تجربة ابو كرش
بقلم / خالد النويس
جمعتني الصدفة بأحد الأصدقاء بعد انقطاع سنوات وقد تغير شكله وتأنق هندامه (وكبر كرشه) ، فسألته عن سر هذا التغير الجميل لاسيما أنه متوسط الحال والدخل كحالتي فهل للتجارة أو الورث أو وظيفة كبرى دخل أم ماذا ؟ فبادرني قائلا : اذكر الله أول شي ( خايف أصكه بعين ) ، ثانيا كل ماتراه ولله الحمد هذا من فضل ربي علي ، فأنا مازلت صديقك الذي تعرفه سابقا لم أدخل في مجال تجارة ولم أحصل على ورث ومازلت في وظيفتي التي تعرفها ، وكل السر هو أنني اتبعت نهجا في الحياة مختلف عما كنت عليه في السابق ، فأنا كما تعرف كنت سريع الانفعال وقليل الابتسامة ومتجهم الوجه وكثير الشكوى من الأمور المحيطة في الحياة ، فجلست مع نفسي عدة مرات وسألتها مالفائدة من هذه المشاعر السلبية التي أحملها في داخلي ولماذا لم أستطع تغيير السلبيات الموجودة التي أشتكي من مشاهدتها في الناس أو في الخدمات ولماذا ولماذا ولماذا ؟ حتى وصلت إلى اقتناع تام أن كل ذلك لن يغير من الكون شيئا ولن يصلح السلوكيات الخاطئة ولن يزيدني إلا هما وتفكيرا وقلقا ، فلماذا لا أشتري راحة بالي وصفاء حياتي والمحافظة على صحتي ؟ فاتخذت قرارا لارجعة فيه بأن اتجنب التذمر والشكوى وأبتعد عن العقليات السلبية حتى ولو كان ذلك على حساب انعزالي ووحدتي مادام فيها خير لي وراحة ، وهذا ما تم بالفعل وكما ترى هذه بعض النتائج التي استفدتها ، صحة في البدن وابتسامة على الوجه وراحة من الهم .
ربع ساعة تقريبا مع صديقي (ابو كرش) اختصرت كثيرا مما يقدم في الدورات التدريبية حول كيفية التعامل مع المشاكل من حولنا وكيف أن الحل سهل جدا وفي استطاعة الأغلبية منا تطبيقه بشكل تدريجي في حياتنا اليومية ، وهذا لايعني أنه دعوة إلى الإنطواء والعزلة عن المحيطين بنا وعدم الاكتراث بأي مشكلة تواجهنا ، ولكن يجب علينا تقنين اختياراتنا من الأصدقاء الذين نلتمس فيهم الخير والمساعدة والنصح ، وأن نتجنب توافه الأمور التي نضخمها ونصنع منها مشكلات كبيرة ونشغل بها تفكيرنا وعقلنا ونرهق صحتنا .
الخاتمة :
اعتزل مايؤذيك