الأخبار المحلية

رغم التحذير الصيني .. الاتحاد الأوروبي يصر على التحقيق في دعم السيارات الكهربائية

أكد الاتحاد الأوروبي استعداده لأي رد فعل صيني غداة تحذير بكين من أن التحقيق الذي تجريه بروكسل في الدعم الحكومي الصيني للسيارات الكهربائية سيضر بالعلاقات التجارية بينهما.
وجاء التحذير الصيني بعدما أعلنت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية، بضغط من فرنسا، فتح تحقيق في الدعم الصيني للسيارات الكهربائية، في خطوة رحبت بها الشركات المصنعة في الاتحاد الأوروبي التي تندد بمنافسة غير عادلة.
وقالت فون دير لاين “الأسواق العالمية مليئة بالسيارات الكهربائية الصينية الرخيصة التي يتم إبقاء أسعارها منخفضة بشكل مصطنع بفضل إعانات عامة ضخمة”.
ويحتمل أن يشهد التحقيق محاولة الاتحاد الأوروبي فرض إجراءات لحماية الشركات من خلال فرض رسوم جمركية على السيارات، التي يعتقد أنها تباع بأسعار مخفضة ما يؤثر في المنافسة العادلة في السوق.
وكانت وزارة التجارة الصينية وصفت في بيان التحقيق أنه “تدبير حمائي صريح من شأنه أن يعطل بشكل حاد سلسلة التوريد العالمية لصناعة السيارات، بما في ذلك في الاتحاد الأوروبي”.
وتشكل التجارة مع الصين نحو 2.5 في المائة من إجمالي الناتج المحلي لمنطقة اليورو.
ولم يبد مفوض الاقتصاد في الاتحاد الأوروبي باولو جينتيلوني انزعاجه من التحذير عندما سئل عما إذا كان اقتصاد منطقة اليورو يمكنه الصمود إذا فرض الاتحاد الأوروبي أي رسوم جديدة.
وقال في تصريحات قبيل اجتماع لوزراء مال منطقة اليورو في إسبانيا إنه لا يشعر بالقلق، “لكن علينا أن نتعامل مع هذا الأمر بجدية شديدة”، مشيرا إلى أنه “لا سبب محدد لرد فعل من الصين، ولكنه محتمل دائما”.
ويأتي التحقيق بعد أن دفعت فرنسا بروكسل إلى اتخاذ إجراءات أقوى للدفاع عن الصناعة الأوروبية ضد التهديدات المتزايدة من الصين والولايات المتحدة.
وقال برونو لومير وزير المال الفرنسي “لقد تم اتخاذ هذا القرار لحماية مصالح الصناعــة الأوروبية ومصالح جميع الشركات الخاصة”، نافيا أن يكون هذا الإجراء”ضد الصين .. فالصين شريك اقتصادي مهم لأوروبا”.
من جهتها، أيدت ألمانيا، التي تضم مجموعة من كبرى شركات صناعة السيارات في العالم، التحقيق رغم ما لديها من مخاوف حيال ذلك.
وقال كريستيان ليندنر وزير المال الألماني “إذا كانت هناك مخاوف من أن يكون التحقيق غير عادل، فيجب النظر فيه”، مشيرا إلى أن “التجارة العالمية مبنية على قواعد تطبق أيضا على السيارات الكهربائية”.
واعترف جنتيلوني بأن مستوى التجارة مع الصين “متباين بين الدول الأعضاء”.
وتعد الصين أكبر سوق عالمية لكبرى ماركات السيارات الألمانية مثل فولكسفاجن وأودي ومرسيدس وبي إم دبليو، كما تعد الوجهة الرئيسة لكبرى شركات السلع الفاخرة الفرنسية مثل كيرنج وهيرميس.
إلى ذلك، أصرت نادية كالفينو وزيرة الاقتصاد الإسبانية على أن الاتحاد الأوروبي هو “قوة تجارية عالمية عظمى”، وأيدت بشدة الإجراء بحق الصين.
ويعتقد الخبراء أن السيارات الصينية تتفوق على المنافسين الأوروبيين بنحو 20 في المائة، وتعتقد بروكسل أن هذا قد يكون بسبب ممارسات غير قانونية، لكن بكين تؤكد أن صناعتها تجني فوائد الاستثمار.
والخميس حثت الصين “الاتحاد الأوروبي .. على الحوار والتشاور مع الجانب الصيني، وإشاعة مناخ عادل غير تمييزي للسوق من أجل التطوير المشترك لصناعة السيارات الكهربائية بين الصين والاتحاد الأوروبي”.

crossorigin="anonymous">

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى