الأخبار المحلية

الشخص الاستغلالي لا صديق له

الكاتب : عبدالله العطيش
في الحياة بصفة عامة يرتبط الشخص بآخرين سواء أقارب أو أصدقاء أو زملاء عمل يتعامل معهم بشكل يومي, ويكون سعيداً بتقديم الكثير من المساعدات لهم ولكن للأسف قد يستغل بعض الأشخاص تلك المساعدة والرحمة ويتعاملون معها وكأنها حق مكتسب، ومن المحتمل أنك قد تشعر بمشاعر أنه يتم استغلالك ولكن طيبة قلبك وصفائك الداخلي يجعلك تتحمل استغلال تلك الأشخاص لك، وأنت تعلم جيداً إن الشخص الحامل لصفات الشخصية الاستغلالية لا يمتلك سوى الأنانية وحب الذات ولا يعرف لحب الآخرين طريقاً ابداً، إذ تجده يقدم مصلحته على مصالح الآخرين من أجل تحقيق أهدافه الشخصية.
إن الطيبة في حالة كونك شخصاً عطوفاً تنجرف خلف مشاعرك، يكون من السهل حينئذ تلبية متطلبات الغير ولو على حساب نفسك ورفض أي طلب مهما كان، فالشخص الاستغلالي لا يحمل من صفات الإنسانية سوى حب الذات والأنانية وتحقيق المصالح والأهداف الشخصية ، ويظهر بصوره الإنسان المثالي الطيب القلب، حتى يتمكن من دخول قلوب الناس حتي يحقق غاياته ومصالحه, فالصداقة في نظرهم المنفعة الذاتية.
للآسف الطيبة في هذا الزمن أصبحت عيب في وقت تسود فيه اللاإنسانية, فالشخص الطيب يتمتع بنقاء الصدر والسريرة، وحب الآخرين، والبعد عن إضمار الشر، أو الأحقاد والخبث وقد يحدث أن تعمي الطيبة الزائدة صاحبها عن رؤيته لحقيقة مجرى الأمور، أو عدم رؤيته الحقيقة بأكملها، من باب حسن ظنه بالآخرين، واعتقاده أن جميع الناس مثله، لا يمتلكون إلا الصفاء والصدق والمحبة.
إنني لا ألوم الطيبين أبداً فلو تأملنا تاريخ وأخلاق الأنبياء والأوصياء لوجدنا كل ما هو راق من الأخلاق والتعامل بالطيبة والصدق, ولكن أطالبهم بالحذر من الشخصيات الاستغلالية التي لا تعرف غير المنافع الشخصية, هؤلاء بمجرد تعثرك ستجدهم بالتأكيد يديرون ظهورهم لك ويتركوك ويبحثون عن غيرك.
إن طيبة القلب نعمة من نعم الله على صاحبه, وهو نادر في هذا الزمن الذي قست فيه القلوب, وكلمتي الأخيرة لأصحاب القلوب الطيبة أن طيبة القلب هدية لا تقدمها إلا لمن يستحقها فعلا، لأن القلب الطيب لم يخلق ليكسر ويجرح ولم يخلق لاستغلاله. حفظ الله المملكة وشعبها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى