقد قدمنا أداءً رائعاً في دوري أبطال أوروبا واليوم الذي تغلبنا فيه على باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا على ملعب سانت جيمس بارك كان يوماً لا يصدق، مضيفاً: لقد كان الأمر أشبه باليوم الذي تغلبنا فيه على برشلونة في عام 1997. لقد خضنا أربع مسابقات في الموسم الماضي على الرغم من الإصابات الكثيرة. ودخل الكثير من اللاعبين مثل لويس مايلي من الأكاديمية. لذا؛ إذا وضعنا كل الأمور في سياقها الصحيح، فإن الموسم الماضي كان موسماً رائعاً في رأيي».
وأضاف: «نحن الآن في حاجة إلى البناء على ذلك، وإذا تمكنا من الحفاظ على فريق قوي فإننا نمتلك أحد أفضل الفرق في الدوري. أعتقد أننا سنكون بالتأكيد ضمن الفرق الستة الأولى. هذا هو التفاؤل الذي أشعر به».
وختم البلوي حديثه: «لكنني أؤمن بذلك أيضاً. الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لي هو الفوز بالكأس. سنحاول مرة أخرى. من المؤسف أننا لم نحقق نتائج جيدة في كأس الاتحاد الإنجليزي على مدار السنوات العشر الماضية أو نحو ذلك. منذ الوصول إلى النهائي في عامي 1998 و1999 لم نحقق نتائج جيدة؛ لذا أعتقد أنني في حاجة إلى مواصلة العمل للفوز بهاتين الكأسين».