الأخبار المحلية

الصداقة الحقيقية

الكاتب : عبدالله العطيش
نعيش الحياة ونرتبط بالآخرين منهم من يظل معنا حتى النهاية ومنهم من نتعلم منه درساً لا يمكن نسيانه, ولكن حين تجد الرفيق الحقيقي تشعر وكأن هناك حائط تستند عليه, فالصديق هو عنوان صديقه و ملاذه الآمن في كل الأوقات، والصديق الصالح تتوه في وصفه كل الأبجديات وكل الكلمات. الصداقة نعمة من الله وعناية منه بنا، هي كالمظلة كلما اشتد المطر، ازدادت الحاجة لها، فهي بمثابة عقل واحد في جسدين, فلا تبنى الصداقة على مصالح ولكن تأتى على أشخاص غلب عليهم طابع الأخلاص والمحبة, وليست الصداقة البقاء مع الصديق وقتاً أطول، بل البقاء على العهـد حتى وإن طالت المسافات أو قصرت.
إن الصداقة شجرة تنمو وتكبر وتترعرع كلما سقيت بماء المحبة والإخلاص، فسلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصفا, جميعنا يحتاج إلى إنسان يبادله المشاعر والأحاسيس وينصحه ويرشده إلى الصواب وأهم عامل أساسي للصداقة هو الصدق لأن الصداقة من دون صدق لا قيمة لها فالصداقة القائمة على المصالح تنقطع حين تنقطع المصالح وتنتهي, فالصداقة ليست بطول السنين بل بصدق المواقف.
تستطيع معرفة الصديق الحقيقي في وقت الشدة ، فإذا كنت تعيش في فترة صعبة من حياتك يكون هو الداعم الأول لك في هذه الفترة ، مهما حاولت الإبتعاد عنه تجده يرجع مرة أخرى ، لأنه يعرف تمام المعرفة من أنت فليس لديه مصالح إتجاهك ، فأنظر الى صديقك وقت الضيق أنظر إلى ردة فعله هل سيظل بجوارك أم يتركك, فإن ظل بجوارك فأعلم أن تلك الصداقة حقيقية وإن ذهب فاعلم أن الصداقة القائمة بينكم ليست بصداقة.
صدق من قال: لا تندم علي معرفة أي شخصٍ في حياتك ، فالجيدون يعطونك السعادة ، والسيئون يعطونك التجربة ، أما الأسوء فيعطونك درسا ، هكذا هي الحياة نعيش فيها لتحاكي عقولنا، نتعلم منها ونتعظ من مواقفها معنا حتى أخر نفس يخرج منا. فهناك من يدعي الصداقة وظهوره بوجه بشوش وابتسامة زائفة وقد يعرض علينا خدماته في وقت لسنا بحاجة إليه ، ولكن عندما نتعرض حقاً لأزمة ما ونلجأ إليه ، نراه قد تبخر , وبالأخير الصداقة كنز يندر الحصول عليها في عصر غابت فيه كل المعاني الإنسانية. حفظ الله المملكة وشعبها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى