البيان
الكاتبة – أمل بن مرضي
الرياض
الذوقيات ليست بالمال ولا بالمظهر الخارجي
الذوقيات إحساس وتعامل جميل
فمن أعظم أعضاء الإنسان خَلقاً ( اللسان )
الذي جعله الله سبباً للتخاطب بين البشر وبياناً
للإفصاح عن الرغبات الداخلية سواء كان بالتعبير نطقاً أو كتابةً
فقال الله تعالى :
﴿فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا ٩٧﴾
فإن عثرةَ اللسان أشدُّ خطرًا عليك من عثرة برِجْليك
فكم من أرواح أُزهقت بسببه، وكم من أعراض قُذفت من خلاله،
وكم من حقٍّ قُلِبَ باطلًا وباطلٍ قُلِبَ حقًّا،
فكثير من النزاعات والحروب لم تكن لتطفو إلا بسبب اللسان
وما وقع خلاف إلا واللسان منه نصيب
فهو كالمرآة له ومجتمعه (فلا يهيم المرءُ في كل وادٍ )
وقفة :
فإن الكلمة إذا خرجت من لسانك لم تَعُدْ مِلْكًا لك
بل تصبح كالكُرَة تتقاذفها مضاربُ اللاعبين بها
كلٌّ يفسرها بما يخدم غاياتِه ومآربه
علينا أن ندرك أن ( اللسان ) معالي الرتب في الدرجات وبسببه يزل في أسفل الدركات
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضي الله عنه ـ عَنِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ:(إِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ، لاَ يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ، لاَ يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ) ..
بل أن جوارح الإنسان كلها مرتبطة باللسان في الاستقامة والاعوجاج
قال الله عز وجل:
( أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ، وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ) (البلد 8 ـ 9)،
فقيمة هذه النِّعمة وشكرها، يكون بحسن استثمارها والاستفادة منها، بأن تكون أداةً لبثّ روح الألفة والمحبّة، وزرع الخير في نفوس الآخرين،
فلكم أن تتخيلوا كلمة “أُفٍّ” من عقوق الوالدين
وهي كلمة صغيرة لا تحمل إلا حرفين (فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا)[الْإِسْرَاءِ: 23].
وقال تعالى : ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ) الأحزاب/58 .
إضاءة :
أن البلاء مُوَكَّل بالمنطق، فلينظُرِ المرءُ ما ينطق به لسانُه