التاروتي في ضيافة العطاء: أدب الطفل مسؤولية مجتمعية والنشر الواعي هدف حكاية قمر
الاحساء-محمدالعمري
نفت الأستاذة هاجر التاروتي ببساطة، وجود أي مشكلة تهدد بقاء واستمرارية الكتب الورقية في عالم الأطفال مبينة أن هذا العالم لا يدخل ضمنه التعقيدات الإلكترونية التي يسرب منها الكبار فكرة القلق من اندثار الكتب الورقية وسيطرة العالم الافتراضي على هذا المجال.
جاء ذلك، رداً على تساؤل الأستاذة باسمة الغريافي حول الهاجس الكبير لاستمرارية الكتاب الورقي أثناء لقاء برنامج تجارب نسائية ملهمة، التابع لجمعية العطاء النسائية الأهلية بالقطيف مساء أمس الثلاثاء، عبر منصة الإنستغرام لحساب العطاء،
حيث بينت التاروتي أن الكتاب لدى الطفل بمثابة اللعبة التي تثير البهجة والجمال في نفس الصغير الذي يستطيع التفاعل والتعامل معه، وهذا لا يثير القلق ما لم يتدخل الكبار في تسريب فكرة عدم جدوى الكتب الورقية للأطفال.
وعن الآلية الدقيقة والصارمة في اختيار الكتب لدى مكتبة حكاية قمر التي تديرها التاروتي قالت: نحن نحمل على عاتقنا مسؤولية مجتمعية تجاه أدب الطفل وما يتم نشره من كتب تتوافق مع عاداتنا الإسلامية و المجتمعية وثقافة محافظتنا، لافتةً أن هذا التوجه يُسهل نسبيًا على المُرَبي اختيار الكتب المناسبة، هذا عدا الهاجس التربوي الذي يلعب دورًا كبيرًا في أهمية التدقيق في محتوى ماننشر .
من جانب آخر، قالت التاروتي: مكتبة حكاية قمر ليست مكتبة ينحصر عملها في مجال بيع وتسويق الكتب فقط، بل هي دار نشر كذلك، من هنا كانت المسؤولية على عاتقنا أكبر في توجيه الاختيارات للأفضل وبهذا نحمل همًا أكبر من التسويق، ألا وهو التصنيع والإنتاج للكتب التي نسعى لأن يكون اختيار النصوص والمحتوى فيها موفقاً مناسباً لمستهدفاتنا وتوجهنا الأساسي والجاد في التغيير والتأثير على ساحة أدب الطفل، في وقت أصبح سهلًا فيه النشر الذاتي، وللحد من نشر الكتب التي لا قيمة لها، كان علينا أن نخوض عملياً تجربة النشر، ونمارس عملياً تطبيق المعايير اللائقة بإنتاج كتب الأطفال ؛ لنقدم نموذجًا لائقًا يرعى التطلعات الأدبية والثقافية والتربوية في محافظة القطيف.
واستحضرت خلال اللقاء، تجارب تفاعلية لنشر ثقافة القراءة لدى الأسرة والطفل منها، مشاركة الأمهات وأطفالهن في قصة صباح السبت التي اطلقتها مكتبة حكاية قمر ضمن أنشطتها الأسبوعية، حيث لقت رواجاً كبيراً واستقطبت أسرًا كثيرةً لخوض التجربة التي طورتها لاحقاً بحضور الرضع.
مؤكدة قناعتها بأن شغف القراءة واقتناء الكتب يبدأ منذ الأشهر الأولى من العمر، خاصة إذا لازمته أنشطة وألعاب ترسخ في ذهن الصغير فكرة الكتاب، بالإضافة إلى الألوان وتنوع الصور التي تبقى عالقة في زوايا الذاكرة.
وحكت التاروتي المتخرجة بتخصص بكالوريوس فيزياء، بإيجاز مختصر عن الصعوبات التي واجهتها لتأسيس المكتبة بعد أن شغفت بهذا العالم بدلاً عن مجال التعليم، مبينة أن هذا الشغف نبع من علاقتها بالكتب، والشعور بالأمومة والمسؤولية التربوية وقالت : خلال 6 سنوات وتحديداً منذ 2004، حين بدأت بالعمل في المكتبة واجهت الكثير من التحديات لتحقيق هذا الحلم بالحصول على تصريح من وزارة الإعلام، يسمح بافتتاح مكتبة أقوم بإدارتها، خاصة أنها فترة لم يكن معهود فيها دخول النساء للمؤسسات العامة؛ ما تسبب في رفض منحي التصريح في المرة الأولى وكانت المؤشرات تتجه لاحتمالية رفض أخرى في المحاولة الثانية، ولكنها انتهت بصدفة مع أحد مسؤولي وزارة الإعلام الذي أعجب بفكرة المشروع، فتكللت المساعي أخيرًا بالموافقة في 2010.
وعن حضور الكاتب السعودي في أرفف مكتبة حكاية قمر وضحت : لا يزال الحضور للكاتب السعودي في أدب الطفل ضعيفاً على مستوى الإنتاج في العالم العربي أما على مستوى محافظة القطيف فنجد اهتماماً كبيراً في الآونة الأخيرة لإنتاج كتب الأطفال ، نتمنى أن نكون من خلاله ضمن خانة المنافسين.
واستدركت، مع أننا لا زلنا في خطوات الحضور لأدب الطفل، إلا أن الدخول الجاد في السنوات الأخيرة كان دخولًا قويًا، استطاع معه تحويل عددًا من أسماء الكُتاب الموجودين في هذه الساحة إلى دور نشر سعودية بعد أن كانت تعمل مع دور نشر أخرى خارج المملكة، خاصة مع الدعم الذي قدمته مكتبة الملك عبد العزيز العامة وهيئة النشر والثقافة والترجمة للاهتمام بهذا الجانب.