
صراع الذات والمجتمع
تهاني المشيخي (صحيفة صدى العرب)
تسيطر علينا احيانا تناقضات كبيرة في الغالب لا معنى لها لكنها تأتي ضمن افكار الإنسان وذاته وتتناول الأحلام والامنيات وتختلف بحسب رغبة الفرد فمثلا ساتزوج او لن اتزوج وسافقد حبيبي او لا سانجح في عملي او ستواجهني تحديات.
هذا الصراع الشديد يولد ضمن منظومة الذات المتعددة الاجتماعية والشخصية التي ترتقي لتقدير الذات واحترامها لعادات وتقاليد وقيم المجتمع وليست كل القيم مرفوضة .
ان احترام الذات اذا كانت موجهة بطريقة غير أخلاقية وغير صحيحة فأنها تودي الى صراعات مجتمعية تجعلك تفقد احترام ذاتك لأنك ربما تضطر للدفاع عنها بالشكل الغير سليم ولا مقبول في وجه المجتمع.
ان التناقضات تجعلك اما راضيا عن ذاتك او غير راضي إذ تولد صراعات اجتماعية تفقدك الكثير من العلاقات وتعيش أشبه بالطائش .
اننا في مجتمع يحاول تكبيلنا ومحاصرتنا بمجموعة من القيود في الغالب تفرز حالة من الصراع الذاتي الغير حميد وقد تؤدي بنا إلى الجنون وربما الميول إلى العصبية أو الالتحاق بصحبة سيئة او الهروب من الواقع والتخلي عن الاسرة والأهل كما يحدث في بعض الدول الغربية.
ان البيئة التي نعيشها ليست بيئتنا وفي زمن ليس بزماننا فهي لاتحترم الانسانية ولا تقدر الاخر فتختلق الاكاذيب وتنال من شرف هذا وذاك وتحاول وضع العراقيل أمام فئة كبيرة من المجتمع خصوصاً الاناث بمبرر ربما تنال من ثقة الفرد بنفسه كان تمنع الشابات من العمل في أقوى مراحلهن بمبرر الخوف من المعاكسات او الخروج للتسوق أَو يكتفون بالتعليم الأساسي دون الجامعي لان البنت أصبحت في مرحلة طيش خصوصا في المجتمعات الغير متحضرة وكل هذا يولد صراع دخل البنات ان أسرهن لا يثقن بهن وبالتالي مع الايام يتحول إلى مرض نفسي كالتوحد والعزلة والتنمر والعداء وما ان تتزوج يتحول منزل زوجها إلى جحيم وكذلك الرجال هناك من يتعرض لمضايقات نفسية وخلافات من قبل الاسرة فيضطر للهرب من ذلك وأحيانا إلى الهاوية، لكنها تظل القسوة تلاحقه حتى وإن تزوج ليعيش خلافات مع أطفاله وزوجته وضعيف الشخصية أمام المجتمع وأسرته.
في ظل هذا أن وضع قواعد للذات بات ضرورة ملحة شريط أن تستند على قواعد علمية تضع في أولوياته الروقي بمجتمعاتنا والتغلب على صراعات الذات طالما ونحن ملتزمون بمجموعة من القيم الصحيحة ورفض كل جوانب الخطأ او الشعور به، فطبيعتنا داخلياً تكون مرتاحة وراضية عند ممارسة الحق وما يرضي ذاتنا وضميرنا وأخلاقنا ونعمل على تحسين بئتنا ومجتمعنا بما يؤدي إلى النجاح والاستقرار النفسي والعاطفي.