
صبا تعانقُ الشُّموس)
مِنْ أَينَ لِلـشِّـعـرِ أَقـلامٌ تُسَطِّـرُهُ
أَو تَستَجيبُ لِمَـا أَرجـوهُ أَقـدارُ
في لَيلةِ العُرسِ جئنا نَحتَفي فَرَحاً
بِمَنْ عَلَى وَعدِها خانَتْني أَشعارُ
عامانُ يا قَلبُ فَيضُ الودِّ يَغمُرَنا
لُطفاً سَخيَّاً وغَيثُ الحُبِّ مِدرارُ
صِبا تَجَلَّتْ عَلَى الأكوانِ مُشرِقَةً
فانقـادَتِ الـيـومَ أَرواحٌ وأَنْـظـارُ
زَهَتْ بِنُورٍ فَـجـاءَ الليلُ مُبْتَسِمـاً
أنتُمْ عَلَى ثَغـرِهِ المَـرسومِ أَنوارُ
يابنُ الأميرِ سَبَقْتَ الوَقْتَ مُتَّخِذا
نَهْـجَ الكِـرامِ ومـا أَضـنـاكَ إيثـارُ
فَقُدتَ رَكباً بِهِ حَقَّقْتَ ما عَجِزَتْ
عَنْهُ النَّوادي وَهُمْ مِنْ قَبْلِنا ساروا
فالحُبُّ يَجمَعُنا والعَزْمُ
يَدفَعُنا
والرُّوحَ فينا لَكَمْ أَحياها إِصرارُ
ما هَمَّـنا حاقِـدٌ أَخفَـىٰ لَنا حَسَداً
ولا نَظَـرنا إلى مَـنْ حَـولِـنـا دارو
خُضنا الصِّعابَ بِصَمتٍ نَحوَ غايِتِنا
سِلاحُـنا بَعدَ رَبِّ العَـرشِ أَفـكارُ
سِرنا إِلى الغايةِ الأَسْمَى نَقودُ خُطَىً
حَتَّى بَلَغْنـا ولَـمْ يُثنينـا إِعصـارُ
في كُلِّ رُكنٍ لَنا كَمْ بَصمَةٍ تَرَكَتْ
خَيرَ انطباعٍ فَـذاقَ الخُسْرَ مَكَّارُ
يا مَنْ أَنَرتُمْ بِهَذا الجَمعِ ساحتَنا
أنتُـمْ رُمـوزٌ وحَولَ الفِكرِ أسوارُ
أَهديتُ حَرفي وَقَلبي نَبضُهُ فَرَحاً
أَبْدَى شُعوري إذا خانَتني أَشعارُ
وَدِدتُّ كُلَّ نُجومَ الكَونِ أَنظَمَـهـا
قالت وما جَدوَى هَذا عندَ مَنْ زارو؟
في مُلتَقَىً يَجمَعُ الأَنوارَ فَأتَلَقَتْ
هَذي الوُجوهُ وكٰلَّ الأرضِ أَقمارُ
عبدالله محمد الأمير
الأحد 1443/3/4هـ