الأخبار المحلية

“روبن هود” تتسلل إلى أوروبا من بوابة لندن .. عامان ثم ستختفي

عندما قام تطبيق تداول الأسهم الأمريكي روبن هود بمحاولته الأولى للانطلاق في المملكة المتحدة عام 2020، ولد قدرا كبيرا من الإثارة – وقائمة انتظار تضم 250 ألف مستخدم محتمل. لكن فشل منصة الشركة الأمريكية لمدة يومين في مارس من ذلك العام وما تلاه من جائحة فيروس كورونا، أجبر الشركة على التخلي عن خططها. ومع ذلك، فقد شرعت الشركة الوسيطة، التي اشتهرت بتقديم التداول دون عمولة في الولايات المتحدة بدورها في هوس أسهم الميم لـ2021، في محاولة جديدة. وقالت إنها ستنطلق في بلد روبن هود الأصلي بحلول نهاية العام.
ومع ذلك، تتوقع شخصيات الصناعة البارزة معركة شاقة لهذه المجموعة الخاصة من الرجال والنساء المرحين. سوق المملكة المتحدة أكثر نضجا مما كانت عليه عندما حاولت شركة روبن هود لأول مرة الانطلاق وتحظر مصدر دخلها الرئيس. كما أنها ستجد نفسها في منافسة مع منافسين مثل شركة فري تريد، التي تقدم تطبيقا لتداول الأسهم في المملكة المتحدة منذ 2018، وشركة ببلك الأمريكية الناشئة، التي أطلقت عملياتها في المملكة المتحدة في يوليو من هذا العام.
لكن يبدو أن فلاد تينيف، الرئيس التنفيذي لشركة روبن هود، لن يتراجع بسهولة عن ذلك. فقد أخبر المستثمرين في مؤتمر عبر الهاتف أن التراخيص الحالية للشركة وشهرة علامتها التجارية القوية سيمكنانها من الإطلاق في المملكة المتحدة.
وقال: “لقد أصبحنا متحمسين أكثر لدفع الابتكار في سوق المملكة المتحدة كما فعلنا في الولايات المتحدة”.
وقد بدأت الشركة، التي رفضت التعليق، بالفعل في تعيين فريق صغير مقره المملكة المتحدة. وعينت رئيسا تنفيذيا لعملياتها في المملكة المتحدة في وقت سابق من هذا العام.
قال دان دوليف، كبير محللي التكنولوجيا المالية في شركة ميزوهو سكيورتيز في نيويورك، إنه يتوقع أن يكون التوسع في المملكة المتحدة “أمرا عظيما” للشركة.
“في أوروبا الغربية، تعد المملكة المتحدة السوق الأكثر شبها بالولايات المتحدة”، بحسب دوليف الذي أشار إلى أن الشركة جذبت أيضا اهتماما عالميا لاستخدامها من قبل المستثمرين الذين يراهنون بشكل كبير على ما يسمى “أسهم الميم” عام 2021.
كانت روبن هود المنصة الرئيسة التي يستخدمها المتداولون الذين رفعوا قيمة بعض أسهم الشركات المملة الناضجة – بما في ذلك شركة جيم ستوب للبيع بالتجزئة – إلى أعلى قيمها منذ أعوام.
قال دوليف: “يعرف الناس ذلك منذ فترة أسهم الميم وهذا تسويق مجاني بالنسبة إليهم”.
ويشارك دان بيباس، رئيس التوسع الدولي في شركة ببلك، المنافسة لشركة روبن هود، وجهة نظر دوليف. وقال إن شركته تنظر إلى المملكة المتحدة كنقطة دخول إلى أوروبا، مع كون التبني الرقمي أعلى منه في أجزاء أخرى من أوروبا الغربية، لكن مع نشاط تداول أسهم خاص أقل بكثير من الولايات المتحدة.
ووفقا لنادي الدول الغنية التابع لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، فإن 11 في المائة فقط من الأسر البريطانية تستثمر بشكل مباشر في الأسهم والأوراق المالية الأخرى. يقارن ذلك بنسبة نحو 40 في المائة في الولايات المتحدة، حيث ساعدت الحيازات واسعة النطاق من خطط التقاعد 401 ألف على ترسيخ ثقافة الاستثمار في التجزئة.
لكن قد يكون التحدي الرئيس الذي يواجه شركة روبن هود هو الازدهار في سوق تمنع آلية التداول التي عززت صعودها في سوقها المحلية. بدلا من فرض رسوم على التداولات، تستفيد شركة روبن هود في الولايات المتحدة من قبول الحسومات مقابل إرسال طلبات العملاء إلى كبار صانعي السوق مثل شركة سيتادل سكيورتيز.
يعد النقاد أن ما يسمى “بالدفع مقابل تدفق الطلب”، تضاربا في المصالح. وقد منعت الجهات التنظيمية في المملكة المتحدة الدفع مقابل تدفق الطلب في 2012، ويقوم الاتحاد الأوروبي بتطبيق حظر مشابه على مراحل.
قال مارتن ساندلر، شريك في شركة المحاماة إيفرشيدز ساذرلاند، إن كبار شركات الوساطة التي لا تتقاضى عمولات في الولايات المتحدة والتي تتوسع في أوروبا سيتعين عليها “إعادة التفكير في نموذج أعمالها” وكيفية الدفع لها.
ومع ذلك، قال جيسون وارنيك، المدير المالي لشركة روبن هود، في مكالمة حديثة مع المحللين إن الوسيط لديه عدد من مصادر الإيرادات التي يمكنه استغلالها في المملكة المتحدة. وشمل ذلك الاستفادة من الفارق بين الفائدة التي كسبتها على الموجودات النقدية للعملاء والفوائد التي دفعتها. كما خططت لتقديم خدمة اشتراك تقدم امتيازات مثل البحث وسعر فائدة أعلى.
وقال: “هناك احتمال أن يكون هذا عملا جيدا على أساس [الوحدة] الاقتصادية دون الدفع مقابل تدفق الطلبات”.
يقدم فرع شركة ببلك في المملكة المتحدة التداول في الأسهم الأمريكية، التي تقول إنها تقدم رسوم تحويل عملة أقل من منافسيها. وتفعل الشركة ذلك جزئيا بسبب قيود الترخيص، التي تتطلب منها توجيه عمليات التداول عن طريق الوساطة الأمريكية الخاصة بها. وتمتلك شركة روبن هود ترخيصا مشابها في المملكة المتحدة.
تم إطلاق لايتيير ومقرها إستونيا في المملكة المتحدة وكثير من الدول الأوروبية الأخرى في 2021 مع عرض أساسي مشابه لعرض شركة ببلك. وفي الآونة الأخيرة، قامت بتوسيع نطاق عرضها ليشمل الصناديق المتداولة في البورصة والتي تتتبع مؤشرات الأسهم لجذب المستثمرين على المدى الطويل.
وقال مارتن سوك، رئيس شركة لايتيير: “لقد أطلقنا منتجنا الأول وكان ذلك الأسهم الأمريكية فقط، ثم تدرك أنه منتج ضعيف لأنه ليس لديك صناديق متداولة في البورصة”.
ومع ذلك، كانت السوق تمثل تحديا بالنسبة إلى الوسطاء على جانبي الأطلسي. حيث انخفضت أحجام التداول مع عودة العملاء إلى العمل في مكاتبهم بعد وجودهم في منازلهم خلال جائحة فيروس كورونا. كما تعرض النشاط للركود بسبب ضعف أداء أسعار الأسهم. وخسر مؤشر إس أند بي 500 الرائد نحو خمس قيمته عام 2022، وهو أسوأ أداء له منذ الأزمة المالية في 2008.
وقالت بيلا كاريداد-فيريرا، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة فندسكيب الاستشارية، إن المضي قدما كان “صعبا حقا”، مضيفة “أولئك الذين سينجون هم الذين لديهم آباء كبار”.
وأضافت كاريداد-فيريرا أن كثيرا من المنصات كانت تظهر عليها علامات الإجهاد وتوقعت إما إغلاق كثير منها أو الاستحواذ عليها العام المقبل.
يقوم فريتريد، أكبر تطبيق منافس في المملكة المتحدة، الذي لديه أكثر من مليون عميل، بتقليص مساحة مكاتبه هذا العام في محاولة لخفض التكاليف.
قال آدم دودز، الرئيس التنفيذي للشركة: “إن مزاج الشركة الآن هو التحكم في مصيرك – لا تحتاج إلى جولات تمويل إضافية للبقاء على قيد الحياة”.
وقد سبق أن واجهت شركة روبن هود تحديات مشابهة في سوقها المحلية. حيث بلغ سعر سهم الشركة ذروته عند 70.39 دولار بعد فترة وجيزة من طرحها قبل عامين. وقد انخفض منذ ذلك الحين بأكثر من أربعة أخماس، حيث انخفض عدد المستخدمين النشطين شهريا للمنصة إلى النصف تقريبا.
ورغم ذلك، ارتفعت الأسهم أكثر من 39 في المائة بين الأول من يناير والأول من سبتمبر من هذا العام. لقد تفوق السهم على السوق الأوسع حيث قدم تينيف وفريقه ميزات تشمل عرض مدخرات التقاعد. وأعلنت الشركة صافي دخل إيجابي لأول مرة في الأشهر الثلاثة حتى يونيو.
وقال ديفين رايان، محلل شركة جيه إم بي سكيورتيز، بعد أن أعلنت شركة روبن هود أرباحها في أغسطس: “نشعر بتحسن طفيف بشأن التوقعات في المدى القريب والمتوسط”.
وأشار إلى النمو في المبادرات الجديدة بما في ذلك إقراض الأسهم والتقاعد إضافة إلى خططها للتوسع الدولي.
أما كاريداد – فيريرا فكانت أكثر تشككا. وقالت عن سوق المملكة المتحدة: “أعطي شركة روبن هود عامين أو ثلاثة أعوام، ثم ستختفي مرة أخرى. الافتراض هو أن الناس متعطشون للاستثمار. لكن كثيرا من الناس يخشون الاستثمار”.
مع ذلك، فإن دودز من شركة فريتريد، واثق من أن سوق المملكة المتحدة يمكن أن تحتضن تطبيقات تداول الأسهم، رغم البيئة الصعبة – عبر شركته على الأقل.
وقال دودز: “هناك كثير من الأشخاص الذين ما زالوا غير معتادين على الاستثمار كعادة منتظمة ونأمل أن يكونوا من عملائنا. لا يزال الوقت مبكرا لأن تصبح الصناعة بمنزلة توقع ثقافي، كما هي الحالة تقريبا في الولايات المتحدة”.

crossorigin="anonymous">

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى