الأخبار المحلية

رسالة من حفل تخرج أبناءنا بـــ متوسطة الحسن بن سفيان

 

الكاتب : عبدالله العطيش

التضحيات كثيرة ولكن هناك تضحيات لا تقدر بأي ثمن فمن الممكن ان تضحي من أجل شخص وتجده ينتظر منك رد ما صنعته وعلى النقيض تماماً تضحية الوالد أو الأب من أجل أبنائه فهو بعمله من أجلهم لا ينتظر شيء ولا يتمنى شيء غير أنهم يكونوا بأحسن حال وكثير من الآباء يتحملون الألم بل ويصل بالآباء أنهم يتحملون الكلمات التي تهين آدامياتهم ليس من أجله بل من أجلك انت ( الأبناء ). فالأباء مندفعون بصفة تلقائية إلى تقديم كل أصناف الرعاية للأبناء لدرجة قد تصل إلى حرمان أنفسهم من أجل صغارهم, وقد يعلم أو لا يعلم كثير من الأبناء أن خروج الأب للعمل منذ الصباح وحتى المساء, ليواجه صنوفاً من المعاناة الجسدية والنفسية من أجل مستقبل أبنائه. فالتضحية صفة وسمة أساسية وغريزة لدى الأب والأم كي يوفروا الحياة الكريمة لهم.

تلقيت دعوة لحضور حفل تخرج أبنائنا مع نهاية العام الدرسي بمتوسطة الحسن بن سفيان, وتكريم المتفوقين مع حضور الكادر التعليمي وحضور أولياء الأمور للطلاب وحضور قائد المدرسة ومديرها الأستاذ ” أحمد المزيني ” الرجل الخلوق والشخصية التي تفرض على من يتعامل معها الأحترام والتقدير والذي ألقى كلمة أثناء الحفل شاكراً أولياء الأمور والمعلمين والطلاب متمنياً لهم مستقبل مشرق في أستكمال حياتهم الدراسية, وقد كان لي الشرف أن ألقي كلمة صغيرة وكانت كلمتي عن الطلاب وحثهم على التفوق العلمي لما يعود بالنفع بالتأكيد على مستقبلهم ومستقبل الوطن على حد سواء, ايماناً مني بأن تخريج جيل من النشء محمل بسلاح العلم يعود بالتأكيد على الوطن و يساهم بتقدمه, وقبل الحفل دار تحدثت مع الكثير من أولياء الأمور وأستمعت اليهم ورأيت أنهم ضحوا بالكثير من أجل أبنائهم وسعادتهم ومستقبلهم لذا قررت تغير مسار كلمتي تماماً وتوجيهها لأبنائنا من الطلاب الخريجيين وشرح المعاناة التي يواجهها الآباء من أجلهم.

وكلمتي لأبنائنا من الطلاب ونصيحتي لهم أن الأبوين ينفقان كل ما أمامهم وخلفهم من أجل رفاهيتكم بالمقابل يبخلون على انفسهم بحجة أن أبنائهم أولى بكل هذه الماديات, فما أن يطلبوا شيء إلا ويقوموا بتلبيته, فرفقاً بالآباء يا أبنائي الطلاب فوالدك لا يملك عصى سحرية بل ينحت بالصخر كي يحقق لك كل ما تتمناه, ودورك أيها الطالب أن تجتهد من أجل اسعادهم في دراستك, أن يراك أبويك على قدر المسؤولية, وتأكد يا أبني أن أبويك لا يريدون منك شيء ولا يتمنن شيء غير أن تكون سعيد ناجح متفوق, هذا ما يسعدهم حقاً.

ان ما أردت قوله أن الأم هي الرمز الخالد للعطف والحنان والأكثر شهرة في العطف على الأبناء, لذا يجب أن لا ننسى أبداً تضحيات الأب في سبيل مستقبل أبناءه فرفقاً بالآباء فهم يواجهون عالم آخر من التضحيات من أجل أبنائهم وستعي ذلك جيداً بالمستقبل حين تصبح أب ولديك أسرة تخاف عليها ستعي أن والدك قدم كل شيء لك ما أستطاع. حفظ الله ابنائنا مستقبل وطننا , وحفظ الله المملكة وشعبها.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى