الأخبار المحلية

رسالة للخائفين من الفقر

الكاتب : عبدالله العطيش
قال تعالى ” وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ * اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ” العنكبوت
أتعجب من النفوس التي تتعب وتشقى بل وتضعف الأجساد من هم الرزق في المستقبل، أتعجب من الإنسان الذي يجلد في ذاته ويعذب نفسه ويشقيها ذلك باتخاذ دور ليس دوره فالمقدر والخالق والرازق هو الله وحده الذي تكفل بالرزق لعباده. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا)، وللأسف فما أكثر الذين تغيرت قلوبهم فأصبحوا يتوكلون ويؤملون في دنياهم وأرزاقهم على خلق مثلهم، ونسوا الخلاّق الرزاق مدبر الأمور ومصرّف الدهور سبحانه.
لا أحد منا يعلم ما يحمله الغيب له، إنه مجهول، غير معلوم، لا يمكن لنا الإطلاع عليه، و الحقيقة الواضحة أن الواقع يتغير، ولا يدوم إلا الله عز وجل، فالأخذ بالأسباب والسعي الجاد للتطور نحو الأفضل والاجتهاد هم الأساس وبعد ذلك تنتظر لأنه ليس للإنسان إلا ما سعى. فالإيمان باسم الله الرزاق, سيحل الكثير من المشاكل كالقلق والخوف من المستقبل والجرأة على أكل الحرام والحسد واستحلال الربا وتبرير الرشوة والسرقة من أجل المال أي كان مصدره.
يخرج الإنسان من منزله صباحاً كي يوفر المال لنفسه وعياله، فالإنسان يفكر في احتياجات أسرته من مأكل ومشرب ومسكن، يفكر في أولاده في دروسهم في ملابسهم في طعامهم وشرابهم، ويستمر هذا التفكير حتى يكبر أولاده فيفكر في تجهيزهم وفي إعدادهم لمرحلة أخرى هي مرحلة الزواج، هذه هي قضية الرزق في حياة كثير من الناس، إلا أن البعض يفهم قضية الرزق فهما خاطئا، وموهوم من يعيش ليل نهار في حالة من القلق والخوف على الرزق، وهذه الأمور تخالف وتناقض صدق الاعتقاد والإيمان بأن الله تعالى هو الرزاق لا غيره. فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مَسْعود قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ ” إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ يَكُونُ فِي ذَلِكَ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَكُونُ فِي ذَلِكَ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يُرْسَلُ الْمَلَكُ فَيَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ وَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ بِكَتْبِ رِزْقِهِ وَأَجَلِهِ وَعَمَلِهِ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيد” صحيح البخاري.
الرزق بيد الله ولا أحد يتوفى قبل استكمال رزقه وما الحياة إلا أسباب الرزق .فأسعي وتوكل علي الله حق توكله ولا تفكر بالمستقبل فهو في علم الله فكثرة التفكير في المستقبل وتصوير سيناريو الفقر والفقد هو مما يجعل الخوف دائم وملتصق بك. حفظ الله المملكة وشعبها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى