الشعر والأدب

لاتنزلق

الكاتب : عبدالله العطيش
ايها المتسلقون على أكتاف الغير. تمهلوا
قال تعالى : (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ).
للإسف هناك نوع من البشر لا يعرفون سوى الكراهية والنميمة في حياتهم، هؤلاء محترفون يظهرون في كل أماكن النجاح ،وأوقات الفوز فقط، ليخطفوا الأضواء من أصحاب الجهد الحقيقيين, والأوضح أنهم يسرقون عناء الغير, فما أصعب الحياة وهؤلاء موجودون بحياتك فهم يتلونون كالحرباء المتلونة بجميع الالوان ويتصفون بكل صفات المكر والخداع، لا يبالون بمشاعر الغير بل يتسلقون على أكتاف القريب قبل البعيد من أجل المصالح الشخصية ليكونوا هم تحت المجهر, فهؤلاء الناس يجيدون الحديث يتظاهرون بالصدق والطيبة والتفاني والإخلاص، ويدعون الفضيلة ويزعمون أنهم من أهل الفضل والتقوى والصلاح، ويزعمون أنهم يقدمون المصلحة العامة على مصالحهم الشخصية، فهم يتظاهرون بما ليس فيهم، ويمتدحون أنفسهم وينسبون لها كل الفضل، ويمجِدونها بأعمال لم يؤدوها ولم يقوموا بها.
لعل هؤلاء يحتاجون لطمة على الوجه ليفيقوا من أوهام النجاح الزائف الذي اتخذوا أكتاف الغير للوصول إلى مطامعهم, وليعلموا هؤلاء أن سرقتك لنجاحات الآخرين ليست نجاحا لك بقدر ما هي فشل لك وسقوط من نظرهم فأنت لن تكون بنظرهم سوى فاشل، في أمانتك وفي عملك. فإذا تحدثت معهم في السياسة مثلاً تظاهروا بأنهم هم من اخترعوا السياسة ،وإن تكلمت عن الأدب قالوا نحن صانعو الأدب ، وإذا تكلمت عن الوطنية قالوا نحن من أوجدها ، وإذا تحدثت عن الأخلاق قالوا نحن أهلها ،إنها مصيبة المصائب وصدقوني حين أقولها بوضوح بأن المتسلقون هؤلاء مساكين, فهم عديمو الإحساس، وعابدي المناصب والاستعراض والشخصنة ، يعبدون البهرجة والمديح ، وهم متقلبو الآراء ، لا يهمهم أي شيء ، يحددون الهدف مسبقاً ، ويسعون لما ليس لهم ، فحقاً هم مساكين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى