ثرثرة نساء
تهاني المشيخي
اصبحت الثرثرة في مجالسَ النساء جزء من الشخصية التي تهدف للفت الانتباه وعرض الملابس والحلى لدي الكثير منهن ممن يفضلن التعالي والكبرياء ومحاولة الظهور بافضلية على قريناتهن الحاضرات في الاعراس والحفلات الاجتماعية والمجالس. .
لم نعد نستطيع أن نتصور وجود طعام بلا ملح، وكذلك النساء لا نستطيع أن نتصورهن يتخلين عن الكلام الذي يتطور إلى ثرثرة عند الكثيرات منهن ولم يفهمن ان الكلام السليم يكون في دلالته وليس بكثرته، وأن اختصار الكلام ذي المعنى والمعبر بصدق عما يجول في النفس دليل على رجاحة العقل ونضج الفكر ورصانة النفس من كل لغو وثرثرة.
لقد ارتبطت الثرثرة بالمرأة وبعضها يكون له ارتباط تقليدي ينتقل من الأم إلى ابنتها لتصبح على شاكلتها في أكثر الأحيان مع ان سلبياته اكثر من فائدتها المتمثلة بتفريغ الطاقات والإحباطات المكبوته والمختفية بداخلهن.
وتحاول المرأة ان تجعل من الثرثرة لذات للحياة بتناول أحاديث بعضها ذات أثر ديني كالنميمة وغيرها، فيما تستغلها الكثير من النساء لإظهار أهميتهن ولفت الانتباه، فبطبيعتهن ثرثارات، وتزداد الأمور تعقيدا أو وضوحا حين تجتمع امرأة مع امرأة أخرى تحمل نفس الميول والطاقة للثرثرة ، هنا يبدأ الهمس المشترك بينهما فتبدآن مباراة في الثرثرة والقلقة.
ويرى اطباء علم النفس ان النساء الثرثارات يعانين من خلل في علاقاتهن الزوجية والرغبة بالتدخل في شؤون الأسر الاخري والأضرار بهم ، فعلى المستوي الشخصي تسيء لشخصها، وتجعل الآخريات ينفرن منها، وعلى المستوى الأسري قد تقود إلى مشاكل تقوض بنيان الأسرة خصوصاً إذا تطرقت الثرثرة إلى أمور حميمة شخصية قد تكشف أو تهتك سر الأسرة، كأن تذكر المرأة أسرارا خاصة عن زوجها أو أختها أو جيرانها، وقد ينتقل الأمر إلى هؤلاء الذين أفشت أسرارهم، فيؤدي ذلك للعديد من المشاكل.
ان للثرثرة أضرارا جمة على الاسرة والمجتمع فهي تخرق أسرار بطريقة غير مقصودة وتفرز خلافات وعدوات وأحيانا تؤدي للاقتتال بين أفراد الأسرة الواحدة او القطعه والتفكك الأسرى هذا خطر كبير ينبغي التنبيه منه والعمل على محاربة هذه الظاهرة السيئة التي تسلكها بعض النساء والتي تبدأ بالاستعرض لتتحول إلى فتنة لا نهاية لها.
