المعاكسات سلوك مدمر
تهاني المشيخي (صحيفة صوت العرب)
تعد معاكسات الشباب في الشوارع واحدة من الظواهر السلبية التي تهدد كيان المجتمع وتؤدي إلى جلب الفساد وانتشار الفاحشة وتدمر الأسرة ومستقبل الفتيات والشباب على حداً سواء وهذا يعود بالغالب إلى التربية الغير مستقيمة للشباب المنحرفين.
هناك الكثير من الشباب لجئوا للنزول إلى الشوارع للبحث عن فريسة ومعاكستها وكثيراً من الأسر فقدوا بناتهم بفعل هؤلاء الغوغائين من الشباب الذين يمارسون وسائل الترغيب والترهيب للفتيات.
لقد تسببت هذه المعاكسات بحوادث أليمة، وفواحش عظيمة ومزقت الكثير من الأسر واصيبت بعض الفتيات المخدوعات بصدمة نفسية جراء العلاقة الفاشلة كون مثل هذا العمل يستهدف عرضهنَّ ويسود وجوههنَّ، ويتركهنَّ ضحايا في الزوايا، أو بائعات هوى ومنحرفات.
إن غمز بالعين، أو همز ولمز باللسان، أو ابتسامة ناعمة، أو نكتة طريفة والنظرات أو المدح أو العباءة الملفتة والابتسامة الموحية، أو العطر الساحر أو الجلوس في الشارع ورمي رقم الهاتف أو التعليق يا قمر إلى وين اصبح من الماضي في عصرنا الحالي الذي تنوعت وسائل المعاكسات فلم يعد الشارع هو الوسيلة الوحيدة لرمي الشباك واصطياد الفتيات بل أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي وكراً للعلاقات الفاشلة ولم يعد الشباب أو الفتيات لجغرافية وسيعة بل لغرفة مغلقة يتبادل فيها الشابين الآراء للتطور إلى تبادل اللقاء المباشر على الشبكة ومنها للقاء منفرد في أي موقع معزول وهناك تبدأ الفاحشة
لقد تحولت الهواتف أكبر بلاء على الأسر المسلمة والخطر الداهم، إذ يلجئ بعض الشباب للاتصال عشوائياً أو البحث على شبكات التواصل عن فتاة للدردشة والمتعة معها، لكن المثير للسخرية حين يكون الفتاة هي المعاكسة للرجل عبر الكلام المعسول والغزلي بهدف اللعب والتسلية وتمضية الوقت من الفراغ والذي يلتقطه شباب الغفلة سريعاً خصوصاً مع أنتشار البطالة ووجود الفراغ القاتل.
ويرى الكثير من علماء النفس أن أسباب الانحراف للفتيات يعود إلى غياب العاطفة والحنان لدى الأسرة فتلجئ للبحث عنها في الشارع أو عبر شبكات التواصل الاجتماعي لتعويض ما فدته.
ولذا يستوجب علينا كأسرة أن نعمل على احتواء أبنائنا وأن لا نكسر قلوبهم بالضرب والإهانة والفضيحة خصوصاً في مرحلة المراهقة، ولا يجب أن نتعامل بعدم المغفرة للفتاة أو الشباب المراهق.
ينبغي على الشابات أن تتفهم أننا نعيش في وسط مجتمع ذكوري لا يغفر للأنثى خطأها إذ يتم تناقل عيبها وتتحول في نظر المجتمع إلى مجرمة يجب عدم التستر عليها فهذه المراهقة التي تضيع وسط شباك الشباب يجب عليه أن تتعامل بعقل وأن تدرك عقوبات الخطأ الذي قد ترتكبه بالانجرار وراء الكلمات الجميلة خصوصاً وأن الكثير من الشابات تعرضن للابتزاز بمختلف أنواعه سواء بعد إرسال صورها وتهديدها من قبل الشاب تسليم نفسها مقابل عدم نشر صورها أو إذا تطور الأمر للفاحشة فهناك تصبح رهينة أوامره في أي لحظة.
أن الشباب المراهقين بحاجة ماسة إلى توعية ونصح وبنية أخلاقية قوية من قبل المجتمع فلا يجب تجاهل أي سلوك قد يكون غير سوي ومنحهم العاطفة والحنان خصوصاً وأننا في عصر اختلفت فيه المفاهيم وأصبح الجميع يتعاطى مع الآخرين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، والحواجز تلاشت بينهما، ولكن الجيل هذا بحاجة إلى وعي وإدراك بالعقوبة فالمراهقة ليس جريمة، بل تجربة خاطئة تستحق التقويم والانتباه لا العقاب لأن أنّ المجتمع يسيء للبنت ويوصمها بالعار للأبد إذا انجرفت وراء شاب.
إن دور الأسرة والتوعية من قبل الوالدين ومتابعة الأبناء، وفي حال استخدام الأبناء للتقنية فيلزم معاقبة المعاكس بأخذ الأجهزة منه مؤقتاً، أو حرمانه من الإفادة من شبكة الإنترنت وتشجيعه على أن يكون قدوة حسنة وعنصر فاعل في المجتمع، فهذه الظهرة وأسبابها تعود لسوء التنشئة الاجتماعية عند المراهقين، وإهمال الأسر لأبنائها وبناتها، ونظرة الشباب المقولبة للفتاة، وأنّها فريسة سهلة يمكن الإيقاع بها، إلى جانب التقنية التي ساعدت كثيراً في تفشي الظاهرة؛ بسبب سهولة الحصول على أرقام التلفونات، وربما أماكن سكن الأسر، فالمرأة العربية العقلية هي وعاء الشرف أو العرض وعليها أن تعي أهميتها وأن تواجه كل الإغراءات العاطفية بقوة وتتصدى لها.