الأخبار المحلية

جودة الحياة وتمكين القطاع الخاص أبرز ملامح مابعد التطوير العقاري

 

الدمام – فتحيه عبدالله

تتكون عملية التطوير العقاري من سلسلة من المراحل المتلاحقة، والتي تؤدي كل منها إلى الأخرى، حيث تبدأ من مجرد فكرة تتبعها خطوات عملية لا تنتهي إلى تسليم وحدة عقارية إلى المشتري، بل تستمر إلى الحرص على تحقيق أكبر قدر من متطلبات الرفاهية وجودة الحياة.
ويرى خبراء الاقتصاد أن التطوير العقاري يمثل أحد الأضلاع الثلاثة للصناعة العقارية، التي أصبحت تحتل مكانة هامة وسط مختلف الصناعات والأنشطة الاقتصادية، والتي تمثل جزءا مهم من الدخل القومي للدول بصفة عامة. وتتمثل الأضلاع الثلاثة المكونة للصناعة العقارية في: السوق العقاري، وسوق الأصول وعملية التطوير.
ولا يتوقف دور المطورين العقاريين في الاستراتيجيات الحديثة على زيادة المعروض العقاري وخلق مجتمعات عمرانية ومتطورة فقط. أولت خطط تنمية القطاع الإسكاني اهتماما كبيرا لمرحلة ما بعد التطوير العقاري، كجزء رئيس من خطوات تحقيق نهضة عمرانية شاملة.

نحو استثمار عقاري كفؤ

يُنظر إلى التطوير العقاري على أنه حجر الأساس في أي استثمار عقاري ناجح، الذي يلعب دورا كبيرا في تحقيق التنمية الاقتصادية من خلال مساهمته الفعالة في اجمالي الناتج المحلي. كما يرتبط بالاستثمار العقاري الكثير من القطاعات الاقتصادية الاخرى سواءً كانت تجارية او صناعية او خدمية او زراعية.
ولم تكن المملكة بمنأى عن هذه الاستراتيجيات عندما قررت تعزيز الاستثمار العقاري، ضمن خططها لدعم مستهدفات رؤية 2030 الرامية إلى رفع تملك المواطنين للسكن إلى 70 % بحلول عام 2030.
تركز فلسفة الشركة الوطنية للإسكان على ما يمكن أن يُطلق عليه “روح العقار”، بتطوير فاعلية منظومة العرض العقاري وتعزيز إنتاجيتها وتطوير كفاءة مخرجاتها ما بعد مرحلة التطوير العقاري؛ لخلق قيمة مضافة للوحدات السكنية، مما يعزز من إيجاد تجمعات عمرانية نابضة بالحياة ومفعمة بالتفاعل الاجتماعي.

مشروعات تعزز جودة الحياة

عندما أطلقت المملكة برنامج جودة الحياة، كان الهدف الرئيس هو تحسين جودة حياة سكان وزوّار المملكة، عبر بناء وتطوير البيئة اللازمة لاستحداث خيارات أكثر حيوية تعزز من أنماط الحياة الإيجابية، وتزيد تفاعل المواطنين والمقيمين مع المجتمع.
ويمكن القول إن البرنامج تناسب مع استراتيجية NHC الوطنية للإسكان لمرحلة ما بعد التطوير العقاري، فقد واصلت الشركة ريادتها في مشروعات التطوير العقاري لخلق تجمعات عمرانية نابضة بالحياة، وهو ما أفرز 12 مشروعا هي: ضاحية الجوان، والفرسان، وقيران 235، ومرسية، وديراب، والدمام، وخيالا، وصفوة، وبوابة مكة، وشرق البحيرات، وأبيار علي، والورود.

تمكين القطاع الخاص

يعد تمكين القطاع الخاص من أبرز ملامح مرحلة ما بعد التطوير العقاري ، من أجل إنشاء وبناء العقارات المختلفة لتلبية رغبة العملاء وحاجات السوق. تُعقد الشراكات الحيوية مع القطاع الخاص لتوفير حلول ومنتجات سكنية تتوافق مع احتياجات المواطنين بأسعار تنافسية مدعومة.
ويأتي الاهتمام بالقطاع الخاص ضمن قناعة راسخة لدى NHC الوطنية للإسكان بأن العمل الجماعي هو أساس النجاح. فكما تقود الشركة وتبتكر، فإنها تصنع الفرص وتعزز الشراكات وتجمع الفاعلين في منظومة واحدة تتنوع بين التمويل والتطوير وصناعة المحتوى وغيرها من الأعمال.
وضمن جهودها لإقامة شراكة حيوية مع القطاع الخاص، أنجزت NHC الوطنية للإسكان خلال العام 2021، أكثر من 140 مشروع بأكثر من 115 ألف وحدة سكنية في 19 مدينة. وبلغ إجمالي قيمة المشروعات مع القطاع الخاص أكثر من 53 مليار ريال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى