الفقيرة وابن الأثرياء ٣
الكاتب.: عبدالله العطيش
وفي اليوم التالي ودع فيصل زوجته وأبنه ليسافر إلى جدة للعمل وبعد مرور العشرة أيام وأثناء عودة فيصل بالطريق إلى مدينة الرياض والفرحة تملاْ قلبه وتغمره إذا بسيارة كبيرة تخرج تصطدم به ويتوقف الطريق ويتم نقل فيصل إلى المستشفى ويدق جرس الجوال
سارة: السلام عليكم , من معي
إدارة المستشفى: نحن إدارة المستشفى ويؤسفنا أن نبلغك بأن زوجك قد حدث له حادث طريق وحالته الصحية بحالة خطرة
سارة : سقط الجوال من يدها وذهبت مسرعة وهي تحمل أبنها الرضيع إلى المستشفى وقابلت الطبيب . ارجوك يا دكتور طمني على زوجي
الطبيب: للأسف زوجك بحالة خطرة وقد تمزقت الكلى ويحتاج لنقل كلى وإلا ……..
سارة: خذ كليتي يا دكتور أنا سأعطي كليتي لزوجي
الطبيب: لا تتعجلي وخذي القرار
سارة: أي قرار هيا أدخلني غرفة العمليات
الطبيب : وأبنك الصغير هذا الذي يبكي
سارة : تنظر لأبنها وهي تبكي , وقالت للطبيب أنتظرني ساعة وساعود ولكن خذ مني الفحوصات اللازمة قبل أن أذهب
وأخذ الطبيب التحاليل وأجرى الفحوصات وذهبت سارة إلى الأب ” عبدالله” تحمل رضيعها الصغير
الأب ” عبدالله” : من سمح لكي أن تأتي إلى هنا ؟!!!
سارة : تبكي بشدة لقد جئت لأعطيك حفيدك كي ترعاه
الأب ” عبدالله”: ينظر إلى حفيده ويرق قلبه ولكن لا يريد أن يظهر ضعفه, فقال لها: أذهبي فأنا غاضب على أبوه وعليه هو أيضاً
سارة: بصوت ضعيف, إن أبوه بين الحياة والموت يا عمي
الأب ” عبدالله” : ماذا تقولين ؟!!!! ما الذي حدث لفيصل
سارة: لقد كان بجدة في عمله وأثناء عودته حدث له حادث وهو بالعناية المركزة بين الحياة والموت وأخبرني الطبيب أنه يحتاج إلى نقل كلى وإلا سيموت سيموت يا عمي
أسرع الأب وقد حمل حفيده بين يديه إلى المستشفى وجاء مدير المستشفى والأطباء من حوله وأخبروه بسوء حالة ” فيصل ” وجاءت سارة أثناء وقوفهم
سارة : أنا جاهزة يا دكتور
الأب ” عبدالله” : لا أفهم أي جاهزية تقصدين
الطبيب: لقد أبلغتني أنها ستتبرع لـ ” فيصل ” بكليتها
الأب ” عبدالله” : باكياً .. أنا آسف يا سارة لقد كنت الأب الجاحد يا بنتي وأذيتك كثيراً فسامحيني
سارة: يا عمي أوصيك على أبني وحفيدك ” عبدالله ”
ودخلت سارة العمليات وقد تم إجراء العملية بنجاح والحمد لله, وبعد أيام من الرعاية والمتابعة وبعد أن فاقت سارة وفيصل واستردوا عافيتهم
الأب ” عبدالله” : يا فيصل يا أبني أنا أحبك كثيراً ولقد أخطأت بحقك يا أبني وسامحني أنت وسارة
فبكى فيصل وقام بإحتضان والده وتقبيل يده , وحمل الأب ” عبدالله”
حفيده الصغير وعلم رجل الأعمال والده أن الحب الحقيقي سينتصر على الظروف وعلى الأموال فالحب الحقيقي باقي والأموال من الممكن أن تزول.
انتهت القصة .. ولكن الحب باقي .. فنشروا الحب بين أركان بيوتكم وليكن جدار البيت الإخلاص والمحبة والوفاء والصدق. فالمال ليس كل شيء ولكن الحب الصادق هو الدائم.