الوفرة والجودة في عسير.. أزهار “السدر” الموسمية تعزّز القيمة السوقية للعسل المحلي
بدأت أسواق ومحالّ بيع العسل البلدي في منطقة عسير وبعض مدن ومحافظات المملكة في استقبال أولى شحنات عسل السدر عالي الجودة الذي تنتجه خلايا النحل في تهامة عسير بعد استخلاصه من أزهار أشجار السدر.
وأسهمت الأمطار الغزيرة التي شهدتها تهامة عسير وسهولها الساحلية خلال أشهر أغسطس وسبتمبر وأكتوبر من هذا العام 2024، في أزهار أشجار السدر المتناثرة على جنبات الأودية وعلى حواف المزارع، بكثافة عالية؛ ممّا منح عاملات النحل فرصة كبيرة لامتصاص كميات كبيرة من الرحيق الذي ستحوله لاحقًا إلى عسل طبيعي ذي فوائد صحية وغذائية؛ وذلك من خلال عمليات حيوية تبدأ من لحظة وقوع النحلة على الزهرة، ثم استخراج الرحيق بلسانها الذي يتّخذ شكل الأنبوب، وتخزينه في حوصلة داخل البطن، وخلالها تخلط الرحيق بأنزيمات خاصة، ثم تضعه في القرص الشمعي.
وفي هذا السياق أشار الدكتور إبراهيم العريفي الباحث في مجال العسل، إلى أنّ العسل يختلف في إنتاجه من بلد لآخر ومن غذاء لآخر وتعدد مصادر غذائه، وقد يصنع النحل كيلو عسل واحدًا من 160 ألف زهرة تقريبًا، مبينًا أن شجر السدر يتميّز بأزهار صغيرة الحجم ذات لون أصفر مائل إلى الأخضر، غير واضحة المعالم، ولون الثمار أصفر أو أخضر أو بني أو أسود، ومن أبرز فصائله العاسلة “السدر العناب”، وهو المنتشر في الجزيرة العربية.
بدوره أكّد خبير تربية النحل وإنتاج العسل إبراهيم علي آل خلبان، أن موسم جني عسل السدر لهذا العام، الذي بدأ من حوالي أسبوعين، تميّز بوفرة الإنتاج والجودة العالية التي عرُف بها عسل السدر المنتج في تهامة عسير؛ حيث تشهد الأسواق حاليًّا حركة بيع وشراء نشطة تراوح خلالها سعر الكيلو الواحد من العسل ما بين 350 إلى 500 ريال.
ويتميّز السدر البري بجودة وندرة العسل الذي ينتجه النحل من أزهاره؛ حيث يحرص مربّو النحل على التنقل بخلاياهم من موقع إلى آخر تبعًا لفصول السنة، وتعتبر سهول تهامة عسير المكان المفضل للنحالين في فصل الشتاء؛ نظرًا لاعتدال الطقس وزيادة معدل هطول الأمطار التي تسهم في إزهار أشجار “السدر” و”الضهيان” و”السيال”، وهي من الأشجار المفضلة لإنتاج أجود أنواع العسل.
ومن أبرز فوائد عسل السدر أنه يعمل مكملًا غذائيًّا لتعزيز وتقوية جهاز المناعة البشري؛ حيث يحتوي على نسبة عالية من مضادات الأكسدة التي تمنع تلف الخلايا داخل الجسم.
وتحتلّ تربيةُ النحل وتطوير إنتاج العسل موقعًا مميزًا في مبادرات رؤية المملكة 2030، من خلال نشر الطرق الحديثة في تربية النحل ورفع مستوى الكفاءة الإنتاجية وتحسين الجودة بما يؤدّي إلى تحقيق عوائد اقتصادية أعلى وزيادة فرص العمل للمواطنين؛ حيث تعمل وزارة البيئة والمياه والزراعة من خلال مشروع مبادرة تطوير تربية النحل وإنتاج العسل على برنامج تحسين وتطوير سلالة النحل المحلية والمحافظة عليها، وبرنامج تنظيم وتنمية المراعي النحلية وحمايتها، وبرنامج رفع وتنمية قدرات النحالين، وبرنامج تطوير الخدمات الإرشادية في مجال النحل والبحث العلمي، وبرنامج لحماية النحل من الأضرار.