
دور الأسرة في محاربة المخدرات
د.هشام بن عبدالكريم المشيقح
إن دور الأسرة الأساسي يتمثل فـي ضـمان التربيـة السـليمة للطفـل مـن جميـع النـواحي الجسـمية،الفكريـة، النفسـية،الدينيـة،والسـلوكية، حتـى ينشـأ نشـأة سـوية واعـداده ليكـون عنصـراً فـاعلاً فـي مجتمعـه،فالتربيـة التـي يمنحها الوالدان تشكل أول خط دفاعي وأول حصانة ضـد الآفـات الاجتماعيـة التـي سيواجهها الطفـل فـي حياتـه اليومية خارج البيت،كما أن الأسرة من خـلال حمايـة أفـراد الأسـرة تـدفع عـنهم كـل خطـر يهــدد حيـاتهم،سـواء مـن التصـرفات غير الاجتماعية أو غير ذلك، وحماية الأفراد من خطر تعـاطي المخـدرات إنمـا يـتم للأسـرة مـن خـلال حـديث الأب مـع أبنائـه وتبصــيرهم بهــذا الخطـر الـداهم،وجـذب انتبـاههم لمواجهـة هـذه المشـكلة المجتمعيـة الخطيــرة بإمـدادهم بـبعض الكتـب والمنشـورات التـي تحـثهم علـى تكـوين اتجاهـات سـالبة نحــو المخـدرات والعقـاقير.
لذا على الأسرة يقع دور توعية الأبناء ورقابتهم وتهيئة الجو المستمر لهم حتى يتم تجنيبهم من شتي أشكال وانواع المخاطر،ولأن الأب والأم هما قدوة لأبنائهما،حتى لو لم يفعلوا ذلك عمداً.
إن الأبناء يتحركون ويتكلمون كما يتحرك آباؤهم ويتكلمون، ولذا يمكن استخدام هذه الظاهرة في وقاية أبنائهم من خطر تعاطي الخمور والمخدرات؛فمن خلال تحلي الأم والأب بالخلق والتدين السليم فإنهم يحفظون أبناءهم من السلوك المنحرف ومن تعاطي المخدرات. ولوقاية الأسرة من الوقوع في الإدمان والحفاظ على الأبناء من الوقوع في شباك وعبودية المخدرات،أن تعود أبناءها على حضور الصلاة في جماعة المسـجد دائماً من خلال ترغيب وترهيب جيد، حتى يمكن لها أن تقييهم من الانزلاق إلـى الرذيلة والاستجابة لدعاة الشر والفساد من رواد تعاطي المخدرات،كما يجب عليها أيضاً أن تقوي صلة الأبناء بالله والتقرب إليـه لمـلء الفـراغ الروحي لديهم،وإما أن يكون ذلك بوجود القدوة الصالحة وأسلوب التربية الرشيد،والحرص على الالتحاق بحلقات القرآن الكريم فهي الأمان من الانحراف وراء كل ما هو مضر ومفسد.
وهناك بعض النقاط التي يجب أن تتبعها الأسرة للمحافظة على أبنائهم من خطر المخدرات،وهي:
1- اتباع أسلوب التوازن التربوي للأبناء فلا يكون هدفنا هو القسو عليهم ولا نقدم لهم التدليل بشكل كبير فنكون بذلك في إفساد أبنائنا وربما نكون نحن من مهدنا لهم الطريق إلى وقوعهم في طريق الإدمان.
2- الحذر من التمييز بين الأبناء أو المقارنة بينهم وتفضيل أحدهم على الآخر.
3- العمل على تنمية روح الحوار بين الآباء والأبناء، والتعود على طرح المشاكل الشخصية في محيط الأسرة.
4-التعود على حسن الاستماع والإصغاء إلى الأبناء وخاصة في مرحلة المراهقة.
5-التدقيق في اختيار الأصدقاء من الجيران ومن الأقارب.
6-أن تعود الأسرة أبناءها على استثمار وقت الفراغ في عمل مفيد.
7-أن تنمي الأسرة جانب الصدق مع الأبناء والتحذير من الكـذب وعواقبـه الوخيمة.
8- على الأسـرة أن تسـتقدم للأبنـاء وسـائل تـرويح مفيـدة، وكـذلك اقتيـادهم لكل ماهو مفيد مع المراقبة.
9- ألا تتمادى الأسرة في خروج الأم للعمل خارج المنـزل إلا فـي حـالات الضرورة القصوى،كفقد العائل مثلاً.